عادي

نهيان بن مبارك يفتتح جلسات «المنتدى العالمي للأخوة الإنسانية»

20:08 مساء
قراءة 8 دقائق
1
1


أبوظبي: محمد علاء
أكد الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، أن المنتدى العالمي للأخوة الإنسانية، يأتي في إطار احتفاء الدولة بمختلف مؤسساتها وفئاتها وقادتها وشعبها والمقيمين على أرضها، باليوم العالمي للأخوة الإنسانية. مؤكداً أن هذا المنتدى ينعقد مستندًا إلى رؤية البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، والدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، التي جرى التعبير عنها في إعلان مبادئ وثيقة الأخوة الإنسانية. كما يمثل احتفاءً بالجهود المخلصة التي اطلع بها صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في نقل رسالة التسامح والأخوة الإنسانية والقيم الاخلاقية من دولة الإمارات إلى العالم.
جاء ذلك خلال افتتاح المنتدى الدولي للأخوة الإنسانية الذي تنظمه وزارة التسامح والتعايش، بالتعاون مع اللجنة العليا للأخوة الإنسانية، ضمن أنشطة مهرجان الأخوة الإنسانية الذي تنظمه الوزارة على مدى 5 أيام، احتفاء باليوم العالمي للأخوة الإنسانية الذي أقرته الأمم المتحدة أخيراً، وخلال الجلسة الافتتاحية للمنتدى الذي انطلق عن بُعد، وشهده أكثر من 1900 من المسؤولين الدوليين والخبراء والأكاديميين من الإمارات والوطن العربي والعالم، من المهتمين بقضايا التسامح والتعايش والأخوة الإنسانية، تحدثت ريم الهاشمي، وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي، وموفريات كامل، وزيرة السلام بإثيوبيا، وماريا إسبينوزا، رئيسة الدورة 73 للجمعية العامة للأمم المتحدة، والدكتور شينغ س يو، نائب المدير العام لمنظمة «يونسكو»، ومحمد خليفة المبارك، رئيس دائرة الثقافة والسياحة، بأبوظبي، وبيتر ماورير، رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر، والمستشار محمد عبد السلام، الأمين العام اللجنة العليا للأخوة الإنسانية، وتناولت الجلسة مناقشة الموضوعات التي تتعلق بثوابت وثيقة الأخوة الإنسانية، وسُبل ترسيخها بالعيش والعمل المشترك من أجل السلام العالمي.
دعوة إلى الوحدة
وقال الشيخ نهيان بن مبارك: إن الوثيقة تدعو الجميع إلى أن يُلزموا أنفسهم «بالعمل جدياً على نشر ثقافة التسامح والتعايش والسلام، والتدخل فوراً لإيقاف سيل الدماء البريئة، ووقف ما يشهده العالم حالياً من حروب وصراعات وتراجع مناخي، وانحدار ثقافي وأخلاقي» (مقتبساً من نص الوثيقة)، كما تؤكد الوثيقة أن التسامح يعزز الصفات الإنسانية ويثري التجارب التي تدعو إلى توحد جميع الشعوب بدلاً من الفرقة والانقسام، وتؤمن للجميع نصيباً في الرفاهية العامة والسعادة، بغض النظر عن الاختلافات الثقافية والعرقية والدينية، حتى تجتمع الشعوب من كل أنحاء العالم على إنسانيتنا المشتركة، وأن يدرك الجميع أن التعصب يؤدي إلى حدوث انقسام بين الشعوب.
 وأشار إلى أن الوثيقة تمثل بياناً لحقيقة مفادها بأن الإمارات واحدة من أكثر الأماكن سلاماً وازدهاراً على وجه الأرض، حيث يعيش على أرض الإمارات مقيمون من خلفيات دينية وثقافية وعرقية مختلفة، يتفاعلون ويعملون في سلام ووئام وينعمون بالازدهار. مؤكداً أن ذلك يعبر عن إيمان الأمارات الراسخ باحترام الجميع، مهما كانت اختلافاتهم، حيث حبا الله الإمارات قيادة حكيمة وذات رؤية ثاقبة، منذ عهد الأب المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان، طيّب الله ثراه، فقد كان قائداً استثنائياً منفتحاً على العالم ويتعامل بإيجابية مع الجميع، وكان ملتزماً بقيم التراحم والحوار والأخوة الإنسانية والتعايش السلمي والمساواة للجميع. كما كان يؤمن أن احترام الآخرين والقدرة على العيش معهم والإنصات إليهم، يوفر أساساً سليماً لدولة مدنية تنعم بالسلام والازدهار.
قيم ومبادئ
 وأضاف، أن الله أنعم علينا بأن دولتنا العزيزة استمرت في الالتزام بالقيم والمبادئ الإنسانية، في ظل القيادة الحكيمة لصاحب السموّ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وأخيه صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، وأخيه صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ومعهم جميع قادة الدولة الكرام.
 وقال «بينما نواصل المضي قدماً في ظل هذه الجائحة التي يشهدها العالم، تزداد أهمية قيمة الأخوة الإنسانية أكثر من أي وقت مضى بوصفها مبدأً عالمياً لا غنى عنه لعبور هذه الأزمة العالمية بنجاح، وبعد سنوات من الآن، عندما نتأمل هذه اللحظات، لاشك في أننا سنتحدث عن أن قيمة الأخوة الإنسانية هي من حافظت علينا ومنحتنا الطاقة والعزم من أجل النجاح، وبروح تتسم بـ«الأخوة الإنسانية»، أدعوكم جميعاً للعمل على تعزيز إدماج جميع مناطق العالم في رحلة تقدم البشرية، والتخلص من أي سوء فهم ناجم عن الفروق الثقافية والدينية. كما أدعو هذا المنتدى للمساعدة في جعل الأخوة الإنسانية مجالاً للابتكار والمبادرة، وسبباً في تعزيز العمل المشترك والمشاركة الفعالة من الجميع ولمصلحة الجميع. وأدعوكم أن تنضموا إلينا في الإمارات في جهود إبراز أن التعددية في المجتمعات البشرية التي تتسم بالتنوع تمثل قوة إيجابية وخلاقة تدعم التنمية والاستقرار، ونتطلع لعملنا معاً متسلحين بإيماننا الراسخ بقدرة الأخوة الإنسانية على تشكيل مستقبلنا ومساعدتنا في حل كثير من التحديات العالمية الكبرى التي تواجه عالمنا. وسنعمل جميعاً على إعلاء قيمة السلام والحفاظ على التقدم البشري، سواء في مجتمعاتنا المحلية أوالعالمية.
إنجاز عالمي
فيما ثمّنت ريم الهاشمي، جهود الشيخ نهيان بن مبارك، واللجنة لتنظيم هذا المنتدى المهم، مؤكدة أنه في ديسمبر الماضي، أعلنت الجمعية العامة بالإجماع أن 4 فبراير هو اليوم العالمي للأخوة الإنسانية، وكان مرده إلى الاجتماع التاريخي بين البابا فرنسيس وشيخ الأزهر في أبوظبي، في ذلك اليوم من عام 2019، لتخرج إلى العالم «وثيقة أبوظبي للأخوة الإنسانية»، ولذا يشرف الإمارات أنها ساعدت في تحقيق إنجاز عالمي كبير لتعزيز التسامح والتعايش السلمي والأخوة الإنسانية في العالم.
وأضافت أن الوثيقة دليل للأجيال القادمة لتعزيز القيم الأساسية للقبول بالآخر والانفتاح والتعاطف. كما أن مبادئها تظهر أفضل ما فينا، وفي الإمارات نعلم هذا لأننا اعتنقنا مبدأ القبول بالجميع منذ نشأت دولتنا، وعندما ربطنا سبع إمارات بروح الاتحاد، وربطنا جميع المقيمين بهذه الروح.
معالجة الثغرات
وقالت «أدركنا أيضاً دور النساء ودعمناه وفهمنا بالفطرة أنه عندما نمكّن الجميع من المساهمة بنشاط وبقوة، فسنحقق ما نرجوه من الإنجازات، وتؤدي النساء دوراً فعالاً ولا يمكن الاستغناء عنهن في قيادة الجهود لتشجيع الحوار وتعزيز المصالحة ومواجهة التطرف؛ لذا نرحب بتأكيد الوثيقة حماية حقوق المرأة وندعو المجتمع الدولي إلى معالجة الثغرات والحواجز التي تمنعها من المساهمة بنشاط في الحفاظ على السلم والأمن الدوليين، لا يمكننا ببساطة أن نستبعد هؤلاء اللواتي يمكنهن جعل العالم الأفضل».
وقت مناسب
فيما قال الدكتور شينغ س يو: نعتز بالمشاركة في المنتدى لمخاطبة هذه القمة، وهو حدث يأتي في الوقت المناسب بقدر أهميته، لأن البشرية اليوم على مفترق طرق. في تاريخها على هذا الكوكب، ولا تتمثل التحديات بأن الجائحة أودت بحياة أكثر من مليوني شخص، لكنها تكشف مواطن الضعف، والتفاوتات الهيكلية بين الأمم والشعوب، ففي ذروة الوباء لم يتمكن 91٪ من الطلاب في العالم، أو 1.5 مليار متعلم من الالتحاق بالمدرسة، وقد لا تعود 11 مليون فتاة إلى الدراسة مرة أخرى. كما تصاعدت أوجه عدم المساواة الاقتصادية والاجتماعية والجنسية، وتتحمل النساء اللائي يعملن في كثير من الأحيان في قطاعات غير مستقرة أو غير رسمية، وطأة الأزمة الاقتصادية، كما يتزايد التمييز والعنصرية، بما يؤجج خطاب الكراهية تجاه المجتمعات الثقافية والدينية.
 ونبه يو، إلى أن التطرف والعنف، يقوضان ثقافة التعايش، بالتفسيرات الخطأ للحقائق والعقيدة. كما يهدد تغير المناخ حاضر الأرض ومستقبلها، وفي مواجهة هذه التحديات، فإن العالم أمام طريقين، الأول يملأه الخوف والتفتت، والثاني يسوده الأمل والأخوة البشرية، ولا يمكن أن يكون الاختيار من جانب واحد، بل لا بدّ من توافق الجميع- وهذا هو سبب أهمية هذا المنتدى.
وأضاف أنه منذ عام مضى، اتخذنا خطوة في الاتجاه الصحيح، من أجل السلام العالمي والعيش معاً، وهنا قيمة الوثيقة التي تذكرنا بأهمية الحوار والتفاهم، للحدّ من المشكلات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والبيئية.
وأشار إلى أن الوثيقة تعزز ثقافة السلام، بحيث تتحول إلى أسلوب حياة، وهي بلاشك الفكرة الرئيسية التي تقع في صميم «يونسكو»، حيث يقوم كل عمل من أعمالها على أساس الاقتناع بأن السلام يجب أن يقوم على تعزيز الحوار وتقوية الأخوة، وهناك كثير من المبادرات التي قامت بها في جميع أنحاء العالم، تظهر إبراز التعاون والتضامن، لأفضل ما في الإبداع البشري، ما يسمح للجميع بحل المشكلات المشتركة.
ضمير إنساني
وأكد الدكتور الشيخ خالد بن خليفة آل خليفة، رئيس مجلس أمناء مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي في البحرين، أن الضمير الإنساني يرتكز في أصوله على مبادئ الأخلاق وحسن المعاملات بين البشر، التي تؤسس قيم التسامح وتغرس روح التعايش السلمي بين الناس. ولطالما رسم حكامنا في البحرين والإمارات، والخليج العربي، أسمى نماذج التسامح والتعايش السلمي، وتقف جهودهم التاريخية شاهدة على أعظم الخصال وهي «حب الخير للآخر»، إذ إنه في الأزمات والمحن التي تعصف بالبشرية، يسطع نجم من نجوم هذه البقعة المباركة، لتصبح رمزاً فعلياً للأخوة والوحدة الإنسانية.
وأضاف «البحرين كشقيقتها الإمارات وضعت نصب عينيها الهم الإنساني، إذ تشهد المواقف على مر العهود على دور زعمائنا في غرس قيم التسامح وتأصيل التعايش واقعاً حقيقياً بين مختلف الفئات، عبر سياسات حكيمة متوارثة، تضع ألف حساب لكرامة الإنسان والارتقاء به، مواطناً كان أو مقيماً أو حتى عابراً لهذه الأرض، ويتضح ذلك في مساعي دولنا وبتوافق مجتمعاتنا في الحفاظ على الحقوق والمكتسبات ومحاربة كل مظاهر وأشكال العنصرية والتطرف وغيرها، مما يندرج تحت «اللا إنسانية».
 وقال الشيخ خالد «إن العالم يشهد اليوم أصعب حالاته في ظل جائحة «كورونا»، إلا أنها أظهرت معدن قياداتنا السياسية وتماسك مجتمعاتنا، ولخصت كل معاني الأخوة الإنسانية، بما تقدمه دولنا من خدمات وتضحيات عظيمة في كل قطاعاتها، ولم تستثنِ أحداً، بل عكست حسن النيات، إيماناً بأن مصير البشرية قائم على التسامح والتعايش وقبول الآخر، وهذا ما يعد قدوة لمختلف قيادات شعوب العالم».
التزام بالتعايش
فيما أشار محمد خليفة المبارك، إلى تجذر مبادئ الأخوة الإنسانية بعمق في ثقافة دولة الإمارات وتراثها، حيث تمثل إرث الوالد المؤسس الشيخ زايد، طيب الله ثراه.
وأضاف «إن الاحتفال بهذا اليوم لأول مرة، هو انعكاس لالتزامنا بالتعايش السلمي والتسامح، وإن أجيالنا القادمة ركيزة كل ما نقوم به، حيث تقع على عاتقنا مسؤولية غرس هذه القيم والمبادئ في كل خطواتهم وأفعالهم، حتى يتمكنوا من مواصلة قيادة الوطن باقتدار في المستقبل»
سعادة الإنسانية
وقال المستشار محمد عبد السلام «إننا نحتفل اليوم ومعنا العالم بالذكرى الثانية لتوقيع وثيقة الأخوة الإنسانية، تلك الوثيقة التي مرت بطريق صعب مملوء بالعقبات، إلا أن الإمام الطيب، والبابا فرنسيس، برعاية صاحب السموّ الشيخ، محمد بن زايد، ولي عهد أبوظبي، اختارا السير في هذا الطريق من أجل سعادة الإنسانية وسلامها، فلولا جهود هؤلاء القادة لما كنا اليوم هنا مجتمعين من مختلف الثقافات والأديان نبحث كيفية نشر قيم الإخاء والتسامح والسلام في مجتمعاتنا».
وأضاف «احتفاء العالم اليوم في كل مكان ومن مختلف الديانات والثقافات والأعراق بالأخوة الإنسانية، يعني أننا أمام فرصة لبناء عالم تسود السلام والمحبة والتسامح، عالم أقوى في مواجهة العنف والحقد والتطرف، عالم أقوى حتى في مواجهة الأوبئة والكوارث، لأننا حينما نؤمن أننا جميعاً أخوة مهما اختلفت أدياننا وأعراقنا، حينها سنكون أكثر تماسكاً وصموداً في مواجهة كل الصعاب والتحديات، وتوفر لنا هذه المناسبة فرصة كبيرة للتلاقي والتعاون وبناء الشراكات، نأمل بأن نستثمرَها جميعاً بما فيه الخير والسعادة للإنسانية جمعاء».

أحمد أبو الغيط: الإمارات تعاملت بحرفية مع جائحة كورونا
أكد احمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، أن دولة الإمارات من بين الدول في المنطقة العربية التي تعاملت بحرفية واستباقية في مواجهة أزمة فيروس «كورنا». مشيراً إلى أن المنطقة العربية تواجه عدداً من المشكلات، من بينها كبر حجمها وتنوع خصائصها الديمغرافية واختلافها من تنوع ديني وعرقي ومذهبي. كذلك دول أخرى مشكلات اقتصادية بسبب الجائحة، تمثلت في غلق الاقتصاد وتراجع عوائد السياحة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"