عادي

القمة العالمية تستشرف مستقبل التعاون الرقمي والتعليم والعمل والتغير المناخي

00:52 صباحا
قراءة 7 دقائق
1
1
1
1

دبي: «الخليج»

استشرفت القمة العالمية للحكومات في جلسات حوارية افتراضية، شارك فيها مسؤولون إماراتيون ودوليون وخبراء عالميون، مستقبل التعاون الرقمي، وفرص التعليم والعمل للأجيال القادمة، والعمل المناخي من أجل مستقبل البشرية، ضمن الحوار العالمي الرفيع الذي نظمته بعنوان «75 دقيقة من أجل التعاون الدولي»، بالشراكة مع منظمة الأمم المتحدة، وفي إطار مبادرة UN 75، التي أطلقتها المنظمة في ذكرى تأسيسها الخامسة والسبعين بعنوان «المستقبل الذي نريد.. الأمم المتحدة التي نحتاج».

وتضمن الحوار العالمي الذي نُظم برعاية صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وشارك فيه أكثر من 5 آلاف شخصية من مختلف دول العالم، جلسة ركزت على تعزيز العمل الدولي المشترك لمواجهة التحديات ووضع الأولويات التنموية، وضرورة إشراك كافة الفئات المجتمعية والمؤسسات، وتعزيز دور المرأة والشباب في صناعة المستقبل.

انطلق الحوار العالمي بكلمة افتتاحية لمحمد القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء، رئيس القمة، وكلمة رئيسية لأنطونيو جوتيريس، الأمين العام للأمم المتحدة، أكدا خلالهما أهمية تعزيز أطر الشراكة الدولية في صناعة مستقبل أفضل للأجيال القادمة، وتناولا عدداً من التحديات والفرص المستقبلية في القطاعات الأكثر مساساً بحياة الإنسان.

كما شهد مشاركة الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، وشخصيات مقيمة على أرض دولة الإمارات من مختلف الأديان، في رسالة تسامح عالمية، داعية لتعزيز الشراكة والتعاون الدولي لمصلحة الإنسان، ومعبرة عن قصة نجاح نموذج الدولة في تعزيز السلام والتعايش، وبناء منظومة قيم ترتكز على الاحترام والحوار في مجتمع يضم أكثر من 200 جنسية.

 محورية التعاون والشراكات

أكدت عهود الرومي، وزيرة الدولة للتطوير الحكومي والمستقبل، نائبة رئيس القمة، أن دولة الإمارات حريصة على تعزيز التعاون والشراكات الدولية الهادفة، وتعزيز جاهزية الحكومات ورفع قدراتها، وتمكين المجتمعات من المشاركة في رسم المسارات المستقبلية، وتطوير منظومة تنموية متقدمة تعزز مبادرات الأمم المتحدة، بما يضمن تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

وقالت خلال مشاركتها في الجلسة الختامية، التي شارك فيها فابريزيو هوخشيلد، الأمين العام المساعد للأمم المتحدة، وأدارها باراج خانا، المؤسس والشريك الإداري لشركة «فيوتشر ماب»، إن دولة الإمارات تؤمن بأن المستقبل يحمل فرصاً نوعية تفتح آفاقاً جديدة للشراكات بين الدول، بما يضمن تنمية المجتمعات.

وأكدت أن العالم واجه خلال العام الحالي، جائحة فيروس «كورونا» التي مثلت أحد أهم التحديات العابرة للحدود الجغرافية، وانعكست على عمل الحكومات، والنمو الاقتصادي والنسيج المجتمعي، لكنها أسهمت في تسريع التنمية وتطوير أنظمة ومنهجيات جديدة تدعم جهود المنظمات الدولية، والعمل الإنساني. مشيرة إلى أهمية تعزيز التعاون في مختلف القطاعات الحيوية والاستفادة من الحلول المبتكرة التي يطورها العلماء في قطاعات الرعاية الصحية، والعلوم والتكنولوجيا الحديثة.

وأوضحت أن الجائحة ساهمت في تطوير قطاعات مستقبلية، تركز عليها الحكومات وتستثمر فيها لتمكنها من تحقيق أهدافها، تشمل: التنمية والبيانات الضخمة، والتنمية الدائرية، واقتصاد جودة الحياة، وثقافة الاستخدام بديلاً للتملك، والتنمية وخفض انبعاثات الكربون، والتكنولوجيا الحيوية، التي بادرت حكومة دولة الإمارات بالشراكة مع الأمم المتحدة، ضمن مبادرات الذكرى السنوية الخامسة والسبعين لتأسيس المنظمة (UN75) في نشرها ضمن تقرير «الفرص المستقبلية 2020» وإتاحتها لجميع الحكومات للاستفادة من أهم النتائج وتضمينها في سياساتها المستقبلية.

وأكدت الرومي، أن القمة، تمثل منصة دولية شاملة تجمع حكومات العالم، لتخطط وتستشرف المستقبل، بما يجسّد رؤية قيادة دولة الإمارات في توفير منصة للحوار المشترك والتعاون، وتمكينها من مواجهة التحديات في جميع القطاعات.

ولفتت إلى أن تمكين المرأة يمثّل ركيزة لدعم التنمية المستدامة والنمو الاقتصادي وصنع القرار، خصوصاً أن النساء يشكلن 50% من سكان العالم، وكان لهن الدور الأكبر في الجهود العالمية لمواجهة التحديات، إذ إن 70% من خط الدفاع الأول في العالم من النساء. كما أن حكومات العالم التي تعاملت مع جائحة «كوفيد-19» بشكل أكثر كفاءة وفعالية تشكل النساء نسبة عالية من الوظائف القيادية فيها على مختلف المستويات.

 تعاون لمواجهة التحديات 

فيما أكد هوخشيلد، أهمية تعزيز التعاون الدولي والعمل مع منظمة الأمم المتحدة، لمواجهة التحديات العالمية ووضع أولويات تنموية بعيدة المدى تلبي تطلعات المجتمعات، بما يضمن مستقبلاً أفضل للإنسانية والأجيال القادمة.

وأشار إلى أهمية دعم أهداف الأمم المتحدة في التنمية المستدامة وحماية الأجيال المستقبلية، وتعزيز الوعي بضرورة حماية المناخ والبيئة والمحافظة على الموارد الطبيعية كالماء والغذاء، والحد من الهدر وخفض الانبعاثات الكربونية، وتوظيف التكنولوجيا الحديثة بالشكل الأمثل لخير البشرية، وتحسين عمليات اتخاذ القرار المدعوم بالبيانات والتفكير بشكل أعمق بالقرارات التي يتم اتخاذها وتأثيراتها المستقبلية.

وقال: إن تفشي فيروس «كورونا» فرض على العالم تحديات جديدة تتطلب نماذج عمل جديدة وأفكاراً استثنائية، وتنسيق الجهود والتعاون لإعادة البناء والتعافي من الآثار السلبية للجائحة. مشيراً إلى ضرورة العمل وفق رؤية دولية متكاملة والانفتاح عبر عالم مترابط ومتوحد لإيجاد حلول مبتكرة ومواجهة التحديات التي تهدد البشرية والتركيز على مستقبل العالم ما بعد جائحة كورونا.

وأضاف: إن المتغيرات التي يمر العالم بها اليوم فرضت على منظمة الأمم المتحدة المزيد من التحديات ووضع رؤية جديدة للتعاون العالمي، ما يتطلب التوجه أكثر نحو الأولويات التي يفكر فيها الناس اليوم، وتعزيز الاهتمام بالبيانات والاعتماد على البراهين والأدلة لوضع آليات جديدة وتوظيفها في تطوير نماذج تنموية جديدة وصياغة رؤى مستقبلية وخطط عمل لمختلف القطاعات الحيوية تسهم في تحويل التحديات إلى فرص نوعيّة، وتمكين الشباب ودعم تطلعاتهم للمستقبل.

وأشاد هوخشيلد بدعم دولة الإمارات للجهود الأممية ومبادراتها الهادفة لمساندة حكومات العالم في استشراف ورسم ملامح التنمية المستقبلية وتحقيق الجاهزية والمساهمة في تسريع تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

التكنولوجيا الحديثة 

فيما أكدت هنرييتا فور، المدير التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف»  خلال جلسة رئيسية بعنوان «التعاون الرقمي لتمكين الأجيال والمجتمعات»، التي  شارك فيها عمر سلطان العلماء، وزير الدولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بعد، أن تطلعات الأطفال في العالم، ترتكز على جودة التعليم وتوفير الاتصال مع العالم الرقمي لتطوير مهاراتهم ومعارفهم.

كما استعرضت مجموعة من المبادرات التي تشرف عليها «اليونيسيف» في مختلف مجالات التنمية الاقتصادية والتعليم والصحة والمساعدات الإنسانية والإغاثة، وتوفير اللقاحات والأدوية ودعم المدارس والمراكز التعليمية. وتطرقت إلى أهمية التعاون الرقمي لتعزيز وتسهيل العملية التعليمية لجميع أطفال العالم، بمشروع اليونيسيف لربط كل مدرسة بالإنترنت ودعت قادة العالم للعمل لدعم أجيال المستقبل عبر ضمان توفير التعليم المناسب لهم.

 تعاون عالمي 

في جلسة حوارية بعنوان «التحرك البيئي من أجل البشرية»، شاركت ماريا فرنانديز اسبينوزا، رئيسة الدورة الثالثة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، رؤاها لأهمية تعزيز نموذج التعاون التعددي العالمي لتشكيل التوجهات المشتركة لمواجهة التحدي البيئي.

وقالت في الجلسة التي أدارتها يوراتنا سريفستافا، منسقة السياسات في مؤسسة «بلانت فور ذا بلانيت»، إن استدامة البيئة هي أكبر تحد للبشرية، وإن لم نتحرك اليوم فإن تبعات التحدي البيئي ستنعكس على الإنسان بتصاعد الصراعات وتزايد حركات النزوح البشري وتوسع رقعة الفقر، وصعوبات بناء السلام والحفاظ على الاستقرار.

وأضافت أنه يجب تخفيف البصمة الكربونية للاقتصادات، وبناء نموذج اقتصادي جديد، وأن التعافي من جائحة «كورونا»،لا يقتصر على النهوض الاقتصادي وتوفير فرص العمل فقط، بل يتطلب الالتزام بدعم المنظمات الدولية والمؤسسات العالمية التي تجمع الدول تحت مظلتها.

وأكدت أهمية ربط التغيرات المناخية بالتوجهات والقرارات السياسية، وحددت 3 جوانب رئيسية لتحقيق ذلك، هي: تعزيز المشاركة المجتمعية في صناعة القرار عبر آلية واضحة تضمن تشكل نموذج تشاركي متعدد الأطراف والأجيال، وتعزيز الثقة بالمنظمات الدولية، والإرادة السياسية لتطبيق ما يتم التوصل إليه من حلول لمواجهة التحديات البيئية.

وقالت: «نموذج التعاون التعددي العالمي وفي قلبه الأمم المتحدة وأهداف التنمية المستدامة، لا يمكن أن ينجح بدون إشراك الجميع والتركيز على تمكين الشباب والمرأة وتعزيز مشاركتهم، لدينا 1.8 مليار شاب سيدخلون سوق العمل خلال العقد المقبل، 400 مليون منهم سيجدون وظائف».

فرص التعليم والعمل 

كما استضاف الحوار العالمي جلسة رئيسية بعنوان «فرص التعليم والعمل لأجيال المستقبل» شارك فيها دين كامن المخترع وخبير التكنولوجيا ومؤسس «فيرست جلوبال»، وخلفان جمعة بلهول، الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للمستقبل، وركزت على أهمية الاستثمار في الشباب وإعدادهم لقيادة المستقبل، وتمكينهم من مواصلة مسيرة التنمية والتطوير العالمية، وبناء مجتمعات مستدامة، عبر تعزيز المنظومة التعليمية بالتركيز على تطوير آليات التعلم مدى الحياة، وخلق فرص عمل تواكب احتياجاتهم المستقبلية.

أشاد كامن، بجهود دولة الإمارات في دعم الشباب وتمكينهم للمساهمة الفاعلة في تصميم المستقبل عبر تعزيز خبراتهم العملية في توظيف التقنيات الحديثة في إيجاد حلول مبتكرة تلبي متطلبات مختلف القطاعات الحيوية وتسهم في خدمة مجتمعاتهم.

وأكد أن استضافة بطولة «فيرست جلوبال» للروبوتات والذكاء الاصطناعي في دبي العام الماضي، بمشاركة 190 دولة، تؤكد ريادة دولة الإمارات وتجسد تجربتها الناجحة في دعم الفعاليات الدولية القائمة على نشر قيم التعاون والتسامح والشراكة الإيجابية لصنع مستقبل أفضل.

 تجربة نموذجية 

فيما أكد بلهول، أن دولة الإمارات نجحت بفضل رؤية قيادتها الاستشرافية في تطوير تجربة نموذجية عالمية قائمة على استشراف التغيرات في مختلف المجالات، ودراسة أفضل سبل الاستعداد للتوجهات الجديدة عبر توظيف التقنيات الحديثة، وتطوير البنى التحتية، ودعم أصحاب المواهب والعقول المبدعة في العالم.

وأكد أهمية تكثيف الجهود والشراكات الدولية لتطوير مهارات أجيال المستقبل في مختلف مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والابتكار، وتشجيعهم على تبني ثقافة ريادة الأعمال في سن مبكرة، وتطوير المناهج التعليمية في المدارس والجامعات وإدراج أساليب مبتكرة تشجع الطلاب على التفكير الإبداعي وتوظيف مهاراتهم في تطوير حلول ومنتجات وخدمات قائمة على تقنيات المستقبل.

تطوير البنى التحتية لتعزيز قدرة المجتمعات 

تناولت جلسة رئيسية بعنوان «التعاون الرقمي لتمكين الأجيال والمجتمعات»، شارك فيها عمر سلطان العلماء، وزير الدولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بعد، وهنرييتا فور، المدير التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف»، أهمية الشراكات الدولية وتعزيز التعددية من أجل تحقيق السلام والازدهار في العالم.

وأكد العلماء أن القمة تقدم منصة شاملة لتعزيز دور الشراكات الدولية في وضع خطط مستقبلية متكاملة ترتكز على توظيف التقنيات الحديثة التي نشهدها اليوم لخدمة المجتمعات وتصميم ملامح المستقبل الذي نريده للأجيال القادمة.

وقال: «أظهرت التحديات العالمية التي شهدناها مؤخراً بسبب الجائحة تفاوتاً في قدرة الدول على تلبية متطلبات التحول الرقمي، وأكدت أهمية تطوير بنيتها التحتية بسرعة لتعزيز قدرة أفراد مجتمعاتها على مواكبة التغيرات الجذرية الحاصلة في مختلف القطاعات وأسواق العمل».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"