عادي

نهيان بن مبارك: وعي وذكاء شباب الأمة أساس تطلعات الحاضر والمستقبل

15:31 مساء
قراءة 5 دقائق
1
1
1

أبوظبي: محمد علاء
أكد سمو الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش، أن شباب هذه الأمة يمثلون الأساس القوي لآمال وتطلعات الحاضر والمستقبل، بما يمثله الشباب اليوم من قيادات واعدة وطموحات مأمولة، بل وكذلك بما لديهم من وعي وذكاء ومبادرة، وبما يتمتعون به من عزمٍ وتصميم للإسهام في تشكيل معالم الحاضر وآفاق المستقبل لما فيه الخير للمجتمع والإنسان، مضيفاً أن وثيقة أبوظبي للأخوّة الإنسانية تربط بشكل طبيعي بين الجوانب الروحية والإنسانية من جانب، ومجالات العمل المشترك بين الجميع لما فيه الخير للجميع، من جانب آخر.
جاء ذلك خلال افتتاح منتدى الأخوة الإنسانية بعيون شبابية، الذي تنظمه وزارة التسامح والتعايش بالتعاون مع مركز شباب أبوظبي، ومركز الشباب العربي «افتراضياً» بحضور شباب من 16 دولة.
وقال الشيخ نهيان بن مبارك إن المنتدى ينعقد احتفالاً باليوم العالمي للأخوّة الإنسانية التي جعل منها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، رسالة سلام ومحبة ووفاق من الإمارات إلى العالم كله، واحتفاء بوثيقة أبوظبي للأخوّة الإنسانية التي صدرت خلال الزيارة التاريخية لقداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، ومعه فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف.
الإمارات نموذج ناجح
وأشار إلى أن دولة الإمارات تمثل نموذجاً ناجحاً في الأخوّة الإنسانية على مستوى العالم كله، قائلا: «إننا في الإمارات إنما ننظر إلى كل البشر باعتبارهم أعضاء في مجتمع إنساني واحد يجب أن يعمل فيه الجميع معاً من أجل نبذ التطرف والتشدد، وتحقيق السلام والرخاء والحياة الكريمة في ربوع العالم».
وأضاف: «يسعدني تماماً أن أرى فيكم أنتم شباب الأمة الحرص والطموح إلى الإسهام الفعال في تأكيد معاني الأخوة الإنسانية على أرض الواقع، تعرضون أمامنا اليوم من خلال هذا المنتدى حرصكم على احترام الآخر، وقبول التعددية في الثقافات والأديان والجنسيات، وتعبرون بذلك عن الثقة والأمل بمستقبل المنطقة وبمستقبل العالم».
وقال: «إنني أحيي في هذا المنتدى التزامكم القوي بأن تكونوا أداة حقيقية للتغيير الإيجابي في المجتمع.. أحيي حرصكم على أن يكون تعزيز الأخوة الإنسانية، مجالاً للمشروعات العملية وبرامج التطوع والخدمة العامة».
وأكد وزير التسامح والتعايش أن إسهامات الشباب الواعد في نشر ثقافة التسامح والأخوة الإنسانية لها آثار مهمة في بث الحيوية في المجتمع وتحقيق الوحدة بين سكانه.
المشروعات العملية
وأشاد بما لدى المشاركين من مبادرات وأفكار وما يتمتعون به من مسؤولية قائلاً: «أحيي حرصكم على أن يكون تعزيز الأخوة الإنسانية مجالاً للمشروعات العملية وبرامج التطوع والخدمة العامة، ومجالاً للعمل مع كل مؤسسات المجتمع، سواء ذلك في الأسَر، أو الحكومة، أو قطاع الأعمال، أو مؤسسات المجتمع المدني، وجهودكم في بناء هذه الشراكات المجتمعية التي تعمل على نشر ثقافة التسامح والأخوة الإنسانية، في المجتمع والعالم، وقناعتكم القوية، بأن دوركم في تعزيز ثقافة التسامح والأخوة في المجتمع إنما هي جزء أساسي في دوركم في تشكيل المستقبل الاجتماعي والاقتصادي في المنطقة والعالم»، مؤكداً أن الأنشطة المرتبطة بالتسامح والأخوة الإنسانية، يمكن أن تكون لها قيمة اقتصادية مهمة تسمح للشباب بإنشاء المشروعات وتأسيس الشركات وتنفيذ أنشطة اقتصادية مفيدة تسهم في تحقيق جودة الحياة للجميع.
 نشر ثقافة الأخوّة
وأوضح أن إسهامات الشباب في نشر ثقافة التسامح والأخوة الإنسانية لها آثار مهمة في بث الحيوية في المجتمع وتحقيق الوحدة بين أبنائه، وأن ارتباطهم بالأخوة الإنسانية يعزز لديهم الثقة بالنفس، والثقة بالأمة، والاعتزاز والولاء للوطن، ويشجع على التحامهم مع المجتمع وارتباطهم القوي بمَن حولهم، ويُنمّي لديهم، قيم ومهارات العطاء والإنجاز وتحمّل المسؤولية، وينمي خصائص الوسطية والاعتدال في التفكير والسلوك، معرباً عن ثقته بأن شباب العرب على مستوى كل الآمال والتوقعات هم أذكياء واعدون حريصون على هويتهم الوطنية، فخورون بوطنهم وأمتهم، وبالدور المحوري المرتقب للأمة العربية في مسيرة العالم، ومعتزون بالتراث الخالد لهذه الأمة ومكانته كمصدر رئيسي لتشكيل الهوية وإلهام الأجيال..
واعرب سمو الشيخ نهيان بن مبارك عن تطلعه إلى نتائج مبادرات الشباب وإلى العمل معهم من أجل تمكينهم من أداء دورهم المرتقب في العالم، وإلى الاحتفاء معهم بالنماذج المتميزة من الشباب العربي في كل مجالات العمل الإنساني والمجتمعي، ونجاحاتهم في بناء الشراكات المحلية والعربية والعالمية، من أجل تعزيز قيم التسامح والأخوة الإنسانية في المنطقة والعالم، معرباً عن أمله بالالتقاء مع الشباب في المستقبل القريب بعد زوال آثار فيروس كورونا الذي نأمل أن يكون التعاون الدولي في مواجهته تجسيداً حقيقياً لقيم الأخوّة الإنسانية في أسمى معانيها.
الشباب في قلب الأولويات
من جانبها، قالت شما المزروعي وزيرة دولة لشؤون الشباب، إن الجميع محظوظ بدولة الإمارات التي وضعت الشباب في قلب أولوياتها، وأشركتهم في مختلف المجالات ومكنتهم واعتبرتهم مستقبل البلاد المشرق، مؤكدة أن قيادة الإمارات راهنت على شباب الدولة وتأخذ بمبادراتهم، وأصبحت نموذجاً ملهماً في تمكين الشباب وفي نشر ثقافة التسامح واحترام الآخرين.
وأضافت أن وثيقة الأخوة الإنسانية جاءت لتعزز مبادرات السلام والتسامح ونبذ العنف والكراهية، معتبرة أن الشباب يجب أن يكون لهم دورهم المحوري في نشر بنود هذه الوثيقة الهامة والملهمة، موضحة أنه «بالشباب ننشر ثقافة التسامح ونرى مستقبلاً مشرقاً مؤمناً بالتعددية واحتراماً متبادلاً بين شعوب العالم».
مبادرات ترسخ التسامح
وقالت المزروعي: حريصون على تطوير برامج ومبادرات ترسخ التسامح وقيمه لدى الشباب منذ مراحل مبكرة، بداء بالتعليم المدرسي والأكاديمي، ومروراً بالتدريب المهني والعملي والتبادل والتواصل الثقافي والحوار المستمر مع الشباب وإشراكهم في تصميم وتنفيذ مبادرات عابرة لاختلافات دمج الآخر، والاحتفاء بالتعدد ومن الأمثلة على هذه البرامج برنامج فرسان التسامح، وغرد للتسامح.
واختتمت: أقول للشباب بكم ننشر ثقافة التسامح والعيش المشترك واحترام الاختلاف وقبول الآخر والشراكة الإنسانية، وبعون الشباب نرى مستقبل مشرقاً في عالم أكثر تسامحاً وتواصلاً.
 معالم التجربة الإماراتية
أما الدكتورة دينا عساف منسقة الأمم المتحدة فتناولت في كلمتها معالم التجربة الإماراتية في الأخوّة الإنسانية، وجهود الأمم المتحدة بالتعاون مع الإمارات لتفعيل دور الشباب في نبذ ومواجهة التطرف بجميع أشكاله، وتوظيف الخبرات والتجارب في القيم الإنسانية من أجل تعميق هذه القيم في عقول ونفوس الأجيال الجديدة من اجل عالم يسوده السلام والعيش المشترك.
وقالت: «أهم المبادرات الشبابية في ما يتعلق بمبادئ الأخوّة الإنسانية تحدث الشباب المشاركين بالمنتدى عن عدة تجارب، منها مفوضية كشافة دبي التي تم إشهارها بناء على قرار مجلس إدارة جمعية كشافة الإمارات، عام 1985م، حيث اعتبر هذا التاريخ ميلاد مرحلة جديدة في عمر الجمعية، بإقامة مفوضيات تتبع الجمعية على مستوى الدولة ومنها مفوضية كشافة دبي، وتهدف إلى الإشراف والتأكيد على نشر مبادئ الحركة الكشفية في مختلف أرجاء الإمارات».
إطلاق «فارس الأخوّة الإنسانية»
أطلقت وزارة التسامح والتعايش، أمس الاثنين، نسخة خاصة من برنامج فرسان التسامح تحت عنوان «فارس الأخوّة الإنسانية»، وهو برنامج تدريبي تنظمه الوزارة على هامش فعاليات «مهرجان الأخوة الإنسانية، باللغتين العربية والانجليزية، وشارك فيه شباب من 50 دولة عربية وأجنبية، وركز البرنامج على تفعيل قيم الأخوّة الإنسانية من خلال إبراز أهم مفاتيح سمات الشخصية المتسامحة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"