الهجوم على الديمقراطية الأمريكية

22:51 مساء
قراءة دقيقتين
1

جون فيفر *

إن استطلاعات الرأي جعلت الأمر وكأن جو بايدن سيكون هو الفائز السهل، وربما حتى بأغلبية ساحقة. وكان من المتوقع أن يستعيد الديمقراطيون مجلس الشيوخ. فالعدد الهائل من الأصوات المبكرة - ما يقرب من 100 مليون - يشير إلى أن نسبة التصويت لعام 2020 هي الأكبر منذ أكثر من 100 عام. 

وعلى الرغم من فوز بايدن، فإن الديمقراطيين لم يسيطروا على مجلس الشيوخ. وقد ترجم الإقبال الكبير على المشاركة إلى حصول دونالد ترامب على أصوات أكثر في عام 2020 مما حصل عليه في عام 2016؛ بل أكثر في الواقع من أي مرشح جمهوري في التاريخ.

 ومع ذلك، من هو صاحب العقل الصحيح الذي سيرغب في قيادة الولايات المتحدة في هذه اللحظة المحفوفة بالمخاطر؟ إن الوباء آخذ في الازدياد والاقتصاد لم يخرج من مأزقه. ودونالد ترامب طبق نهج الأرض المحروقة على السياسة الخارجية والداخلية. وأظهر الحزب الجمهوري أنه يرفض المساومة من أجل المصلحة الوطنية، ويحتضن أكثر روايات ترامب دهاءًا من عدم جدوى الأقنعة إلى أسطورة تغير المناخ.

 في غضون ذلك، كشفت استطلاعات الرأي عن دولة منقسمة بأكثر من مجرد الانتماء إلى حزب ما؛ إذ إن الديمقراطيين، على سبيل المثال، يريدون بأغلبية ساحقة احتواء الوباء الحالي، بينما يريد الجمهوريون التركيز على إعادة فتح الاقتصاد. وربما يكون الاستنتاج الأكثر واقعية في هذه الانتخابات؛ هو أن ما يقرب من نصف البلاد غير مبالٍ بالآليات الفعلية للديمقراطية. إنهم لا يهتمون برفض رئيسهم الموافقة على انتقال سلمي للسلطة إذا خسر، ولا يرون أي خطأ في جهود الحزب الجمهوري؛ لإبعاد مجموعات معينة من الناس عن صناديق الاقتراع.

وهذا لا يبشر بالخير بالنسبة لمستقبل الديمقراطية الأمريكية، خاصة إذا استمرت البلاد في الالتزام بالهيئة الانتخابية. وبالمثل، لماذا يجب أن يكون الناخب في ولاية بنسلفانيا أكثر أهمية من الناخب في ولاية ماريلاند أو وايومنغ؟ وترامب ليس الجاني الوحيد هنا. فقد كانت الأرض قذرة قبل أن يسقط ديمقراطيتنا عليها.

لقد وضع الديمقراطيون وأنظمة المحسوبية الخاصة بهم، مثل تاماني هول في نيويورك وآلة ريتشارد دالي في شيكاغو، بعض السوابق الكئيبة؛ لكن الحزب الجمهوري الآن هو الذي يحرف قواعد اللعبة، ويخالف القواعد العادلة المتبقية؛ وذلك للمحافظة على الأغلبية الحاكمة في غياب تفويض شعبي.

بعد انتصار بايدن ما هو مقدار الضرر الذي سيلحق بعد هجوم ترامب على الديمقراطية لمدة أربع سنوات؟

 بعد انتخابات عام 2016، أكدت طبقة النقاد أن رجلاً واحداً، مهما كان قوياً، لا يمكنه هدم صرح الديمقراطية الأمريكية البالغ من العمر 250 عاماً.

بعبارة أخرى، لا تتعلق الديمقراطية بالسياسيين والناخبين فقط. إنها تتطلب جهداً هائلاً من قبل جيش حقيقي من الناس فهم الفائزون في انتخابات 2020 وليس المرشحين.

 دعونا نواجه الأمر: لقد عانت الديمقراطية التي أسقطها دونالد ترامب على الأرض الكثير وسوف يستغرق الأمر أكثر من انتخابات؛ لتصحيح الأمر.

* مدير فورين بوليسي (كاونتربانش)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"