672 ساعة ابتكارات

04:03 صباحا
قراءة دقيقتين

محمد إبراهيم

عظيم أن نفكر، ولكن الأعظم أن نبدع ونبتكر، و«التفكير خارج الصندوق» أصبح ضرورة في عصر سباق الابتكارات والإبداعات، وإن كانت الحاجة أم الاختراع، فإن الابتكار وقود المستقبل، والمحرِّك الرئيسي للنمو المستدام، والدعامة الأساسية لتقدم الأمم وازدهارها، وبناء المجتمعات.
والمتابع يجد أن الإمارات حققت إنجازات مشهودة، نحو إقامة مجتمعات الابتكار، وتمتعت ببنية تحتية ومعلوماتية متطورة، واقتصاد قوي، وامتلكت إرادة سياسية تدرك أهمية تلك المجتمعات، وإرادة مجتمعية صادقة تفهمت ضرورة اللحاق بركب الدول المتقدمة، وشباب يعي مفاهيم التغير وأهميته، لمواكبة التوجه العالمي الذي يحاكي صناعة الإبداع.
ومع انطلاق شهر الابتكار 2018، المبادرة الوطنية السنوية، نتذكر معاً مقولة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، عندما قال: «الابتكار ليس خياراً، بل ضرورة، وليس ثقافة عامة، بل أسلوب عمل، والحكومات والشركات التي لا تجدد ولا تبتكر تفقد تنافسيتها، وتحكم على نفسها بالتراجع»، وهنا حكمة عظيمة تحث الجميع، كلاً في قطاعه وتخصصه، على الابتكار، والإبداع، والتجديد لضمان استمرارية التميز، والبقاء على التنافسية، ومواكبة متغيرات ومستجدات المستقبل.
أعتقد أن المجتمع يعيش خلال هذا الشهر نحو «672 ساعة» مع الابتكارات، إذ تتوالى الأفكار والمبادرات والفعاليات، لاسيما وأن القيادة الرشيدة للدولة أطلقت العنان للمجتمع بكل فئاته، لكي يبدع ويبتكر، ويسبح في الآلاف من أفكار الابتكار والإبداع في القطاعات كافة، ولكن ينبغي الاستفادة من الأفكار الابداعية المطروحة، وتوظيفها لرفعة الوطن وأبنائه، فإن كانت تلك الأفكار وليدة عقول واعدة من أفراد المجتمع، فالابتكار غالباً ما يأتي من خلال المؤسسات والهيئات الحاضنة في المجتمع أيضا، إذ إنها تلعب دوراً أساسيا في ترجمة تلك الأفكار وتحويلها إلى واقع ملموس يضاف إلى قائمة الإنجازات.
دعونا نتعامل مع شهر الابتكار على أنه سباق للعقول المبدعة، ومحطة جديدة، نعزز من خلالها ثقافة الابتكار بين أبناء مجتمعنا، بل بوابة مفتوحة لحاصل الإبداعات، ونركز جهودنا جميعاً، أفراداً ومؤسسات ورواد أعمال وشركات قطاع خاص ومؤسسات تعليمية وأكاديميات بحثية، على الاستفادة من كل معطيات هذا الشهر، وتحليل جميع مخرجاته، من أفكار ومبادرات وفعاليات ومشاريع، وللاستفادة منها، والخروج من حيز العرض والاستعراض إلى واقع الإنجاز، وتمكين المبتكرين من جميع فئات المجتمع لتعزيز مكانة الإمارات كمركز عالمي للابتكار، والمحافظة على اقتصادنا متيناً يعتمد في مقوماته على المعرفة ومصادرها وإنتاجها.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"