سلوكيات همجية

04:23 صباحا
قراءة دقيقتين
سلام أبوشهاب

من أهم المميزات الإيجابية لوسائل التواصل الاجتماعي، رصدها وإظهارها سلوكيات مرفوضة وهمجية تمارس من قبل بعض أفراد المجتمع، كان من الصعب معرفتها بأدق تفاصيلها. مثل هذه السلوكيات بما تتركه من آثار سيئة ومزعجة للمتضررين في الدرجة الأولى كانت تمر مرّ الكرام، وبالتالي لا يعاقب من يقوم بها إذا ظلت طي الكتمان ولم يتم اكتشافها.
شرطة أبوظبي وفق ما أعلنت تحركت على الفور وألقت القبض على أم تعذب طفلتها بعد انتشار مقاطع فيديو على منصات التواصل الاجتماعي لها وهي تعذبها، وقبل أيام ألقت القبض أيضاً على سائقين بعد تداول مقاطع فيديو عبر وسائل التواصل الاجتماعي تظهر قيادتهما بطيش وتهور.
هذه الجوانب الإيجابية لناشطي وسائل التواصل الاجتماعي مطلوبة، لإيصال المعلومة الصحيحة مثبتة بالصورة والبيانات الدقيقة للجهات المختصة لتتولى مهمة الوصول للمتهمين واتخاذ الإجراءات القانونية وتحويلهم للقضاء لتطبيق القانون، ولردع كل من تسول له نفسه ارتكاب مثل هذه التجاوزات غير المقبولة.
بعض الجهات ترى أن ناشطي وسائل التواصل يبالغون في عرض مثل هذه التجاوزات، وأنها لا تفضل عرض مثل هذه المقاطع الصادمة والمؤذية، وإذا التزم الناشطون بهذا الرأي فإن المجتمع يظل مغيباً عن معرفة هذه السلوكيات والتجاوزات التي يجب التصدي لها من كافة أفراد المجتمع، وفي الوقت ذاته يجب عليهم تحري الدقة في تداول هذه المقاطع والتأكد منها قبل تداولها.
أي منطق وأي عقل وأي إحساس بالأمومة عند هذه الأم التي أقدمت على تعذيب ابنتها الطفلة بسبب خلافات عائلية مع الأب؟ وما ذنب الطفلة حتى تعامل بهذه الطريقة الوحشية، أي رحمة عند هذه السيدة التي قامت بهذا التصرف غير الإنساني؟
ما ذنب الأطفال في المشاكل الأسرية؟ ولماذا يلجأ الوالدان أو حتى أقارب الأطفال للانتقام من الطرف الآخر بتعذيب من لا ذنب لهم؟
تصرف السيدة بهذه الطريقة إذا ثبت بالفعل جرمها في المحكمة يؤكد أن الزوج على حق في خلافه مع هذه الأم المجردة من معاني الأمومة والإنسانية كافة، ويجب اتخاذ أقصى العقوبات بحقها حتى تكون عبرة لغيرها.
وكما تم تداول مقاطع فيديو للطفلة وهي تعذب، وشاهدها الآلاف يجب إطلاع أفراد المجتمع على أدق تفاصيل هذه القضية وإجراءات وتفاصيل التعامل معها والعقوبات التي سوف تتخذ بحق المتهمة.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"