مع كل أزمة مهما كانت طبيعتها وشدتها يظهر ضعاف النفوس ممن يتنافسون في استغلال الظرف السائد واللجوء إلى كل ما من شأنه تحقيق أكبر نسبة من الأرباح على حساب المستهلك دون مراعاة لأوضاع الناس. مثل هذه الفئة التي تغرد خارج السرب تستحق إجراءات رادعة.
للأسف الشديد أن بعض المراكز الطبية تحاول استغلال هذا الظرف، فتستقبل الراغبين في إجراء الفحص لاستبعاد الإصابة بالفيروس، وذلك مقابل مبالغ مالية يدفعها الشخص قبل الفحص، تزيد على 500 درهم، ولا يتم السؤال عن التأمين الصحي، لأنه لا يغطي هذه الفحوص إذا لم تكن بطلب من الجهة المختصة في الوقاية من الفيروس، والأصل أن لا تقبل المراكز إجراء هذه الفحوص إلا وفق الآلية المتبعة من جهات الاختصاص.
نموذج آخر من استغلال الظرف، هو ما لجأ له بعض صغار محال بيع الخضار والفواكه برفع الأسعار بنسبة تزيد على 100% لبعض الأصناف، لمجرد زيادة الإقبال والشراء العشوائي، من قبل نسبة من المستهلكين، إلا أن طرح كبار التجار كميات ضخمة من هذه السلع في إطار تعاونهم التام مع الجهات ذات العلاقة، أعاد الأسعار إلى أوضاعها شبه الطبيعية.
في المقابل هناك نماذج رائعة من المبادرات التي لا حصر لها من قبل التجار وأفراد المجتمع ممن أعلنوا عن تبرعاتهم ومساهماتهم الخيرة للمشاركة الفاعلة والإيجابية في جهود الدولة بتنفيذ الإجراءات الاحترازية والوقائية للحد من فيروس كورونا، والحفاظ على سلامة أفراد المجتمع من مواطنين ومقيمين.
خلال 24 ساعة فقط تم جمع 45 مليون درهم من خلال برنامج «معاً نحن بخير» الذي أطلقته هيئة المساهمات المجتمعية معاً، دعماً لجهود حكومة أبوظبي الحثيثة للتغلب على التحديات العالمية الراهنة، تفعيلًا لدور المسؤولية المجتمعية. كما قدم العديد من رجال الأعمال والأفراد مساهمات فردية عينية شملت غرفاً فندقية وبنايات سكنية.
ومع إطلاق «صندوق الإمارات وطن الإنسانية» لاستقبال المساهمات المادية والعينية والمباني لتوحيد جهود التصدي للفيروس، فإن أغلبية أفراد المجتمع ستساهم بشكل فعّال، وهذا ليس بجديد على الإمارات وأبنائها والمقيمين على أرضها.
العديد من الأفراد ساهموا أيضاً في البرنامج من خلال الاتصال وتقديم مساهمات وفق قدراتهم، منهم من قدم 50 درهماً ومنهم من قدم 100 و1000 درهم. هذه النماذج المشرفة تعكس مدى التلاحم المجتمعي، وتسابق أفراد المجتمع في المشاركة الإيجابية للعمل معاً في التصدي لهذه المشكلة الصحية العالمية وحماية الإمارات والمواطنين والمقيمين من هذا الوباء.
سلام أبو شهاب
عن الكاتب
مقالات أخرى للكاتب
قد يعجبك ايضا
