عادي

طوابير الجوعى في ميلانو تمتد مئات الأمتار

22:07 مساء
قراءة 3 دقائق
Video Url
ميلانو

ميلانو - أ.ف.ب
ينتظرون دورهم بصبر، مترقبين تسلم حزمة غذائية من جمعية «بانيه كوتيديانو» في ميلانو... إنهم «الفقراء الجدد» الذين تستمر طوابيرهم في التوسع منذ انتشار جائحة «كوفيد-19» في شباط/فبراير 2020، لتمتد لمئات الأمتار.
يقول جوفاني ألتيري (60 عاماً): «أشعر بالخجل من المجيء إلى هنا، لكن لولا هذا الأمر، لما كان لدي ما يكفي من الطعام». وهو يأتي كل يوم؛ لاستلام حزمة صغيرة من المواد الغذائية منذ أن فقد وظيفته بواباً في ملهى أغلق؛ بسبب «كوفيد-19».
يفتقد جوفاني وظيفته ويضيف: «أحببت التواصل مع الناس، وكنت من ذوي الدخل الجيد؛ لكني الآن عاجز، ليس لدي أي دخل، وأعيش على مدخراتي». ويتردد 3500 شخص يومياً في ميلانو على نقطتي توزيع «باني كوتيديانو» التي تتلقى فائض المواد الغذائية من شركات عدة، إضافة إلى تبرعات من مواطنين يفضلون أن يبقوا مجهولي الهوية.
وخلال تدابير الإغلاق في آذار/مارس ونيسان/إبريل، اضطرت الجمعية لإغلاق أبوابها. ويقول نائب رئيسها لويجي روسي: «كانت تلك المرة الأولى التي نغلق فيها أبوابنا خلال 123 عاماً، قاومنا حتى خلال الحروب».

وجوه مخفية 

في طوابير الانتظار، يخفي البعض وجوههم بمنديل أو كيس بلاستيكي؛ خوفاً من التعرف إليهم. ويغادر العديد من الأشخاص حاملين حزماً عدة، واحدة لكل فرد من أفراد الأسرة، وهي تحتوي على حليب وجبن وبسكويت وسكر وعلبة تونة وحبة كيوي وحلوى تيراميسو وخبز.
إنها مشاهد غير مألوفة في شوارع ميلانو، عاصمة لومبارديا، إحدى أكثر المناطق ازدهاراً في أوروبا. ويرزح من جرّاء الوباء نحو مليون شخص تحت خط الفقر في إيطاليا العام الماضي من بينهم 720 ألف شخص في الشمال الغني، وهي سابقة.
وارتفع عدد الفقراء في إيطاليا إلى 5.6 مليون وهو مستوى قياسي منذ 15 عاماً، وفقاً للمعهد الوطني للإحصاء.
وحتى لو أن معدل الفقر ما يزال أعلى في الجنوب حيث يبلغ 11.1 في المئة، مقابل 9.4 في المئة في الشمال، فإن الفجوة تضيق.
ويشير كلاوديو فالافينيا البالغ من العمر 68 عاماً، وهو أحد المتطوعين في «باني كوتيديانو»، إلى أن «طوابير الانتظار ازدادت مع كوفيد-19، وهناك المزيد من الشباب والعمال غير مصرح لهم، ولا يحق لهم الحصول على مساعدات اجتماعية».
ويضيف: «هناك الآن أيضاً أفراد من الطبقة الوسطى ومن عالم الترفيه.. نتعرف إليهم لأنهم ما زالوا يرتدون ملابس جيدة ويحتفظون بأناقتهم، إنها مسألة كرامة». وتمثّل لومبارديا التي كانت في شباط/فبراير 2020 بؤرة الوباء الذي أودى بحياة 100 ألف شخص في إيطاليا، 22 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي لشبه الجزيرة.
وقبل انتشار الوباء، في عام 2019، كان متوسط دخل الفرد في المنطقة التي تضم العديد من المجموعات الصناعية الكبرى، 39700 يورو، وهو أعلى بكثير من المتوسط الأوروبي.

 صدمة الجائحة - ماذا حدث منذ ذلك الحين؟

يقول دافيد بيناسي أستاذ علم الاجتماع في جامعة «بيكوكا» في ميلانو: «صدمة الجائحة قضت على مداخيل فئات عدة من العمال خصوصاً الذين يعملون لحسابهم الخاص والموجودين بكثرة في مدن الشمال». ومن العوامل الأخرى أن المستفيدين من الدخل الأساسي الممنوح للأكثر فقراً، أعدادهم في الجنوب أكثر مما هي في الشمال.
ويوضح بيناسي أن «العديد من العائلات التي سقطت في دائرة الفقر عام 2020 لا تستوفي شروط الدخل والأملاك التي تخولها الاستفادة منه».
ويلفت ماريو كالديريني أستاذ الابتكار الاجتماعي في كلية الفنون التطبيقية في ميلانو إلى أن أكثر الفئات تضرراً هي فئات النساء والشباب الذين في الأغلب ما يشغلون وظائف غير ثابتة. ويتابع: «دفعت النساء ثمناً باهظاً جرّاء الأزمة، وكذلك العائلات التي لديها أولاد قاصرون».
وتقول أمينة آمال وهي مدبرة منزل عاطلة عن العمل حالياً وتبلغ من العمر 52 عاماً، قبل أن تغادر مع حزمتها من المساعدات من الجمعية «مع كوفيد، كل شيء مغلق، لم يعد بإمكاني العثور على عمل».
 

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"