عادي

«كلهم على حق».. مونولوج عبثي يتمرد على السرد

00:11 صباحا
قراءة دقيقتين
الشارقة: عثمان حسن
على شكل مونولوج طويل لا يخضع لقالب أدبي ثابت يكتب الإيطالي باولو سورنتينو رواية «كلهم على حق» التي يعتبرها البعض امتداداً للأدب العبثي، والرواية كما وصفت مقدمة بلغة جزلة وسلسة وممتعة، وفيها تقنيات سردية متقدمة وتتطرق إلى أكثر القضايا الفلسفية عمقاً، كما يسلط مؤلفها الضوء على المجتمع وانقساماته وإشكالاته بأسلوب بديع.
ترجم الرواية إلى العربية معاوية عبد الحميد، وصدرت عن منشورات المتوسط، وهي تحكي قصة توني، غريب الأطوار، الساذج على نحو مفرط، الذي يضطر للاختيار بين أن يــفــقــد نــفــسه، أو أن يتصالح مع الحياة، وصفت الرواية بأنها الأولى لواحد من أكثر العقول المبدعة تميزًا وإقناعًا في إيطاليا، لا سيما أنه مخرج متميز وكاتب سيناريو حاصل على الأوسكار والجولدن جلوب.
تعددت آراء القراء بشأن هذه الرواية، فــوصــفــت بالبديعة، التي نجح مــؤلفها بتقديمها بجرعة من التشويق والإيحاء، من خلال رواية كتبت بنكهة سردية جاذبة، خفيفة الظل، ومخالفة لكل التوقعات، كما أنها فتحت مخيلة القارئ نحو تأويلات كثيرة، ومن جهة أخرى، فقد رأى فيها البعض نوعاً من العبث المفرط الذي يحتمل.
أحد القراء يقول: «تتغلغل الدعابة والمأساة في ثنايا هذا الكتاب، وهي تشهد بالبراعة لكاتبها بما صاغه من إثارة تشويق ومفاجأة من خلال بطلها «توني» الشخصية الغريبة الأطوار بحق».
«أحب طريقة الحكي المتقطعة التي تشعرك بعفوية الكلام» وهذا رأي لقارئة وصفت الرواية بأنها عفوية تماماً وتتمتع بروح مرحة، وتقول: «واضح جداً، أننا أمام رواية مدهشة، القارئ هنا، يتعاطف مع بطلها توني ومع ما يصدر عنه من تصرفات وأقوال، كأنك تسترق السمع لما يتفوه به، أو يصدر عنه من أفعال، هذا رغم سذاجة الموضوعات والأفكار التي طرحها المؤلف التي لم تتجاوز من وجهة نظري سقف العبث». وحول ذات الفكرة التي تميل إلى وصفها بالعبثية يقول قارئ: «هي رواية جميلة، ولكنها تقدم صورة براجماتية عبثية صرفة من خلال الشتات الفكري الذي يقوم على الملذات المهلكة، لقد أجاد مؤلفها سورنتينو في كتابة تحليل نفسي لشخصية بطله «توني» كما نجح مترجم العمل في تقديم ترجمة فنية رائعة كما عهدناه في ترجماته السابقة».
من جهة أخرى، تقول قـــارئـــة: «لـــم يصلني ما يريده سورنتينو، ولم أحب هذه الرواية ولم أفهم ما يريده بطلها توني ربما أكون فهمته قليلًا لكن ليس حتى النهاية، وأنا أفضل سورنتينو المخرج وكاتب السيناريو».
وبين هــذيــن الرأيين يقدم قارئ رأياً وسطاً، حيث يقول: «رواية رائعة جداً في بــعـــض أجزائها، ومفككة في أجزاء قليلة أخرى، الحقيقة أنها نمط من الأعمال الغريبة والصادمة والـ«مجنونة».. هي أقرب إلى الهلوسة، بسرد طريف وساخط، يميل إلى البؤس الذي لا يحتمل».
ويتفق مع هذا الرأي قارئ آخر حيث يقول: «الرواية تقدم مشاهد حياتية، بعضها مبهر وبعضها اعتيادي».. ويتابع: «المختلف في الأمر، هو أسلوب المعالجة، حيث نجح مؤلفها في تقديم سرد ممتع مبهر، لقد استمتعت بهذه الرواية التي تتحدث عن سيرة مغني، وتضيء على تفاصيل حياته وحياة أسرته وأصدقائه، وكأنك أمام مشاهد سينمائية، تبرز فيها عبقرية هائلة في الوصف والتصوير».
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"