عادي

«واحد صفر للقتيل».. العالم في قبضة الديستوبيا

00:55 صباحا
قراءة دقيقتين

الشارقة: «الخليج»

«واحد صفر للقتيل» رواية للتونسي كمال الرياحي، وصدرت عن منشورات المتوسط، هي واحدة من الروايات التي وصفت بأنها تمتاز بسرد شفاف وتلقائي، وقد فازت بجائزة ابن بطوطة لأدب اليوميات، وهي تحكي عن تجربة المؤلف الخاصة في الحياة، حيث خرج من تونس بحثاً عن عمل في الجزائر، في فترة اتسمت بالتململ والتشنجات الاجتماعية، التي ينتقدها الكاتب في هذه الرواية من خلال أسلوب بديع يسبر أغوار الذات، ويرصد التخيلات والكوابيس، كأننا أمام عالم ديستيوبي مملوء بالعنف والغرابة والأشباح والأخطار المختلفة.

القراء تناولوا الرواية، وفق منظور وذائقة كل واحد على حدة، أحدهم عبّر عن إعجابه بها بقوله: «الرياحي لم يكن كلاسيكياً، كان منكشفاً أمام قارئه، وأمسى عالمه موضوع استكشاف، وروايته هذه هي من نوع اليوميات الأقرب إلى السيرة أو المذكرات».

ويقتبس القارئ نفسه من الرواية ما يعتبره فضاء على موضوعها وفكرتها الرئيسية: «الفن العظيم ولد من مخاوف عظيمة، من وحدة عظيمة، من كبت وعدم استقرار وعوائق عظيمة أيضاً. ولكنه كان دوماً السبب في اتزان أصحابه».

قارئة وصفت هذا العمل بكونه الأكثر تميزاً في أعمال الرياحي وقالت: «عمل متميز للأديب كمال الرياحي نقرؤه أكثر من مرة لنكتشف الجديد كل مرة».

بينما يشير قارئ إلى الرواية بوصفها من أدب اليوميات، هذا النوع النادر في الساحة الثقافية العربية، ويقول: «لم يعرف العرب كثيراً ما يسمى بأدب اليوميات، إلا أن المؤلف برع فيه وكتب يومياته من ناحية الإحكام واللغة الرصينة، خاصة أنه كتب اللاوعي واستطاع بجرأة أن يجعلك تعيش تفاصيل حياته كما ينبغي».

من جانبها تصف قارئة الرواية بالجاذبة والسلسة في آن وتقول: يوميات متقنة الكتابة، سلسة، تبرز البؤس العربي بجرأة، وكشف متقن للحقائق، انطلاقاً من الحالة النفسية للكاتب.

«الكتابة من منظور الرّاوي» هو استهلال لأحد القراء الذين عبّروا عن جرأة الكاتب في اختيار موضوعاته من خلال يوميات اتسمت بالشفافية العالية، ولكنها من وجهة نظره شفافية مزعجة.

أحد القراء عبر عن انبهاره الكبير في الرواية بما حملته من مشهدية عالية ليست واقعية، بل مشهدية أخرى يتعانق فيها السوريالي والشعري والفلسفي والنفسي، هي مشهدية يصفها بقوله: تسهم في رسم الصورة الكابوسية التي تسم العالم اليوم، هذا العالم الذي أقل ما نصفه بال «الديستوبي».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"