مساءلة ترامب

00:15 صباحا
قراءة دقيقتين

ريتشارد سي جروس*

يقوض انتصار دونالد ترامب الخيالي في انتخابات الأسابيع الأخيرة من رئاسته غير التقليدية، فترة جو بايدن المقبلة في المنصب، وينبغي أن يُعاقب من قبل الإدارة القادمة.

ويجب تحميل الرئيس المنتهية ولايته مسؤولية أفعاله خلال السنوات الأربع الماضية التي حاول خلالها قلب الديمقراطية الأمريكية.

وقد أدت الإخفاقات المتكررة لمحاولات ترامب إطاحة نتائج الانتخابات في المحاكم، بما في ذلك المحكمة العليا، بمساعدة حلفاء معينين ومسؤولين منتخبين، إلى اتخاذ إجراءات أكثر يأساً.

ويُقال إن أحد الاقتراحات الأكثر سريالية التي تم التعبير عنها في اجتماع مثير للجدل في 18 ديسمبر/كانون الأول في المكتب البيضاوي، هو إعلان ترامب الأحكام العرفية في الولايات المتأرجحة، وجعل الجيش يجري انتخابات أخرى هناك.

انبثقت هذه الفكرة اللامعة من الجنرال مايكل فلين، مستشار الأمن القومي المفصول الذي عفا عنه ترامب من السجن بعد إدانته بالكذب على مكتب التحقيقات الفيدرالي.

وقال فلين على قناة «نيوزماكس» التلفزيونية اليمينية: «يمكن لترامب أن يأمر... بالولايات المتأرجحة، إذا أراد ذلك، ويمكنه أخذ القدرات العسكرية، ويمكنه وضعها في الولايات وإعادة إجراء انتخابات في كل من تلك الولايات. ولكن يبدو أن مستشاري ترامب أبطلوا الفكرة».

وكان اقتراح آخر يتمثل في تعيين المحامي المفصول من قبل ترامب ومنظّر المؤامرة، سيدني باول، مستشاراً خاصاً للتحقيق في ما يراه الرئيس دون أي دليل على أنها انتخابات مزورة. وبحسب ما ورد، تم التخلي عن هذه الفكرة.

وبدا أن المدعي العام وليام ب. بار، المتملق السابق لترامب الذي استقال، قد سئم من الرئيس ومطالبه الفاضحة. ولقد أرسل إشعاراً بأنه لن يحقق في تزوير الناخبين، كما طلب ترامب.

ويبدو أن ترامب يعاني الأوهام ونوبات من اليأس الشديد، وقد أحاط نفسه بمجموعة من المتآمرين المتطرفين الذين يخبرونه بما يريد أن يسمعه عن الانتخابات. وكل ما يحتاجون إليه هو مرجل.

وسيكون هناك كثير على طاولة بايدن بمجرد أن يؤدي اليمين كرئيس، ومع انتشار الوباء في أول مهمة له، لكن هناك في الكواليس سؤال حول ما يجب أن يفعله، بشأن ما ارتكبه ترامب أثناء وجوده في منصبه. وبايدن حريص على توحيد البلاد، وليس المخاطرة بتقسيمها أكثر.

ولقد أرسلت لي سوزان تيفينبرون التي تدير مركزاً للدراسات القانونية العالمية، وهي أستاذة متقاعدة في القانون الدولي في كلية توماس جيفرسون للقانون في سان دييجو، بريداً إلكترونياً رداً على استفسار: «يجب على الرئيس بايدن اتخاذ إجراءات قانونية ضد ترامب وحتى بعض أصدقائه الجمهوريين في الكونجرس وفي البيت الأبيض الذين مكّنوا من اتخاذ إجراءات غير قانونية لترامب».

ولكن الدرس المستفاد من السنوات الأربع الماضية واضح، حيث يتم التعامل مع غياب المساءلة على أنه ترخيص لتصعيد إساءة استخدام السلطة.

وكتب ريد جالين المؤسس المشارك لمشروع لينكولن المناهض لترامب، في مقال رأي نُشر مؤخرًا بصحيفة «واشنطن بوست»: «طالما أننا لن نعذر ولن نُزيل «الترامبية» من الحياة الأمريكية، فإن أسس ديمقراطيتنا  التي تجعل جميع الحجج والإجراءات الأخرى ممكنة  ستنهار. ولا يمكننا أن نسمح بهذا على مرأى منا».

* رئيس مكتب يونايتد برس إنترناشيونال (كاونتر بانش)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

رئيس مكتب يونايتد برس إنترناشيونال

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"