هلوسة في الحجر

04:08 صباحا
قراءة دقيقتين
ضياء الدين علي

** من أهم الدروس والعبر التي سنخرج بها من تلك الأزمة.. ألّا نصدق كل مايأتينا عبر وسائل الإعلام المختلفة، وخصوصاً ما يرد عبر رسائل «السوشيال ميديا»؛ حيث لا حسيب ولا رقيب، والتداول يتم من شخص لآخر عبر الجروبات؛ ليلف العالم من شرقه لغربه، ومن شماله لجنوبه، في ثوانٍ معدودة بكبسة «فور ورد».
** في أيام الحجر المفروض علينا جميعاً من أجل سلامتنا، وجدنا مؤخراً رسائل بمضمون جديد في العالم كله، تستهدف استئناف النشاط في كل المجالات تدريجياً، على الرغم من أن الأرقام المعبرة عن انتشار الفيروس من حيث الإصابة والشفاء والضحايا، كما هي أو في ازدياد، ما يعني أن الحال على أرض الواقع لم تتغير معطياته، فما الذي استدعى تغيير القناعة التي كانت تقول «الصحة أولاً»؟
** نحن نهب لسيل من المعلومات والأخبار التي يناقض بعضها بعضاً، وحقاً وصدقاً لا يمكن الاقتناع بأي منها تماماً وكلياً دون النظر إلى ما يخالفها بعين الاعتبار أيضاً، وهذه هي المعضلة التي تحير المسؤولين قبل أن تحيرنا في مرتبة تالية، فلكل معلومة، للأسف، مرجعيتها من أهل الاختصاص في علوم الطب والصيدلة والوقاية والمناعة، وبكل علم أصبحت له علاقة من قريب أو من بعيد بتداعيات الأزمة التي بتنا نعيشها فصولاً، وفي نهاية تلك المتاهة نجد السؤال المؤرّق «نصدق ماذا ومن؟».
** مؤامرة عالمية.. لا ليست مؤامرة، حرب جرثومية..لا ليست حرباً، الفيروس تسرب من معمل أبحاث في ووهان.. لا الفيروس قديم وتحور بوجبة «خفاش»!، تم اكتشاف علاج ومصل ولقاح.. لا لم يتم اكتشاف شيء بالمرة، وليس له علاج حتى الآن، الفيروس قوي ومتحور ويفتك بالجهاز التنفسي.. لا جداره ضعيف والحرارة تذيبه والماء المالح يقتله!، الجائحة وصلت لذروة انتشارها وفي سبيلها للانكماش.. لا ستستمر لعامين ولها موجات أخرى قادمة، الحجر المنزلي أفضل وسيلة للوقاية.. لا المواجهة هي السبيل من خلال مايسمى ب «مناعة القطيع»!.
** الحمد لله على نعمة الإيمان التي يفتقدها كثيرون حول العالم، فعندنا بها حصن وملاذ ومناعة، «قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا»، والحمد لله على السكينة والطمأنينة والسلام الداخلي الذي يغشانا دوماً في الشهر الكريم، والحمد لله على الحكمة التي تعمل بها حكومة الإمارات مع الأزمة، بما تقتضيه تداعياتها وأعراضها في كل مرحلة، وأخيراً وليس آخراً «اللهم ارحمنا من هلاوس الإعلام وفيروساته في الحجر من قبل ومن بعد».


[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"