عادي

"أوكسفام" تدعو إلى مزيد من الجهود لوقف انتشار "إيبولا"

14:52 مساء
قراءة 6 دقائق


حذرت منظمة "أوكسفام" من أن انتشار "إيبولا" في غرب إفريقيا لن يتم احتواؤه ما لم تبذل المزيد من الجهود لتحاشي حدوث إصابات جديدة بالمرض، وقالت إن الأمم المتحدة تخطط للتعامل مع المرض عن طريق علاج المصابين به ودفن الموتى بطريقة آمنة، وطالبت ببذل المزيد من الجهود الوقائية لمنع حصول إصابات جديدة بالمرض .
ودعت المنظمة في هذا الشأن إلى توفير المزيد من التمويل لمنع انتشار المرض الذي يجتاح منطقة غرب إفريقيا، فمعدلات الإصابة في تزايد مستمر إذ يتضاعف عدد الاصابات كل 20 يوماً، وقد قدرت منظمة الصحة العالمية معدل الوفيات الناجمة عن انتشار المرض ب 70% من مجمل عدد الإصابات، وحذرت من إمكانية أن يصل عدد الحالات الجديدة في غرب افريقيا إلى عشرة آلاف حالة أسبوعيا بحلول ديسمبر/كانون الأول المقبل . وأوضحت أن عدد الإصابات والحالات المشكوك في إصابتها ب"الإيبولا" تخطى 8 آلاف حالة في حين حصد المرض أرواح 4500 شخص حتى الآن معظمهم في ليبيريا، وسيراليون، وغينيا . وأشارت إلى أنه من المعروف أن الإصابة بالمرض تنجم عن الافتقار لمرافق الغسل الأساسية أو عدم الدراية بكيفية انتقال المرض .
وفي هذا الصدد قالت مديرة الشؤون الإنسانية في أوكسفام جين كوكنج: "يجب أن نقطع سلسلة العدوى بتسليح الناس بوسائل الحماية الشخصية لمنع انتشار الإصابات في المقام الأول، ولدينا الخبرة اللازمة لاحتواء المرض، لكننا في أمس الحاجة للتمويل والدعم من المجتمع الدولي، حتى نستطيع أن نحتويه بطريقة فعالة" . وتخطط "أوكسفام" لإنفاق 22 مليون جنيه إسترليني لمضاعفة برامجها في سيراليون وليبيريا وتنوي التركيز على تقليص معدلات انتقال العدوى . وتقدم "أوكسفام" حالياً إمدادات مياه وصرف صحي لمراكز علاج "إيبولا" ومراكز الرعاية المجتمعية، إضافة إلى إمدادات النظافة الصحية، مثل الصابون والمنظفات، في سيراليون وليبيريا، كما تقود حملات للتوعية الجماهيرية عبر إذاعات الراديو، واللوحات الإعلانية، والرسائل النصية، والتي تهدف إلى تعريف الناس على أفضل سبل إتقاء العدوى بالمرض . فضلاً عن العمل على الوقاية من المرض في غامبيا، وغينيا بيساو، والسغال، حيث لم ينتشر المرض بعد على نطاق واسع . (وام)

مرض "إيبولا" يلحق الضرر بالبورصات والشركات المتعددة الجنسيات

تأثرت الشركات العاملة في دول غرب إفريقيا التي ينتشر فيها مرض "إيبولا" بدرجات متفاوتة بالوباء بدءًا بتراجع نشاطها إلى تعليق عدد من مشاريعها مروراً بفرض قيود على سفر موظفيها، لكن التهديد الاقتصادي الأكبر يأتي حالياً من البورصات الأوروبية التي يمكن أن تصاب بالهلع .
ويؤثر انتشار الحمى النزفية الناجمة عن فيروس إيبولا التي أدت إلى وفاة أكثر من أربعة آلاف شخص حتى الآن معظمهم في سيراليون وليبيريا وغينيا، في أداء الشركات المنجمية والنفطية والزراعية العاملة في هذه البلدان وإن كانت لا تعترف بذلك علناً . ولا تريد أي شركة أن تواجه المصير الذي لقيته شركة لندن ماينينغ البريطانية الصغيرة التي كان نشاطها يقتصر على منجم الحديد في مارامبا في سيراليون . وتراجعت أسعار أسهمها خلال بضع ساعات الأسبوع الماضي في بورصة لندن الى أقل من بنس واحد للسهم .
هذا الوضع ليس بعيداً عن الشركات المتعددة الجنسيات الكبرى مثل ارسيلورميتال أو بولوريه التي لها وجود كبير في إفريقيا خاصة في قطاعي المرافئ والزراعة والتي تستغل خصوصاً ميناءي كوناكري في غينيا وفريتاون في سيراليون . وقد تراجع سعر أسهمها في بورصة باريس أكثر من 15 في المئة منذ مطلع اكتوبر/تشرين الأول .
وترفض هذه المجموعة الفرنسية التعليق على نشاطاتها الإفريقية لكن مسؤوليها الذين يوافقون على الإدلاء بتصريحات نادراً ما تكون لديهم أخبار سارة .
فقد أعلنت مجموعة اكسون موبيل مطلع الشهر الجاري أنها ارجأت استغلال بئر نفطية في عرض البحر (اوف شور) في ليبيريا "لسبب أمني وطبي ومشكلات لوجستية مرتبطة بإيبولا" وأنها "حدت من رحلات موظفيها غير الضرورية إلى الدول المتضررة" . ومثلها قالت المجموعة الماليزية العملاقة سيمي داربي إن استثمار مزارع نخيل الزيت في شمال غرب ليبيريا "تم تكييفه مع التهديد الذي يشكله إيبولا" .
عملياً "فرضت قيود على تنقلات العاملين في المزارع وفرضت إجراءات صارمة للصحة العامة والسلامة" بينما جرى إرجاء بناء مصنع جديد، كما قال ناطق باسم المجموعة . واتخذت اجراءات مماثلة في الدول المجاورة . فمنذ أغسطس/آب، نصحت المجموعة البريطانية للمناجم راندغولد موظفيها "بعدم السفر الى المناطق الموبؤة وطلبت من الذين يعملون بعقود من الباطن عدم استقدام عمال من هذه المناطق الى مواقع الشركة" خصوصاً مناجم الذهب التي تستثمرها في مالي وساحل العاج .
أما شركة الطيران البريطانية بريتش ايرويز، فقد كانت أكثر تشدداً وألغت رحلاتها من وإلى سيراليون وليبيريا من أغسطس/آب الماضي الى نهاية اغسطس 2015 . ودفعت هذه الاجراءات وزير مالية سيراليون كيفالا ماراه الى وصف آثار الوباء بأنها أقرب إلى "حظر اقتصادي" .
وقال مصدر في الشركة الماليزية سيمي داربي إن النشاط "مستمر مع ذلك وان كان قد تقلص قليلاً" . وتتوقع الشركة أن يؤثر الوباء في "أدائها على الأمد المتوسط" في ليبيريا لكنها تبقى متفائلة بشأن قدرتها على "الخروج من هذه المشكلة" . ولا تنوي الشركة الانسحاب من ليبيريا بل انها قدمت منحة بقيمة مليون رينغيت (243 ألف يورو) الى الصليب الاحمر بينما ارسلت الحكومة الماليزية إلى البلاد قفازات مطاطية . وتؤكد سيمي داربي أنها قدمت "مساعدة مالية وعينية" إلى السلطات الصحية المحلية . (أ .ف .ب)

صعوبة الحياة بعد "إيبولا": شهادة ناجية من الكونغو

ماذا سيحل بنا الآن بعد أن نجونا من "إيبولا؟" تسأل ماري بونغو الكونغولية البالغة من العمر 58 عاماً التي تجد صعوبة في العيش بين الأحياء .
بعد ثلاثين يوماً من الصراع مع المرض، شفيت ماري وسمح لها بمغادرة المركز الصحي لمنظمة "أطباء بلا حدود" حيث يعالج مرضى "إيبولا" في لوكوليا على بعد نحو 800 كلم شمال شرق العاصمة كينشاسا . ولكن معاناتها لم تنته بعد خروجها من المستشفى الميداني المقام تحت خيمة كبيرة في قلب الغابة الاستوائية . فبعد عودتها الى الحياة، اكتشفت أن الحمى النزفية قضت على معظم أفراد عائلتها وعدد كبير من أهلها . فقد قتل المرض ثمانية من أبنائها التسعة واثنين من أحفادها واختها وأحد أقربائها . ولحسن حظها نجا زوجها . ولا تتذكر ماري كيف نقلت الى المستشفى الميداني، لكنها تقول "شعرت بالإعياء، وظننت أنني مصابة بالملاريا أثناء مشاركتنا في جنازة" . والآن وبعد أن خرجت تقول "لم أر أياً من أفراد عائلتي الذين رافقوني إلى المستشفى، لقد ماتوا جميعاً في غيابي" . وماري من بين 12 ناجياً من "إيبولا" الذي قتل 43 شخصاً منذ نهاية يوليو/تموز في منطقة معزولة في شمال غرب جمهورية الكونغو الديمقراطية . بعد شفائها، عادت ماري الى قريتها ايتوكو على بعد نحو عشرة كيلومترات إلى الجنوب من لوكوليا ولكنها سرعان ما غادرتها . وعن ذلك تقول "لم احتمل غياب أبنائي" . وتضيف موجهة السؤال لمراسلة "فرانس برس" كأنها تتوجه للمجتمع بأكمله "ماذا ستفعلون بنا؟"
ويتولى الطبيب النفساني لدى وزارة الصحة اوليا بالايي مساعدة الناجين من "إيبولا" للاندماج في المجتمع، حيث "تلحق بهم وصمة" في معظم الأحيان في مجتمع الادغال القروي . ويقول: "لا يوجد لديهم كهرباء ولا تصل المياه الى المنازل ولا طرق معبدة . السكان يجهلون كل شيء عن الحداثة التي وعدت بها الحكومة في إطار برامج التنمية" . ويقول بالايي: "إيبولا مرض مخيف . الخوف مفهوم لكن لا ينبغي المبالغة" . ويقول بالايي إنه تم في الماضي تسجيل الكثير من حالات "الاكتئاب" لدى المرضى بعد شفائهم . وعندما لم تتمكن من البقاء في قريتها، عادت ماري بونغو إلى لوكوليا حيث تطوعت للعمل في المركز الذي عولجت فيه .
وخارج حدود الشريط البلاستيكي البرتقالي اللون، ينتظر زوجها بوكومو ايروجي المستعد دائماً لدعمها ومساعدتها على نسيان صعوبات عملها . ويقول ايروجي الموظف في الصليب الاحمر "سنعيش معاً من جديد، إنها زوجتي . أشكر الله على شفائها . لا أخشى الحياة معها" . (أ .ف .ب)

باريس تعزز إجراءات الوقاية وتعد بمساعدة الدول الإفريقية

قررت فرنسا "تعزيز إجراءاتها على الصعيدين الدولي والوطني" في مواجهة فيروس "إيبولا" واعدة ب"باستخدام كل الوسائل لمساعدة الدول الإفريقية"، كما جاء في بيان صدر أمس عن مكتب رئيس الوزراء .
وشدد البيان على عدم تسجيل "أي حالة" عدوى في فرنسا "حتى الآن" . وأوضح أن "فرنسا قررت تعزيز إجراءات الوقاية الدولية والوطنية ووضع أجهزتها في حالة استعداد لأي حالة "إيبولا" محتملة على الأراضي الفرنسية" .
وأضاف البيان أن "الجهاز الصحي في حالة تأهب لسرعة رصد أي شخص يمكن أن يكون مصابا بفيروس "إيبولا" وتولي أمره في أفضل الظروف . وفي هذا الإطار سيتم تعزيز إجراءات المراقبة في المطارات للرحلات المباشرة القادمة من الدول المعنية اعتباراً من اليوم (السبت)" . (أ .ف .ب)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"