«شخبوط الطبية» تتابع 10 آلاف مريض بـ«الدماغ» وتعالج 1000

 
أبوظبي:
رانيا الغزاوي
أكدت مدينة الشيخ شخبوط الطبية أن العيادات الخارجية في قسم المخ والأعصاب تابعت 10 آلاف مريض خلال عام 2020، فيما تم علاج ألف مريض من الحالات الحرجة والحادة الناتجة عن أمراض الدماغ الحادة، منها النزيف الدماغي الذي يعد أحد أنواع السكتات الدماغية، والورم الدماغي والالتهابات الدماغية، وبالنسبة للمرضى الذين أصيبوا بالسكتة الدماغية فإن 80% من هذه الحالات نتجت عن (تخثر الدم) في الشرايين الدماغية، و20% من الحالات بسبب نزيف الدماغ، وتطلبت حالتهم البقاء في العناية المركزة. 
وأوضح الدكتور عصام سيد صالح، استشاري السكتة الدماغية، ورئيس قسم طب المخ والأعصاب في المدينة، أنه بحسب الدراسات والإحصاءات المحلية في أبوظبي فإن 300 لكل 100 ألف شخص يصابون بالسكتة الدماغية سنوياً، ويعد متوسط عمر الإصابة بها في الدولة 65 عاما، مقارنة بـ75 عاماً في أمريكا، وبريطانيا، و25% من المرضى في الدولة يصابون بها في عمر أقل من 50 عاماً، وبحسب الدراسات تؤدي السكتات الدماغية لإمكانية حدوث إعاقة دائمة وشديدة للإنسان بنسبة 30%، وإعاقة متوسطة بنسبة 30%، وشفاء وتحسن كامل بنسبة 30%، فيما تصل نسبة الوفاة بها إلى 10%، بحسب شدتها والتأخر في تلقي العلاج. 
أبرز التحديات
وأضاف: أبرز عوامل الخطورة والتحديات التي يصادفها الأطباء في هذا التخصص، هي وصول معظم الحالات إلى المستشفى متأخرة، نظرا لعدم معرفة معظم المرضى بأعراض السكتة الدماغية، وخطورة التأخر في تلقي العلاج المناسب، حيث يفقد الشخص المصاب مليوني خلية عصبية مع مرور كل 60 ثانية من بداية حدوث السكتة الدماغية، ما يؤدي لتضرر المراكز المسؤولة عن الحركة، أو النظر، أو البلع، أو الكلام، في المخ، وبالتالي يفقد المريض بعض الوظائف في الجسم، وأحياناً الشلل، لذلك لابد من اللجوء فوراً إلى الإسعاف والانتقال في أسرع وقت ممكن إلى المستشفى، فالزمن يعد عامل حسم أساسياً لنتائج التدخل الطبي، فإذا ما وصل المريض خلال الساعات الأولى، فهناك فرصة كبيرة لنجاح العلاج من خلال فتح الشريان المغلق بواسطة الأدوية، أو التدخل بالقسطرة لفتح الشريان المغلق، وعودة الدم والأوكسجين للخلايا الدماغية ومنع موتها.
الأعراض الشائعة
 ولفت إلى أكثر الأعراض شيوعاً التي تشير إلى إمكانية حدوث السكتات الدماغية وتشمل، صعوبة التحدث وفهم الآخرين، حيث يجد المصاب نفسه مضطرباً ويتحدث بشكل غير واضح، أو يواجه صعوبة في فهم من يتحدثون إليه، عندها يشعر المصاب بخَدَر مفاجئ، أو ضعف أو شلل في منطقة الوجه، أو الذراع، أو الساق، وكذلك شعور بهبوط أحد جانبي الفم عند محاولة الابتسام، أو نزول اللعاب لا إرادياً من جانب واحد فقط من الفم، إضافة لحدوث مشاكل في الإبصار في عين واحدة، أو كلتا العينين، حيث يشعر المصاب بتَغيّم الرؤية أو رؤية سوداء في إحدى العينين، أو كلتيهما، أو ازدواج الرؤية، والصُّداع المفاجئ والشديد والمصحوب بقيء أو دوار أو تغيُّر في الوعي، وصعوبة المشي والتعثر أثناء الحركة، وفقدان الاتزان والترنح، أو الدوخة المفاجئة.
الوقاية من الإصابة
وأوضح أنه ليس بالضرورة الشعور بجميع الأعراض، فقد يكون القليل منها إنذاراً بحدوث السكتة، محذراً من أن يقوم المريض بتبسيط الأمر على انه مجرد تعب، أو إرهاق، موضحاً أن المريض يمكنه الوقاية من الإصابة بالسكتات الدماغية، عبر تجنب الأسباب التي تزيد من فرصة الإصابة بها، وتتمثل في ارتفاع الضغط ومعدل السكري والدهون في الدم، إضافة للتدخين وأمراض القلب والسمنة، حيث تساهم جميع هذه العوامل في انغلاق الشرايين في الجسم وتصلبها، ومنع وصول الدم لشرايين الدماغ، ويعتبر مرض الضغط تحديداً، السبب الرئيسي في الإصابة بالجلطة الدماغية النزفية، فيما تنتج بعد السكتات الدماغية عن جينات معينة، أو بعض الأمراض الوراثية كالأنيميا المنجلية، وهذه من الحالات نادرة الحدوث.
فريق متكامل 
وأضاف: «تعد المدينة من المراكز المعتمدة للسكتات الدماغية في أبوظبي، التي يتوفر فيها فريق طبي متكامل، مكون من أخصائيين في السكتة الدماغية والمخ والأعصاب، يعملون على مدار الساعة لاستقبال أي حالة طارئة، إضافة إلى أخصائيي الأشعة التداخلية الذين يقومون بالإجراء الجراحي لفتح الشريان المغلق عبر القسطرة، كما تتوفر وحدة حديثة لتنويم مرضى السكتة الدماغية، التي تضم أحدث الأجهزة لمراقبة الوظائف الحيوية للدماغ وبقية الأعضاء، إضافة إلى أجهزة (التشخيص اللحظي) وتصوير الشرايين الدماغية، وغرفة لعمليات القسطرة الشريانية، وغرف العناية المركزة الأكثر تطوراً التي تخضع للمراقبة المباشرة، حيث يشرف على كل غرفة كادر طبي متخصص، كل ذلك إضافة للكادر التمريضي المتخصص في رعاية مرضى السكتات، ويتم تشخيص المرضى في وقت قياسي بمجرد استقبالهم بالمدينة».