الجميع مسؤولون

03:58 صباحا
قراءة دقيقتين
محمد إبراهيم

منذ أيام قليلة، اطّلعنا على بعض التفاصيل عن خطط العودة إلى المدارس العام الدراسي المقبل 2020-2021، إذ احتوت على إجراءات احترازية ووقائية مبتكرة، للمحافظة على سلامة الجميع، والسيطرة على نشاط انتقال العدوى بين عناصر المجتمع المدرسي.
وكانت هناك تصورات للتباعد بين الطلبة، حددت في مضمونها الكثافة الطلابية في كل صف، والمسافة الواجب توافرها بين كل طالبين، وكذا كثافة المستخدمين للحافلات يومياً، الذين لا يتجاوز عددهم 103 طلاب، موزعين على أربع حافلات، وفق إجراءات تباعدية مدروسة.
المعلمون هم أبطال ملحمة العلم في المحطة الجديدة، فالمنظومة بإداراتها ومدارسها، تعول عليهم في تطبيق أي مخطط، من شأنه المحافظة على استمرارية التعليم، وتعزيز مساراته، وأهدافه، وتحقيق جودة مخرجاته، في ظل أي ظروف.
ولكن هذا يأخذنا إلى ضرورة إيجاد حلول مبتكرة، وقنوات متنوعة، لتمكين معلماتنا من التوفيق بين أداء مهامهن الوظيفية، وواجباتهن الحياتية، لاسيما أن بعضهن أمهات لديهن أطفال، وأبناء من أصحاب الهمم، وآخرون يعانون أمراضاً مزمنة، ولجميعهم الحق في الرعاية، والمتابعة، والتعليم.
التصورات جعلت الجميع محل مسؤولية، ولم تستثن أحداً في مكونات العملية التعليمية، وكان أولياء الأمور جزءاً أصيلاً في محتوى المخططات والمقترحات التي منحتهم حق اختيار نظام التعليم لأبنائهم، «الذهاب إلى المدرسة، أو التعلم عن بُعد»، ليحددوا بأنفسهم ماهية مهامهم، وأدوارهم، وواجباتهم نحو أبنائهم العام المقبل.
الشواهد تؤكد أن المدارس الحكومية ليس لديها إشكالية في تطبيق أي نظام تعليمي عند العودة، لاسيما وأن أعمال فرق الرقابة والمتابعة لتقييم أدائها، مستمرة لا تتوقف، ووجود آليات التطبيق لديها مجردة، تركز على تحقيق الأهداف المحددة فقط، وتُعنى بسلامة الجميع من جائحة «كورونا».
ولكن يأخذنا تواضع مستوى بعض المدارس الخاصة في إدارة الأزمة، ووجود التجاوزات في قراراتها، إلى مخاوف حيال قدرتها على تطبيق المخططات، لاسيما المتعلقة باستقرار المعلمين، والكثافة الطلابية داخل الفصول، والحافلات، فأهدافها مع الأسف الشديد لا تُعنى بسلامة المعلمين، والمتعلمين، بقدر اهتمامها بسياسة «التقليص، والدمج، والأرباح».
المحطة الجديدة تحتاج إلى إدارة واعية، ومتابعة حثيثة، ومحاسبة صارمة، من الهيئات والدوائر المسؤولة عن التعليم الخاص، لتجنب التجاوزات، وضمان مرونة العمل، وضمان انطلاقة متألقة سالمة لعامنا الجديد. وليعلم الجميع أن مضمون التصورات هدفه الأساسي دفع عجلة العلم، والاستمرار، مهما كانت التداعيات؛ فالجميع مسؤولون عن إنجاح أي تصور، مادام يخدم مسيرة تعليم أجيالنا.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"