عادي

الامتحانات في المدارس.. خطوة تثير تحفظات الميدان

00:12 صباحا
قراءة 6 دقائق
الامتحانات

تحقيق: محمد إبراهيم

أيام وينطلق ركب امتحانات نهاية الفصل الدراسي الأول للعام الدراسي الحالي 2020-2021، ولكن يشهد الميدان التربوي حالة جدل واسع، يرافقه عدد من تحفظات الميدان ومخاوف لأولياء الأمور، لاسيما عقب إعلان وزارة التربية والتعليم، اعتزامها تطبيق امتحانات نهاية الفصل الدراسي الأول في مقار المدارس إلكترونياً للصفوف من الرابع حتى الثاني عشر.

عبر عدد من أولياء الأمور عن مخاوفهم حول تطبيق الامتحانات في المدارس، أبرزها عدم ضمان التزام أبنائهم بالإجراءات الاحترازية والوقائية، فضلاً عن مدى أمان البيئة الامتحانية، ومعاناة بعض الأسر التي لديها أكثر من طالب في مراحل التعليم المختلفة وليس لديهم أجهزة حاسوب كافية لكل طالب.

في وقت تباينت آراء مديري المدارس بين مؤيد ومعارض، ولكنهم رصدوا خمسة تحفظات حول تصور الوزارة لتطبيق الامتحانات في المدارس، لتتضمن إشكالية الكثافة الطلابية وصعوبة تقسيم الطلبة لمجموعات، والمشاكل التقنية المتوقعة، وضمان التزام الطلبة بالإجراءات الاحترازية، وعدم جاهزية بعض المدارس، ووجود طلبة لا يملكون أساساً أجهزة حاسوب، لاسيما محدودي الدخل.

وزارة التربية والتعليم تعكف على دراسة الوضع بمشاركة الميدان التربوي، لإقرار إمكانية إجراء امتحانات نهاية الفصل الدراسي الأول إلكترونيا في مقر المدارس، ووضعت تصورات للإجراءات الاحترازية والوقائية لتسيير العملية الامتحانية، وحماية الطلبة.

«الخليج» تناقش مع الميدان التربوي بمختلف فئاته، مدى إمكانية تطبيق الامتحانات داخل المدارس إلكترونياً، ومدى جاهزية المدارس والطلبة لإتمام العملية الامتحانية والتحديات التي قد تعوق عملية التطبيق؟

ضمان الالتزام

البداية كانت مع أولياء الأمور «إيهاب زيادة، ومحسن عبدالله، وريهام السيد، ومهرة حمد، وذينه مراد، واماني العيسى»، إذ اكدوا مخاوفهم من تطبيق الامتحانات في المدارس، لاسيما أن هناك أسراً محدودة الدخل، لديها أكثر من طالب في مختلف مراحل التعليم، وليس لديها أجهزة حاسوب لكل طالب، بل كل اثنين يستخدمان جهازاً، والامتحان في المدرسة سيضيع عليهم الفرصة المتوافرة في المنزل.

وقالوا إن الإجراءات الاحترازية وإن وجدت، إلا أنهم ليس لديهم ضمان لالتزام أبنائهم بتطبيقها، فضلاً عن مخاوفهم من جاهزية بعض المدارس لاستقبال امتحانات الطلبة في الحلقتين الثانية والثالثة، مقترحين تطبيق امتحانات نهاية الفصل الدراسي الأول على طلبة المرحلة الثانوية باعتبارهم أكثر وعياً وإدراكاً للضوابط والإجراءات بأنواعها.

مؤيد ومعارض

إدارات المدارس انقسمت في الرأي إلى مجموعتين، الأولى تؤيد إجراء الامتحانات في مقرها، إذ أكد «سلمى عيد، ورانيا حجازين، ودكتور فارس الجبور» جاهزية مدارسهم لتطبيق أي سيناريوهات خاصة بالدراسة أو التقييمات، معتبره أنها خطوة مهمة يطمئن من خلالها الميدان التربوي على استقرار العملية التعليمية ووجود إجراءات تحمي الجميع.

فيما عارض «وليد لافي، وخلود فهمي، واعتدال يوسف» الرأي الذي يدعم تطبيق الامتحانات في المدارس، لاسيما المرتفعة الكثافة، نظراً لصعوبة تقسيم الطلبة إلى مجموعات أو تطبيق نظام التناوب عليهم، مع الوضع في الاعتبار أن عدد المعلمين الموجودين، ليس لديهم القدرة على مواصلة العمل والمراقبة على فترات متواصلة للامتحانات.

مشاكل تقنية

وأشاروا إلى المشاكل التقنية التي قد تحدث فجأة وتعوق العملية الامتحانية لاسيما في المدارس الخاصة بسبب الضغط على الشبكة، وأداء معظم الطلبة الامتحان في وقت واحد، موضحين أن التحدي الأكبر يكمن في عدم ضمان التزام أولياء الأمور الذي يصحبون أبناءهم للمدارس، بالإجراءات والضوابط في ظل وجود فيروس كورونا.

واكدوا أن هناك أعداداً من الطلبة في المدارس الخاصة ليس لديهم أجهزة حاسوب، إذ تعتمد الأسر على جهاز واحد يدرس عليه الأشقاء في المنزل، فهذا يتطلب من إدارات المدارس توفير أجهزة للطلبة في هذه الفترة الوجيزة، فضلاً عن إعادة تهيئة الشبكة والنظام التعليمي في كل مدرسة، ليكون قادراً على استيعاب جميع الطلبة خلال فترة الامتحانات.

وأضافوا أن التجهيزات الاستباقية للعملية الامتحانية، تحتاج إلى المزيد من الوقت، لتهيئة المختبرات، والمعلمين، والمشرفين، فضلاً عن ضرورة تأهيل آليات تطبيق الامتحانات، وتقييم نسبة نجاح المدارس في التطبيق وجاهزيتها لاستقبال الطلبة للامتحانات من عدمه خلال الفترة المحددة من 15 نوفمبر إلى 9 ديسمبر المقبل لجميع طلبة الصفوف 4-12.

تصورات «التربية»

في وقفة مع وزارة التربية والتعليم، نجد أنها تعكف على إمكانية تطبيق امتحانات نهاية الفصل الدراسي الأول للعام الدراسي الجاري، «إلكترونياً» في المبنى المدرسي، كبديل عن تطبيق الامتحانات عن بعد، لطلبة الصفوف من 4-12، فيما يؤديها الصفوف 1-3 عن بعد بالمنازل.

ويحمل تصور الوزارة لإجراء امتحانات صفوف 4-12، مسارين، الأول يركز على تقسيم الطلبة إلى مجموعات لأداء الامتحان في اليوم الواحد بالمدرسة، على أن يكون الفارق الزمني بين كل مجموعة ساعة أو ساعتين، ويتم تعقيم المكان، وإعداده لاستقبال كل مجموعة على حدة، كإجراء احترازي للسلامة والوقاية من «كورونا».

أما المسار الثاني يركز على نظام «التناوب» بين الصفوف على مدار أيام الأسبوع، على أن يتم استهداف طلبة صفوف في أيام، وأخرى في أيام مختلفة بالتناوب.

رصد النواقص

وتركز الوزارة حالياً على رصد النواقص من حواسيب الطلبة في الصفوف من الرابع وحتى الثاني عشر، لتوفيرها وإعادة تأهيل المتوافر منها لدى المتعلمين، وذلك ضمن خطة التجهيز لامتحانات نهاية الفصل الدراسي الأول للعام الدراسي الجاري 2020-2021،

ووجهت المدارس الحكومية في مختلف إمارات الدولة، بتقديم إفادات حول موقف أجهزة الحاسوب لطلبة المرحلتين الثانية والثالثة التي تضمن الصفوف من الرابع إلى الثاني عشر، وفق قوائم واستمارات أعدتها خصيصاً لهذا الغرض، وأرسلتها للإدارات، حتى تتمكن من توفير الأجهزة لجميع الطلبة.

وشددت على أهمية تأهيل 4 معلمين في كل مدرسة، لتقديم الدعم للطالب في فترة الامتحانات، ومنحهم صلاحيات إضافية لحل أي تحدي تقني خلال الامتحان، وذلك ضمن الخطة التجهيزية لفترة الامتحانات.

إجراءات الحماية

وركز تصور الوزارة على توفير إجراءات احترازية ووقائية مشددة، من شأنها حماية الطلبة وتحقيق استقرار العملية الإمتحانية، إذ تضمنت مسودة دليل طالب المدرسة الإماراتية لأداء الامتحانات إلكترونياً في المبنى المدرسي خلال العام الدراسي 2021/ 2020، عشرة ضوابط، أهمها ضرورة احضار الطالب أدواته الخاصة، ويمنع تبادلها مع زملائه، والتزامه بالإجراءات الاحترازية، خلال أداء الامتحانات، وأخذ قسط من الراحة قبل يوم الاختبار، وشرب كميات كبيرة من السوائل، والنظافة الشخصية والالتزام بالزي المدرسي، والحضور للمدرسة قبل موعد الاختبار ب 15 دقيقة.

وأكدت الإجراءات المقترحة، ضرورة حضور الطالب للمدرسة بالسيارة، والدخول منفرداً حفاظاً على سلامة الجميع، وفي حال استخدام الحافلة الالتزام بالإجراءات الاحترازية الخاصة، وارتداء الكمامات والقفازات، وإجراء مسحة كورونا وإرسال نتيجة الفحص لرئيس وحدة شؤون الطلبة بالمدرسة، وإحضار الحاسب الآلي الخاص به في حقيبة صغيرة، مع ضرورة التأكد من شحن الجهاز مسبقاً، وإحضار الأدوات الخاصة لأداء الامتحانات (الورقة، القلم، المساحة، المسطرة، الآلة الحاسبة) حسب متطلبات المادة، وإحضار زجاجة ماء.

إجراءات الحظر

وحظرت الإجراءات إحضار الكتب الدراسية أو الحقيبة ذات الحجم الكبير، وفي حالة الشعور بالإعياء او ارتفاع درجة الحرارة ضرورة إبلاغ ولي الأمر والمدرسة قبل الحضور اليها صباحاً، فضلا عن الالتزام بالمكان المخصص من قبل المدرسة في قاعة الاختبار، والالتزام بقواعد الاختبار ورفع اليد بهدوء في حال تعرض الطالب لأي مشكلة أو وجود استفسار، الالتزام بالجلوس في مكانه المخصص، حتى يحين دوره في الخروج من الغرفة الصفية.

وفي ما يخص الإجراءات الاحترازية بعد الانتهاء من أداء الامتحان والانصراف من المدرسة، فعلى الطالب الالتزام بارتداء الكمامة والقفاز، وتعقيم اليدين مباشرةً قبل ركوب السيارة أو الحافلة، والالتزام بالجلوس في المكان المخصص له عند استخدام الحافلة، مع المحافظة على التباعد الجسدي سواء في السيارة أو الحافلة.

إغلاق المقصف

أكدت وزارة التربية والتعليم ضمن تصورها، أهمية إغلاق المقصف المدرسي طوال فترة الامتحانات حفاظا على سلامة الطلاب، وسيتم توفير مشرفات للحافلات المدرسية وفق المراحل المعتمدة، كما لن يسمح لولي الأمر بالدخول إلى المبنى المدرسي، لاصطحاب ابنه أو انتظاره، وسيقوم بانتظار ابنه عند موقف السيارات بعد الإبلاغ عن وجوده، وحول آلية التواصل هاتفياً مع المدرسة فسيتم التواصل مع الخط الساخن للمدرسة.

طلبة الأمراض المزمنة

شددت الإجراءات على الطلاب الذين يعانون أمراضاً مزمنة، مخاطبة المدرسة بحالة الطالب ليتم توضيح آليات التعامل مع الحالة المرضية للطالب، أما بخصوص الإجراء الخاص مع الطالب في حالة تعرضه لعارض صحي مفاجئ صباح الامتحان، فيتم التواصل مع إدارة المدرسة ليتم تقدير الحالة من قبل اللجنة الأكاديمية في المدرسة لاتخاذ القرار المناسب.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"