عادي

نهيان بن مبارك: الإمارات تشجع الفكر المستنير وتسعى لإسعاد المجتمع

16:41 مساء
قراءة 8 دقائق
1
1

 

  • أنور قرقاش: نعمل على تعزيز مكانة الإمارات مركزاً عالمياً للتسامح
  • حصة بوحميد: المجتمعات الراقية تؤمن بالأخوّة الإنسانية أسلوب حياة
  • حسين الحمادي: «التربية» ضمنت مبادئ الوثيقة ضمن مناهجها وأنشطتها
  • سلطان النعيمي: تمهد الطريق للمستقبل وتدعو إلى تحمل المسؤولية الإنسانية
  • حمد الظاهري: نسبة فخر المقيمين في أبوظبي 97% ما يؤكد واقعية التعايش

أبوظبي: محمد علاء
أكد سمو الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، أن دولة الإمارات تشجع الفكر المستنير، وتسعى بكل عزم إلى إسعاد الناس، وتحقيق جودة الحياة في كل مكان. مضيفاً أن وثيقة الأخوّة الإنسانية، تعزز نهج الإمارات القائم على الانفتاح والتعددية الثقافية، والعيش المشترك. معرباً عن اعتزازه بالدور القيادي لصاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في إصدار الوثيقة، ودوره في إعلان الأمم المتحدة يوم صدور هذه الوثيقة يوماً عالمياً للأخوّة الإنسانية.
جاء ذلك خلال افتتاح جلسات منتدى تعزيز «الأخوّة الإنسانية في العمل الحكومي» الذي نظمته وزارة التسامح والتعايش، بالتنسيق مع لجان التسامح في 40 وزارة وهيئة اتحادية.
حضر جلسات المنتدى الدكتور أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية، وحسين الحمادي، وزير التربية والتعليم، وحصة بو حميد، وزيرة تنمية المجتمع، والدكتور سلطان النعيمي، المدير العام لمركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، وحمد الظاهري، وكيل دائرة تنمية المجتمع في أبوظبي.
وقال الشيخ نهيان بن مبارك: إن التسامح والأخوّة الإنسانية مجالان خصبان للتميز في عمل الوزارات والهيئات، ووسيلتان فعالتان لتشجيع العمل المشترك بين جميع مؤسسات المجتمع، وتحقيق الاندماج الكامل بين جميع السكان في مسيرة الدولة. معرباً عن أمله بأن تكون الأخوّة الإنسانية طريقاً للتواصل مع الدول والشعوب، وبناء العلاقات الطيبة مع الأصدقاء والأشقاء، وتحقيق التفاهم والسلام في ربوع العالم، لتكون الإمارات في المقدمة والطليعة دائماً بين جميع الدول والشعوب، في حرصها على أن تكون القيم الإنسانية هي الأساس في بناء الحاضر وتشكيل المستقبل على نحوٍ يحقق السعادة والنماء للبشر.
وأضاف «المنتدى احتفال باليوم العالمي للأخوّة الإنسانية الذي أعلنته الأمم المتحدة احتفاء بيوم إصدار وثيقة أبوظبي، التي تقوم على الثوابت والغايات الأخلاقية والإنسانية النبيلة وترفض التعصب والعنف والكراهية، وتدعو إلى التضامن والتكافل بين الجميع بصرف النظر عن اختلافاتهم، كي يتعايشون، ويعملون في عالم يسوده المحبة والسعادة والسلام. كما تؤكد الوثيقة حقوق المرأة والاهتمام بالطفل وحماية البيئة وحرية المعتقد، وحماية دور العبادة وتوفير الدعم والمساندة للفئات الضعيفة في المجتمع، كما تؤكد مسؤولية الفرد ودور كل مؤسسة في نشر قيم التعارف والحوار والعمل المشترك، لمكافحة التطرف والتشدد والإرهاب».
وأكمل: نحتفل بالوثيقة ونعتز بأنها صدرت بحضور البابا فرنسيس، والشيخ الدكتور أحمد الطيب، وهما من صنّاع السلام ورموز التسامح والأخوّة الإنسانية في العالم. كما نعتز ونفتخر برؤيتهما الثاقبة لدور الإمارات وقادتها المخلصين في أن تكون الأخوّة الإنسانية ويكون التفاعل الثقافي والحضاري الإيجابي عبر الحدود والأديان والثقافات، وسيلة مهمة لنشر السلام والمحبة بين الجميع.
واختتم: آمل بأن يسير الجميع معاً على هدي رؤية القائد المؤسس، المغفور له، الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في أن المجتمع المتسامح هو مجتمع ناجح، وأن نقوم جميعاً بواجبنا في تحقيق التسامح والأخوّة في المجتمع والعالم، وأن تكون الأخوّة الإنسانية دائماً طريقة تفكير وأسلوب حياة تساعدنا على مواجهة التحديات بعقلٍ راجح وقلبٍ سليم.
فيما قال الدكتور أنور قرقاش، إن وثيقة الأخوّة الإنسانية التاريخية، التي انطلقت من الإمارات، تمثل دعوة عالمية مفعمة بالأمل لإحياء القيم الإنسانية التي تحض على التآخي والمحبة، والتعاون والتسامح، بين شرق العالم وغربه، كما تعزز نهج الدولة القائم على الانفتاح والتعددية الثقافية والعيش المشترك، حتى أضحت دولة الإمارات نموذجاً عالمياً للتسامح والسعادة والازدهار، حيث تقطنها جنسيات من شرق العالم وغربه، تعيش فيها بكرامة وحرية وسلام وتحظى بحقوقها وتنعم بالعدل والمساواة؛ وذلك في تأكيد أن ما يجمع المجتمع الإنساني هو أكثر مما يفرقه.
وأكد أن العلاقة بين الشرق والغرب، لم تخلُ على مر تاريخها من النماذج المشرفة والراقية للتبادل الثقافي والحضاري والفكري، رغم ما شابها أحياناً من إشكاليات ومعوقات. وفي عالم اليوم الذي تعيش فيه الدول تحديات مشتركة وتعاني أزمات لا تعترف بحدود وطنية، تبرز أهمية تبني القيم الإنسانية أكثر من أي وقت مضي، وفتح قنوات الحوار بين الحضارات والثقافات المختلفة والأديان في المبادئ المشتركة للإنسانية، لذا فإن التعددية الثقافية والانفتاح على الجميع وإدماجهم في مجتمعاتهم، يحقق الوئام الذي نحتاج إليه لبناء دولة قوية ناجحة، وهو خط الدفاع الأقوى في وجه الفتن والفوضى.
وقال قرقاش عن وزارة الخارجية والتعاون الدولي: إن الوزارة ضمنت مبدأين مهمين من مبادئ الأخوّة الإنسانية، وهما التسامح والتعايش، ضمن المحاور الرئيسية لسياسة دولة الإمارات الخارجية، حيث شملت الأهداف تحت هذا المحور: تعزيز مبادرات وشراكات التسامح والتعايش الإماراتية إقليمياً ودولياً، وتوسيع نموذجها في التناغم والاعتدال، ليشمل مجالات ثقافية ودينية جديدة، والاستمرار في تعزيز مكانة الإمارات مركزاً عالمياً للتسامح والتعايش وتعزيز دورها الريادي في مواجهة الإرهاب والتطرف.
وأضاف أن الوزارة تستمر في ترسيخ مبادئ حقوق الإنسان، مشيراً إلى انطلاق العملية التشاورية عبر اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان، لإعداد خطتها الوطنية التي تشكل خريطة طريق وإطاراً منهجياً ومؤسسياً توحد بها الجهود التي تبذلها الدولة في تعزيز حقوق الإنسان.
وقال إن دولة الإمارات، ممثلة بوزارة الخارجية، ستستمر في مواصلة العمل مع شركائها الدوليين في تعزيز ثقافة السلام، بما يكفل إحلال الاستقرار والأمن، وتحقيق الازدهار والتنمية المستدامة. كما ستواصل جهودها في التعاون مع المجتمع الدولي على تعزيز مبادئ الأخوّة الإنسانية والعيش المشترك لما فيه خير البشرية.
وقالت حصة بوحميد، «من دواعي سروري أن أشارك في هذا المهرجان، في وطن الانسجام والاحترام؛ إنه مهرجان قبول الآخر هنا في الإمارات التي تأسست على قيم العروبة والوحدة والعطاء، فكانت ولا تزال وطناً وحضناً للإنسان»، مؤكدة أن تحقيق السعادة من خلال ثوابت وثيقة الأخوّة الإنسانية»، هي تحصيل حاصل لجهود الإمارات وريادتها ومبادراتها الإنسانية التي جسدتها من خلال هذه الوثيقة التي تؤرّخ للإخاء والمودة والوفاء بين شعوب ودول العالم.
وأضافت أن السعادة تشارك بين بني البشر، وهي عطاء المجتمع للجميع، وقيمة إنسانية عابرة للحدود واللغات والجنسيات، التزاماً برؤية قيادة تُحيط بكل ما يُسعد الإنسان، فتجعله واقعاً وأسلوب حياة، مشددة على أن هذه الثوابت يدركها الجميع في فكر قيادتنا الرشيدة، ويلمسها في أسلوب عمل الحكومة، ويعيش تفاصيلها في واقع العلاقات الاجتماعية.
وأكدت أن هذه الثوابت تستند إلى ثقة مطلقة جسّدها صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، حين قال: «سنواصل معكم حمل راية الأخوّة الإنسانية ونتعهد بمواصلة دعم الجهود الرامية إلى جعل المنطقة والعالم مكاناً أكثر سلاماً وتسامحاً»، وصاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، حين قال «التسامح هو الركن الأساس لبناء مجتمعات يسودها التفاهم والتعاون والعيش المشترك واحترام وقبول الآخر، وهذا ما تميز به مجتمع دولة الإمارات منذ نشأتها».
وأوضحت أن المجتمعات الناضجة هي التي تولي القيم مكانة خاصة، وأن الحكومات الإيجابية هي التي تتبنّى السياسات والتشريعات الداعمة لمبدأ الأخوّة الإنسانية، وتدرك أهمية قيم التسامح والتعايش وقبول الآخر وتعدد الثقافات، كسبيل لتحقيق التنمية المستدامة والسعادة في المجتمع.
وقالت «جميعنا إخوة في جسد واحد وأسرة ممتدة، ومجتمع يتسع للجميع، ووزارة تنمية المجتمع هي جزء من كيان التسامح والتعايش في الإمارات، تقوم بواجبها التنموي والوطني والمجتمعي بكامل طاقتها الإنسانية، وتبادر بالوصول إلى الجميع بكل ما أمكن من دعم وتمكين، ولدينا الطفولة التي نحفظها بقانون حقوق الطفل (وديمة)، ونرعى أمانتها بتنشئة متوازنة تستند إلى مبدأ التسامح بين أفراد الأسرة وعلى نطاق المجتمع، وكبار المواطنين وأصحاب الهمم هم أيضاً أولوية في سلم أجندة الوزارة، وهم واقعاً وفعلاً أيقونة التسامح وقبول الآخر في المجتمع، وإخوتنا المقيمون من جنسيات مختلفة، هم أبناء هذا الوطن الذي أقسمنا أن نخلص له، وهم شركاؤنا في مسيرة تنمية واحدة، نعمل لاستدامتها بروح الأخوّة والتسامح والتعايش.
وأكد حسين الحمادي، أن التحرك الكبير لإعلاء قيم الأخوّة الإنسانية الذي تقوده الإمارات، ما هو إلا ثمرة لنهج ترسخ منذ عقود، وتوليه القيادة الرشيدة للدولة جلّ اهتمامها، ولعل منتدى آليات تعزيز مبادئ وثيقة الأخوّة الإنسانية في العمل الحكومي، هو امتداد لهذا الفكر الإنساني الناضج والمحب للخير والمتقبل للآخر، وتمثله الإمارات قيادة وشعباً على مدى تاريخها.
وأضاف أن الإمارات تبذل جهوداً متواصلة لتحويل قيم التسامح الواردة بوثيقة الأخوّة الإنسانية إلى أولوية قصوى في الوزارات والمؤسسات والهيئات المعنية بالتعليم والثقافة والمجتمع. مؤكداً أن وزارة التربية والتعليم ضمنت مبادئ الوثيقة في المناهج الوطنية وحولتها إلى دروس وموضوعات ومواقف تعليمية وتربوية، ليدرسها الطلبة ويقرؤوها ويحللوها ويستنتجوا العبر منها، فضلاً عن تنفيذ عدد من المبادرات في الميدان التربوي التي تكرس روح التسامح والتعايش.
وأشار إلى أن الوزارة عممت الوثيقة على المدارس ووجهت الجميع بتصميم برامج تثقيفية وتدريبية لأعضاء هيئة التدريس، بما تتضمنه الوثيقة من مبادئ تدعو إلى السلام والتقارب بين الشعوب وسيادة الحوار بين الأديان، ورفض العنف الذي يقوض روح التسامح، لاسيما أن العالم يواجه أزمة غير مسبوقة ناجمة عن تفشي «كورونا».
ونبه إلى أن احتفاء المجتمع الدولي باليوم العالمي للأخوّة الإنسانية، وتوقيع الوثيقة الأولى على أرض أبوظبي يؤكد نجاح سياسة الإمارات وقيادتها الرشيدة في طرح المبادرات التاريخية والمواقف الإنسانية التي أسهمت في نشر ثقافة التسامح.
وقال الدكتور سلطان النعيمي: إن عبارة من أجل السلام العالمي والعيش المشترك تأتي رديفةً لوثيقة الأخوّة الإنسانية، فالهدف السامي لهذه الوثيقة، تحقيق السلام العالمي، الذي سيؤدي إلى العيش المشترك. ولا بدّ من نظرة شمولية للواقع المعيش، الذي ينبئ عن نظام قيمي يتيح تعزيز التعايش السلمي بين البشر، كان ولا يزال أحد أهم شواغل العمل الدولي، ثم تأتي الواقعية لتفرض نفسها على واقع العلاقات الدولية والتي دفعت لسلسلة من الأزمات والتهديدات العالمية التي لم تستثنِ أحداً، حيث تستمر الواقعية لتفرض سياسة الأمر الواقع، بينما تكافح النظرية المثالية للتأثير في العلاقات الدولية، وتأتي محاولة الممازجة بين الواقعية والمثالية لتبدأ بارقة النجاح.
وأشار النعيمي إلى أن الوثيقة توجه رسائل واضحة الملامح ليتحمل الجميع مسؤولياتهم، فجاءت إلى قادة العالم بالعمل الجاد لنشر ثقافة التسامح، والتدخل فوراً لإيقاف سيل الدماء البريئة، وإلى المفكرين والفلاسفة ورجال الدين والمثقفين والإعلاميين بدعوتهم ليكتشفوا قيم السلام والعدل والأخوّة الإنسانية والعيش المشترك، وإلى الأسرة بأن أبناءها بالتربية الصحيحة والنشأة السليمة، والأديان بأنها لم تكن يوماً بريداً للحروب وباعثة للكراهية، وإلى المجتمع بأن الحرية حق لكل إنسان والتعددية والاختلاف في الدين واللون والجنس والعرق واللغة حكمة إلهية، والمواطنة تقوم على المساواة في الواجبات والحقوق، وحقوق المرأة والأطفال والمسنين أمر جذري لا مفر منه.
فيما قال حمد الظاهري: إن الإمارات منذ تأسيسها عملت على إرساء مفاهيم التلاحم والتعايش المجتمعي، كما حرصت على احترام التعددية الثقافية، حيث أصبحت موطناً آمناً وطموحاً لأكثر من 200 جنسية. مؤكداً التزام دائرة التنمية المجتمع بالرؤية الحكيمة لدولة الإمارات وإمارة أبوظبي، فعملت خلال تنفيذ أجندة القطاع الاجتماعي على تعزيز التكامل والتماسك بين فئات المجتمع بمختلف أطيافه، بإطلاق المبادرات والبرامج التي تهدف إلى توفير حياة كريمة للجميع.
وأضاف أن عمل الدائرة متواصل في تعزيز الروابط مع كل الجاليات ذات المرجعيات الدينية المختلفة، والسعي باستمرار إلى دمجهم،كونهم جزءاً أساسياً في مسيرة التنمية الاجتماعية التي تشهدها الإمارات، مؤكداً أن هذه الجهود أثمرت في تعزيز مستوى الرفاهية وجودة الحياة في المجتمع، بما تثبته الأرقام والإحصاءات أخيراً، في الاستبانة الأخيرة عن جودة الحياة، بمشاركة 72 ألف مشارك من مختلف الفئات، حيث ارتفعت نسبة الشعور بالفخر للعيش في أبوظبي إلى 97%، ونسبة الشعور بالأمن والحماية إلى 96%. ونسبة الرضا 83.5%.
وأوضح حرص الدائرة على تيسير إجراءات تراخيص دور العبادة لغير المسلمين لتمكينهم من ممارسة شعائرهم الدينية بحرية، وهذا ما انعكس واضحاً على إعداد دور العبادة التي تضمها أبوظبي ووصلت اليوم إلى 20 داراً، وتعاونت مع الدائرة على نشر رسائل الدعم النفسي وبثّ الروح الإيجابية وقيم الإيمان والمحبة بين رعاياها، كما أطلقت عدداً من المبادرات النوعية لمساعدة المتضررين من أزمة «كورونا».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"