احذروا الاستهانة

04:32 صباحا
قراءة دقيقتين
محمد إبراهيم

العيد ما قبل «كوفيد 19» يأخذنا إلى ذكريات وعادات كثيرة، تشكل لدى الأسر أهمية كبيرة، «تجمعات، وتبادل زيارات، وتصافح بالأيدي، ومعانقات»، وإن كانت تجسد مظاهر متعددة للتعبير عن المودة والمحبة والفرحة في أعيادنا، لكنها حملت معها آثاراً تضر بالمجتمع وأفراده في عصر «كورونا».
وهنا تكمن أهمية إعادة النظر في عاداتنا التي تمسكنا بها، على أنها جزء أصيل في حياتنا، لاسيما أنها باتت ركيزة أساسية، لنقل العدوى والأمراض، ووسيلة فاعلة تساعد على انتشار الفيروس ومضاعفاته، التي أدت إلى وفاة الملايين، وهدمت استقرار العالم في أشهر معدودة.
المسؤولية المجتمعية تأخذنا إلى أهمية الإبلاغ عن أية تجمعات أو سلوكات، تتعارض مع ما اعتمدته الدولة من إجراءات خلال العيد المبارك، وتطبيق التباعد، ضرورة ملحة في زمن الفيروس«التاجي»، وعلينا الانتباه إلى خطورة التقصير والتقاعس في اتباع سبل الوقاية وإجراءات الحماية.
نعم تحرص معظم العائلات على «الذبح» في العيد، ولكن مع وجود تلك الأزمة، علينا اتباع الإجراءات التي وضعت في هذا الشأن، ونحذر من العمالة الجائلة، لذبح الأضاحي في المنازل، إذ تشكل «قنابل موقوته»، فلا ضمانة لتجنب نقل العدوى، ولا أحد يضمن سلامة هذه العمالة، وهنا تهديد صريح لصحة الأسر.
ونعلم أن الجميع يحرصون على أداء صلاة العيد مع أسرهم، وهنا لا توجد أية موانع في تلك العادة الحميدة، ولكن ينبغي أن نحرص عليها في البيوت، إتباعاً للإجراءات، ولتكن البيوت مساجد، والآباء أئمة حقيقيين لأبنائهم، ومسؤولين فاعلين عن أفراد أسرهم، إلى أن يأذن الله بزوال هذا الوباء.
الالتزام بالإجراءات الاحترازية والوقائية، التي وضعتها الجهات المعنية بإدارة الأزمة في مختلف إمارات الدولة، يشكل أهم الوسائل لتخفيف الآثار الناجمة عن «كوفيد19»، واحترام التعليمات يعد أثراً إيجابياً كبيراً في احتواء الفيروس، وإجهاض مساعي انتشاره في مختلف مراحله.
تغير العادات التي تضر بالصحة العامة، وحياة الأفراد في المجتمعات، يشكل ضرورة إلزامية الآن، لاسيما أن هناك وسائل نستطيع بها تجسيد مظاهر الاحتفال والسعادة والفرح في الأعياد والمناسبات الاجتماعية، من دون المساس بصحتنا وحياتنا، أو الإضرار بالآخرين.
المجتمع مفتوح أمام الجميع بلا حواجز، والحركة مطلقة لا تحدها حدود، ولكن يجب أن نعي حجم المسؤولية التي لم تستثن أحداً، والتقيد بالإجراءات وتنفيذ التعليمات، سمة حضارية ترتقي بالمجتمعات والشعوب، وواجب وطني يجنبنا أية أضرار تنتج عن الإهمال أو السلوكات غير المسؤولة أو الاستهانة بالتوجيهات. وعيدكم مبارك.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"