القيادة ليست وظيفة

05:23 صباحا
قراءة دقيقتين

محمد إبراهيم

«القيادة ليست وظيفة، بل مسؤولية والتزام»، والقائد الحقيقي يعمل مع الفريق، ويتابع أدق التفاصيل، ويوظف معارفه لمواجهة التحديات بهمّة وعزيمة، ويبتكر لتحويلها إلى إنجازات، كلمات لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وإن كانت بسيطة في المعنى إلا أنها عميقة في المضمون والهدف.
نعم.. وراء النجاح قيادة فاعلة، والتميز يقف خلفه دائماً قيادة يقظة واعية، هكذا الحال في المدارس، فإذا كانت القيادة قوية مؤهلة قادرة على الالتزام، سيكون لدينا جنود في ساحات العلم قادرون على مواكبة المستجدات، وفهم ماهية العمل التربوي، وسبل بناء الأجيال.
وتداعيات أزمة «كورونا» كشفت النقاب عن ضعف في قدرات القيادة في مدارس خاصة، أخفقت في إدارة الأزمة، وخرجت بقرارات غير واعية، ركزت على الأرباح، وتناست الجانب التربوي والتعليمي، فأثرت سلباً في المعلمين، وأثارت مخاوف الوالدين، وأحبطت الطلبة، ومع الأسف لم يكلف مدير واحد من تلك القيادات، نفسه عناء رصد إشكاليات مدرسته، وابتكار حلول لها.
تعاني مدارس إشكاليات إدارية كثيرة، نتيجة ضعف القيادة، فهناك مؤسسات بلا مدير أساساً، وأخرى مديرها غير مؤهل، لا يعي ماهية العمل التربوي، ولكنه يجيد لغة «البزنس»، وثالثة اخترعت استراتيجيات جديدة بقرارات غير مسؤولة، ليست لها علاقة بالقيادة التعليمية.
وغياب قيادات «الصف الثاني»، في إدارات المدارس، يشكل مشكلة أخرى، فمعظم مديري المدارس، يرون أن إعداد الصف الثاني من القيادة، يعوق مسيرتهم، فوقفوا «حجر عثرة» في أي طريق يقودنا إلى إعداد جيل جديد من النواب ومساعدي المديرين في المدارس، على اعتبار أن مجيئهم يهدد وجودهم، ومسيرتهم.
الشريحة غير المؤهلة تعد إشكالية ثالثة، في صلب الإدارات المدرسية، إذ تنعكس سلباً على مسارات التعلم ومقوماته، وبالتأكيد على المخرجات، فالوضع في بعض المدارس الخاصة، «حدّث ولا حرج»، فهناك من أسند مهام نائب مدير المدرسة، لكوادر غير مؤهلة، لا تنطبق عليهم الشروط، وعلى الرغم من رفض الجهات المعنية منحهم إخطارات التعين، إلا أنهم ما زالوا يمارسون المهام، ويوقعون المخاطبات ويوجهون الإدارات، بلا رقابة، ولا عقاب.
إعداد جيل جديد من القيادات المدرسية و«الصف الثاني»، مهمة وطنية، تحاكي في مضمونها مسؤولية بناء الأجيال، وتسيير منظومة العلم بمكوناتها، وإعادة النظر في ثقافة التنافسية «ضرورة ملحة»، لنخرج من الحيز الشخصي لدى بعض المديرين، ونغلّب المصلحة العامة.
واعتقد أن دور الهيئات والمجالس التي تشرف على المدارس الخاصة، أصبح أكثر أهمية في تلك المرحلة، لاسيما بعد التطورات المشهودة في منظومة العلم، والتي تحتاج إلى قيادات تربوية مختارة بعناية، ومعايير لا تقبل القيل، والقال.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"