«كورونا» والفقر

03:24 صباحا
قراءة دقيقتين
سلطان حميد الجسمي

10 % من سكان العالم يحتاجون إلى مساعدات غذائية وطبية عاجلة لمواجهة خطر فيروس كورونا.

تواجه دول العالم اليوم مخاطر متعددة جراء انتشار وباء كورونا، وأغلب الدول تفرض حظراً، سواء جزئياً أو كلياً إلى يومنا هذا، وهذا ما أدى إلى انخفاض حاد في الاقتصاد وعدم الجاهزية للوضع الراهن؛ لذا فإن بعض الدول عاجزة عن إنعاش اقتصادها بسبب الإغلاق التام الذي تفرضه ظروف الفيروس.

ويشير استبيان «فورتشن 500»، إلى أن النشاط الاقتصادي العالمي لن يعود كما كان في السابق؛ أي إلى مرحلة ما قبل تفشي كورونا، إلا خلال الربع الأول من 2021. وللأسف، فإن الاقتصاد العالمي مرتبط بشكل كبير ورئيسي بمكافحة الفقر والمرض.

إن جهود المنظمات الدولية الإنسانية والإغاثية تتقلص لعدم تمويلها من المانحين حول العالم، وهذا ما يشكل خطراً كبيراً على البشرية، وبالأخص الدول التي تعاني الفقر والمجاعة وتفشي فيروس كورونا، كما أن العالم سيواجه مخاطر كبيرة بعد مرحلة كورونا تتمثل في انتشار المجاعة في العديد من الدول الفقيرة، إذا لم يتم وضع خطط واستراتيجيات استباقية للتغلب على ذلك.

تعاني الدول الفقيرة تحديات كبيرة، وللأسف، فإن كثيراً من سكان هذه الدول يواجهون الجوع والمرض معاً، فمنهم من يختار المرض لأنه مجبر على كسر الحظر وعدم الالتزام بالإجراءات الاحترازية لعدم قدرته على توفير لقمة العيش له ولأسرته، فيجلب المرض له ولأسرته، وأمامه خيار الجوع؛ لأنه يعاني البطالة بسبب الفيروس.

لهذا تحذر المنظمات الدولية الإنسانية من تفشي فيروس كورونا في الدول الفقيرة، وبالأخص في القارة الإفريقية التي إذا انتشر فيها الفيروس بشكل كبير، فتسكون كارثة بشرية تطال أكثر من مليار إنسان، قد يتعرضون للإصابة المباشرة بالفيروس. وإلى اليوم، فإن التقارير تنذر بشؤم في القارة السمراء.

وعلى الرغم من التعامل الجيد من قبل الدول الفقيرة لمحاربة فيروس كورونا، بإلزام مواطنيها بالحجر المنزلي والحظر التام، فإنها ستواجه انهياراً كبيراً في الاقتصاد المحلي بسبب الخسائر الكبيرة التي وقعت بسبب الإغلاق التام والتراجع الكبير في الإنتاجية للأشهر الستة الماضية، وهذا يعني نفاداً تاماً في الأغذية والأدوية وتراجعاً تاماً في مقومات العيش اليومية. وفي تقرير لمنظمة الأمم المتحدة، فإن 10% من سكان العالم يحتاجون إلى مساعدات غذائية وطبية عاجلة، لمواجهة خطر فيروس كورونا، والمجتمع الدولي مطالب بتوفير مساعدات عاجلة تقدر ب90 مليار دولار ل700 مليون شخص، لتوفير الغذاء والدواء العاجل لهم.

يحرص المجتمع الدولي بكل قواه على توحيد الجهود لمحاربة الأمراض والجوع، إلا أن الفقر والمرض ما زالا منتشرين على كوكب الأرض، لأسباب عديدة غير كورونا، أهمها فساد أنظمة الدول الفقيرة. وفي ظل تفشي فيروس كورونا، تمكنت دولة الإمارات من إرسال مساعدات عاجلة غذائية وطبية، إلى أكثر من 64 دولة حول العالم، لمحاربة تفشي الفيروس والإسهام في إعادة الحياة إلى طبيعتها.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

إعلامي وكاتب في المجال السياسي

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"