منتج ابتكاري

03:16 صباحا
قراءة دقيقتين
محمد إبراهيم

يأتي شهر الابتكار من كل عام زاخراً، بكم هائل من الأفكار الابتكارية، بمشاركة مؤسسات الدولة في مختلف القطاعات، وتأخذنا نتائج هذا الشهر إلى عدد كبير من المشاريع الإبداعية التي تخدم مجالات حيوية وفاعلة في المجتمع.
يذهب عام ويأتي آخر، بأفكار جديدة ومشاريع أجدّ، ولكن معظمها «القديمة والجديدة»، لم تخرج من طور الفكرة، وبالتالي لم تصل إلى حيز التطبيق، للاستفادة منها بشكل أكثر فاعلية، والسؤال هنا متى سنترجم أفكار المجتمع الإبداعية في هذا الشهر إلى منتج معرفي وابتكاري يحمل شعار «صُنع في الإمارات»؟
نعم هناك أفكار تحولت إلى مشاريع فعلية على أرض الواقع، ولكنها ضئيلة جداً، مقارنة بما يتم طرحه سنوياً من أفكار إبداعية من مختلف المؤسسات وأفراد المجتمع والطلبة في المدارس والجامعات، وهذا يدعو إلى المزيد من الجهود، لتبني تلك الأفكار وتحويلها إلى منتج يفيد المجتمع، لاسيما أنها تحاكي قطاعات حيوية مستقبلية تضم «الطاقة والفضاء والبيئة والصحة والتعليم، وتوظيف الذكاء الاصطناعي في شتى المجالات».
الخلوة الطلابية التي كانت جزءاً أصيلاً في المهرجان الوطني للعلوم والتكنولوجيا والابتكار، جسدت خطوة مهمة في هذا الاتجاه، إذ إنها تمحورت حول اكتشاف ودعم رواد الأعمال من على مقاعد الدراسة، واحتضنت مشاريع ابتكارية للطلبة، ووضعت لهم آليات لتنمية معارفهم في ريادة الأعمال، ومكنتهم من تحويل أفكارهم إلى ابتكارات فعلية على أرض الواقع، وإن كانت المشاريع المختارة لا تتجاوز الـ30، إلا أنها خطوة مهمة اتخذتها وزارة التربية والتعليم، لتجعل المدرسة حاضنة لرواد الأعمال.
الإمارات حققت قفزات نوعية على طريق الابتكار، وقدمت مبادرات نوعية، لتشجيع المجتمعات بمختلف فئاته ومؤسساته، على الإبداع، وما زالت تتصدر عربياً مؤشر الابتكار العالمي، واعتبرت الابتكار عنصراً أصيلاً في المحاور الوطنية لرؤيتها 2021، الذي ينشد تحقيق اقتصاد معرفي ومتنوع ومرن، ومن المفترض أن يستنهض هذا كله الجميع، للتعاطي مع مخرجات هذا الشهر بفاعلية أكثر حرفية وجدية.
نعم لدينا صندوق محمد بن راشد لدعم الابتكار بقيمة إجمالية ملياري درهم، ويُعتبر إحدى المبادرات الاتحادية التي أطلقها صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لدعم المشاريع الابتكارية في الدولة، وتعزيز النمو الاقتصادي، ولكن يقع على مؤسسات القطاع الخاص، مسؤولية مجتمعية، لتبني هذا الكم الهائل من الأفكار الإبداعية، والمساهمة في تطوير صناعة الابتكار وإنتاجه.
في الواقع إن ما نشهده من ابتكارات تحاكي المجالات كافة، يدعو إلى المزيد من الصناديق، لاستيعاب هذا الكم الهائل، ونحقق قفزة تأخذنا من التخطيط والتفكير إلى الصناعة والإنتاج.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"