اختتمت الندوة الفكرية المصاحبة لملتقى الشارقة لفن الخط العربي أعمالها امس، حيث اتفق المشاركون على اهمية تلازم الندوة مع كل دورة من دورات البينالي وأثنوا على دور إمارة الشارقة وحاكمها المستنير صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى للاتحاد في تبني ودعم مثل هذه الفعاليات المهمة التي تؤكد ملامح الهوية العربية في مضمار الابداع الفني والتنظير له والالتفاف حول الجهود الابداعية للكتابة العربية ولفنون الصورة بصورة اوسع.
أوصت الندوة بنشر البحوث المقدمة كاملة في كتاب علمي تذكاري مرتبط بفعاليات الدورة الثالثة لملتقى الشارقة لفن الخط العربي، لإتاحة الفرصة لأعداد أوسع من القراء والباحثين بالاطلاع على محتوى تلك البحوث والتجاوب معها، كما اوصت بتحقيق المصادر التنظيرية للخط العربي في أمهات الكتب، واعادة تحقيقها وتوثيقها، ودراسة مأثورات الكتابات العربية الأثرية بتعمق الرؤية العلمية والتحليلية والتوثيقية، ودراسة علاقة الكتابة العربية بالخامات وتطويعها للتقنية والوظيفة.
وكانت الندوة الفكرية قد بدأت جلساتها في السادس من الشهر الجاري وشارك فيها عشرة باحثين من سوريا ولبنان والعراق ومصر وتونس بالإضافة الى الامارات تحت عنوان المرسومات الخطية من الحجر الى الحاسوب، ودارت البحوث في الندوة حول علاقة النصوص بالصور في داخل من الخط العربي بتوازيه أو تفاعله مع الصور المرسومة والملونة والمذهبة، كما تناول اطياف الذاكرة المعدنية- الفخار والحجر والبرونز- والنباتية - نبات البردي والورق - ومن المحفور والمنحوت الى المخطوط الى المطبوع الى الرقمي والممغنط. الى النصوص ذات الروابط على الانترنت، وتناولت كذلك تاريخ الخط العربي ونظرياته وهندسته وتجلياته ووظائفه، وعالجت البحوث موضوعاتها من النواحي التقنية التاريخية الرمزية الصوفية السيمولوجية ومن منظور علم الجمال العربي والمعاصر.
ودارت خلال جلسات الندوة مداخلات وتعليقات من الحضور حول القضايا التي اثارتها بحوث الندوة، وقدمها د. ادهام محمد حنش حول المفهوم ونظريات مرسوم الخط في النقد الفني، والحرف بين الجمال والكمال للدكتور حسين عبدالله، واطياف الذاكرة من الحجر الى الأقراص الممغنطة للدكتور مصطفى الرزاز ورواح النص بين الكلمة والصورة للدكتور مصطفى عيسى، وبين الكتابي والتصويري - الحريري والواسطي للدكتور شربل داغر، وبحث في مصطلح خاص بتاريخ الفن الإسلامي - في مفهوم الصورة لطارق الكحلاوي، ومرسوم الخط العربي من اللوح إلى اللوحة للدكتور عبدالله السيد، والخط العربي بين التدوين والعمارة للدكتور علي ثويني، وبحث خاص عن الخطاط الوزير ابن مقلة ودوره في تطوير فن الخط العربي وهندسة حروفه لياس خضير الحداد.
