سباق الإنسان والآلة

04:25 صباحا
قراءة دقيقتين
محمد إبراهيم

سنوات قليلة هي التي تفصلنا عن الثورة الصناعية الرابعة؛ ثورة «الإنسان الآلي»، الذي يعمل في المجالات كافة، ويمتلك مهارات وقدرات عالية الجودة، تواكب في مضمونها متغيرات المستقبل في مساراته واتجاهاته الحديثة؛ ليعمل الذكاء الاصطناعي جنباً إلى جنب مع الذكاء البشري، ما أثار العديد من المخاوف، بين مختلف الفئات في المجتمعات العالمية، لاسيما أن التوقعات أخذتنا إلى حالة من «البطالة الحتمية» في المستقبل؛ بسبب تفوق الآلة.
في وقت استوقفتني مقولة للرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما في عام 2016، عندما أكد أن الإنسان الآلي سيحل محل الإنسان في 50% من الوظائف عام 2030؛ ليصبح الملايين من البشر بلا عمل؛ إذ يمثل ذلك تهديداً حقيقياً لتلك الثورة على الإنسان، في حال قبوله بالسكون، وابتعاده عن تطوير ذاته ومهاراته وقدراته العلمية والمهنية، التي يستطيع من خلالها التعامل مع عصر الآلة.
الإمارات وقيادتها الرشيدة، أدركت أهمية تلك الحقبة الزمنية، وذهبت تستعد وأبناؤها إلى المستقبل، فكانت الأولى عالمياً في وضع الاستراتيجيات والتشريعات والأُطر المُنظِّمة للذكاء الاصطناعي، وأسست وزارة جديدة يقودها أحد السواعد الوطنية الشابة القادرة بفكرها المستنير على مواكبة المستقبل في هذا المجال، لاسيما أن الذكاء الاصطناعي سيكون محرك ريادة وازدهار الدول خلال السنوات القليلة المقبلة.
وركزت الدولة من خلال رؤيتها، على خلق أنواع جديدة من الاقتصادات المنشطة لمستقبل البشرية من خلال الذكاء الاصطناعي، الذي يقدم حلولاً مطورة ودقيقة في مجالات مثل: «توليد الطاقة الشمسية، والتعليم، والطب، والهندسة، والفضاء»؛ إذ سيكون بمقدور البشرية من خلال تلك التقنيات الوصول إلى إنسان أكثر فاعلية ودراية بما يدور حوله من متغيرات وتطورات في القطاعات كافة.
والسؤال الذي يطرح نفسه يتمثل في «كيفية محافظة الإنسان على مكانته ومهاراته وقدراته في سباق تفوق الآلة المستقبلي، وكيفية التعايش معها بنفس قوتها وقدراتها»؟
والإجابة عن هذا السؤال تكمن في الإنسان ذاته، فهو دائماً من يقود الآلة ويحمل بزمام تطوير مساراتها واستخدامها، فبدلاً من المخاوف وحالة الانتظار والترقب، التي يعيشها الإنسان في مختلف دول العالم؛ خشية تهديدات الثورة الصناعية الرابعة على سوق العمل المستقبلي، علينا بالعلم والمعرفة؛ لنؤهل أنفسنا للسيطرة على الآلة والتعامل معها، بحسب ما يفرضه المستقبل من تطورات، وعلى مدارسنا وجامعاتنا تعزيز ذكاء الطلبة وتوظيف إبداعاتهم ومهاراتهم؛ من خلال مناهج شاملة وتخصصات فاعلة تحاكي في مضمونها تلك الثورة؛ لبناء أجيال قادرة على التفوق في عصر الآلة.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"