عادي

أبو الغيط: التدخلات الإقليمية تضر بالأمن القومي العربي

02:19 صباحا
قراءة 5 دقائق
1

القاهرة:  «الخليج»- وام

اختتم وفد الشعبة البرلمانية الإماراتية، مشاركته في اجتماعات البرلمان العربي، أمس السبت، بالمشاركة في أعمال الجلسة العامة الثانية لدور الانعقاد الأول للفصل التشريعي الأول التي عقدت بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية لبحث مجمل القضايا العربية، فيما حذر الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط من تحديات غير مسبوقة تواجهها المنطقة العربية، على الصعيدين الأمني والاستراتيجي، من شأنها أن تضر بشكل كبير بالأمن القومي العربي، داعياً إلى استجابة عربية جماعية وشاملة لهذه التحديات على نحو يعزز الموقف العربي ويدعم الأمن القومي العربي.

وضم وفد الشعبة البرلمانية الإماراتية، أعضاء المجلس الوطني الاتحادي، وأعضاء البرلمان العربي: محمد أحمد اليماحي نائب رئيس البرلمان العربي عضو لجنة الشؤون الخارجية والسياسية والأمن القومي (رئيس الشعبة البرلمانية الإماراتية)، وناعمة عبدالله الشرهان عضو لجنة الشؤون الاجتماعية والتربوية والثقافية والمرأة والشباب، وأحمد بوشهاب السويدي عضو لجنة الشؤون الاقتصادية والمالية، وشذى سعيد النقبي نائب رئيس لجنة الشؤون التشريعية والقانونية وحقوق الإنسان بالبرلمان العربي.

وشدد محمد أحمد اليماحي، في تصريح لمراسل وكالة أنباء الإمارات بالقاهرة، على أن اجتماع أمس الذي عقد داخل أروقة جامعة الدول العربية، جزء من سلسلة من الاجتماعات التي عقدها البرلمان الفترة الماضية لبحث مستجدات العمل العربي وقضاياه الراهنة بدءاً من القضية الفلسطينية، فضلاً عن مستجدات الأوضاع في اليمن وليبيا والعراق والصومال وجزر القمر. 

وقال إن جلسة البرلمان ناقشت مشاريع القرارات التي رفعت إليها من لجان البرلمان الأربع والتي تناولت جوانب العمل العربي المشترك كافة السياسية و الاقتصادية والاجتماعية والقانونية ومستجدات الأزمة اليمنية.

وأضاف أن البرلمان دان بشدة العلميات الإرهابية المتكررة التي تقوم بها ميليشيات الحوثي الانقلابية تجاه أراضي المملكة العربية السعودية وجنوب البحر الأحمر والتي تمثل تهديداً مباشراً ليس فقط لأمن المملكة العربية السعودية وإنما أيضاً لإمدادات الطاقة للعالم أجمع وحرية وأمن التجارة والملاحة الدولية. 

اتفاق الرياض

وأكد البرلمان موقفه الثابت من حل الأزمة اليمنية وفقاً للمرجعيات الثلاث المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني الشامل وقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة، وطالب بضرورة التنفيذ الفوري للاتفاق الذي تم التوصل إليه في 25 نوفمبر 2020 بشأن الصيانة العاجلة والتقييم الشامل لخزان صافر النفطي تجنباً لوقوع كارثة إنسانية كبرى ستكون لها آثار اقتصادية وبيئية كارثية على اليمن والدول المطلة على البحر الأحمر، ودعا إلى سرعة استكمال تنفيذ اتفاق الرياض الموقع بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي.

وفيما يتعلق بالأزمة الليبية أوضح اليماحي، أكد البرلمان دعمه للتوصل إلى تسوية سياسية للأزمة في ليبيا تدعم سيادة الدولة على كامل أراضيها وتصون وحدتها و تنهي جميع أشكال التدخلات الأجنبية في الشأن الليبي الداخلي. 

وشدد على دعمه للجهود التي تبذلها الحكومة العراقية لاستعادة الأمن والاستقرار و جمع السلاح و جعله حصراً بيد الدولة وأجهزتها الأمنية وتمكينها من فرض سلطة القانون.

فلسطين على رأس التحديات

وكان أبو الغيط، قد أشار في كلمته أمام جلسة البرلمان العربي الثانية، إلى أن «جيراناً لنا في الإقليم، يتبنون سياسات، وينخرطون في ممارسات، تضر بالأمن القومي للدول العربية جميعاً»، مشيداً بمواقف البرلمان العربي القوية والواضحة في هذا المجال، التي تعكس نظرة شاملة للأمن القومى العربي، وتعبر عن شواغل الشعوب، حيال التدخلات غير الحميدة في الشؤون الداخلية للدول العربية. ونبه الأمين العام للجامعة العربية إلى أنه «لا يجب أن يغيب عن أحد منا ما تمر به المنطقة العربية في هذه الآونة من تغيرات عميقة ومتسارعة، بما يستدعي يقظة في المتابعة والمراقبة وسرعة في الفعل والأداء، وقوة في الموقف والرأي»، مشيراً إلى أن فترات التغيير والتحول، دائماً ما تكون الأصعب والأكثر خطورة في حياة الأمم والشعوب. وشدد أبو الغيط، على أن القضية الفلسطينية، وحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، تأتي على رأس التحديات، مؤكداً أن الجانب العربي لن يصمت عن هذا إطلاقاً، موضحاً أن القضية الفلسطينية واجهت في فترة الإدارة الأمريكية الحالية والمغادرة، مساعي محمومة للقضاء على حل الدولتين، من دون تقديم بديل عادل وقابل للاستدامة، وقال إن هذه الإدارة لم تسع في الحقيقة إلا إلى استمرار الاحتلال بصورته البغيضة والعنصرية، معرباً عن أمله في أن تشهد الفترة المقبلة تحركاً جاداً على صعيد إحياء العملية التفاوضية، وصولًا إلى تسوية سلمية تنهي الاحتلال وتؤسس لسلام حقيقي مستدام وشامل في المنطقة بأسرها.

الحوار بين أربيل وبغداد

وكان البرلمان العربي، ناقش في جلسته، أمس، عدداً من الملفات المهمة على الساحة العربية، وقال رئيس البرلمان العربي عادل بن عبدالرحمن العسومي: «إن البرلمان، يتابع الوضع السياسي والأمني في العراق، وكذلك الجهود التي تبذلها أجهزة الدولة المختلفة لفرض الأمن والاستقرار، ومواجهة قوى الإرهاب والعصابات المسلحة الخارجة على القانون، وحماية سيادة وأمن العراق، في مواجهة الاعتداءات والتدخلات الخارجية»، مشيراً إلى أن البرلمان العربي، يدعم الجهود التي تبذلها الحكومة العراقية، لاستعادة الأمن والاستقرار في البلاد، وجمع السلاح وجعله حصراً بيد الدولة وأجهزتها الأمنية، وتمكينها من فرض سلطة القانون. 

وقال العسومي: «إن البرلمان العربي يرحب في هذا الإطار بالحوار القائم بين الحكومة العراقية المركزية، وحكومة إقليم كردستان لحل الملفات العالقة».

وفي الشأن الليبي، قال العسومي: «إن البرلمان العربي يتابع تطورات الأوضاع في الجمهورية الليبية، والجهود المبذولة لاستكمال الحوار الليبي الليبي، والتوصل إلى حل نهائي للأزمة الليبية على نحو يضمن سيادة الدولة الليبية، ويصون وحدتها الوطنية ويحفظ مقدرات شعبها، ويلبي تطلعاته في العيش بأمان وسلام وتنمية واستقرار، ويثمن في هذا الإطار الجهود المخلصة التي بذلتها تونس، لاستضافة ملتقى الحوار السياسي الليببي، والتوافق الذي توصل إليه الأشقاء الليبيين حول بعض الملفات خلال الحوار».

الإمارات تثمن تدشين مركز الدبلوماسية البرلمانية العربية

أكد أعضاء المجلس الوطني الاتحادي، أعضاء الشعبة البرلمانية الإماراتية بالبرلمان العربي، أهمية مركز الدبلوماسية البرلمانية العربية الذي أطلقه البرلمان العربي.

وثمن أعضاء الشعبة هذه الفكرة، كونها ستسهم في تطوير الدبلوماسية البرلمانية العربية، وتكوين تكتل برلماني يتبنى القضايا العربية في المحافل البرلمانية الدولية. وقال محمد أحمد اليماحي إن إنشاء مركز إقليمي للدبلوماسية البرلمانية العربية يأتي ضمن خطة العمل الاستراتيجية الجديدة للبرلمان العربي التي تولي أهمية كبيرة لموضوع الدبلوماسية البرلمانية.

وأشار إلى أنه مقترح تقدم به عادل بن عبدالرحمن العسومي رئيس البرلمان العربي لتأسيس وترسيخ منهجية عربية متخصصة في مجال الدبلوماسية البرلمانية، فضلاً عن تفعيل دورها في تعزيز التعاون بين البرلمانات العربية وبين البرلمان العربي والمنظمات والاتحادات البرلمانية الإقليمية والدولية.

وأكدت شذى سعيد النقبي أهمية المقترح الذي تقدم به العسومي وقالت إن الدبلوماسية البرلمانية العربية ذات سجل حافل بالإنجازات والشخصيات المرموقة والأحداث المهمة التي استوجبت تدشين هذا المركز لتوثيقها والاستفادة من الخبرات المتراكمة وتشكيل تكتل برلماني يتبنى القضايا ذاتها في المحافل البرلمانية الدولية.

وقالت ناعمة عبدالله الشرهان إن هذا المركز واحد من الإنجازات الكبيرة التي تحسب للبرلمان ولرئيسه الذي أوجز فكرته في فترة قصيرة. وأضافت: «نحن كأعضاء البرلمان نعرب عن افتخارنا واعتزازنا بإطلاق هذا المركز خدمة للقضايا العربية».

وقال أحمد بوشهاب السويدي إن إطلاق المركز يأتي في إطار استراتيجية العمل الجديدة للبرلمان العربي واعتماده الدبلوماسية البرلمانية آلية محورية لمبادراته واقتراحاته ووفقاً لسعيه إلى إعلاء المصلحة العربية وتلبية طموحات الشعوب العربية والتعبير عن صوتها في المحافل البرلمانية الإقليمية والدولية ودفاعاً عن القضايا العربية. (وام)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"