عادي
مثلها الأعلى زايد وأبواها ود. عبد الله عمران

حمدة تريم: عمل الخير نهج أصيل تربّينا عليه

02:00 صباحا
قراءة 3 دقائق
حمدة تريم
علاج فقراء القرية
الطاقم الطبي في لقطة تذكارية أمام المركز
الفصل الدراسي
الأيتام يعبرون عن سعادتهم

الشارقة: جيهان شعيب

منذ نعومة أظفارها والشابة المواطنة حمدة تريم البالغة 21 عاماً، وتدرس في كلية الأفق، تتشرب الخير من سيرة الأب المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي جعل الخير عنواناً لأرض إمارات الإنسانية والرحمة، فنمت على فكرة تقديمه، والسعي إلى مساعدة الفقراء والمحتاجين والمرضى، وداومت على البحث عمن هم في أمسّ الحاجة لمد يد العون لهم، ووجدت أن قرية مساكا في أوغندا تعد الأقفر، حيث يعاني أهلها نقص التعليم، والعلاج، والمأكل والمشرب، فسارعت بحفر بئر فيها باسم والدتها تقديراً لدورها في تربيتها، إضافة إلى فتح فصل دراسي باسم والدها اعترافاً بفضله، ولمساندته الدائمة لها، ومن ثم أنشأت مركزاً طبياً باسمها في قرية مساكا أيضاً.

غرس أصيل

وعن ذلك تقول: «حب الخير غرس أصيل في أبناء الإمارات، ونهج تربّينا عليه، وبالنسبة لي يعتبر عمل الخير هدفي الأساسي الذي أداوم على التفكير فيه، وأعمل على ترجمته إلى واقع من خلال مشاريع مختلفة، ومثلي الأعلى في ذلك الأب المؤسس الشيخ زايد، طيب الله ثراه، ووالدي ووالدتي، وكذا خالي الراحل الدكتور عبدالله عمران تريم رحمه الله الذي كان من رجالات الخير، فيما كان ولايزال والداي يحثّاننا منذ الصغر على مساعدة الناس قدر المستطاع، من هنا أحببت أن أقدم شيئاً لهما، تقديراً واعترافاً بدورهما في تربيتنا، وحتى يفتخر الوالد بأني ابنته، ويرفع رأسه دوماً بي، فكان أن فكرتُ في فتح فصل دراسي باسمه، وحفر بئر باسم والدتي، ومركز طبي باسمي، ولتوفير تكلفة المشاريع الخيرية، حرصت على توفير مصروفي الشهري، وراتبي من عملي في مجموعة «ابتكار الصناعية»، وبالفعل تمكنت من جمعها، وباشرت تنفيذها منذ عامين، وبلغت قيمتها حتى يومنا 737,000 ألف درهم، بما في ذلك قيمة الأرض التي أقيمت عليها، وكذا الأجهزة الطبية باستثناء التكاليف الشهرية الأخرى التي تشمل الرواتب والأدوية وطعام الأيتام».

التعليم هو الأهم

وتضيف: «اخترت أن يتضمن عملي الخيري، التعليم كونه الأهم في حياة البشر، وكذا العلاج لأنني وجدت أن هناك الكثير من الأسر الفقيرة في إفريقيا التي لا تستطيع علاج أطفالها المرضى، في حين اخترت إفريقيا تحديداً؛ كونها تعتبر من أفقر الدول في العالم، وأهلها بحاجة إلى أية مساعدة تقدم لهم، وفيها بدأت العمل الخيري، وعمري 19 عاماً، وبدأت ببناء مركز حمدة الطبي وعمري 20 عاماً، فيما استغرق تشييده عاماً، ويضم 8 غرف رئيسية. ويتكون طاقم العاملين فيه من طبيب أساسي، وخمسة أطباء متطوعين، وثلاث ممرضات أساسيات، وخمس متطوعات، وأربعة موظفين في المختبر، إضافة إلى عامل تنظيف وحارس أمن».

مركز دراسي

أما الفصل الدراسي فيضم 48 طالباً وطالبة، يقوم بتدريسهم 3 معلمين، فيما يقوم مركز حمدة الطبي منذ افتتاحه في نوفمبر من العام الماضي، بعلاج 7 آلاف حالة، منها 4 آلاف امرأة، وألفا طفل، وألف رجل، علاوة على استقباله 35 ولادة، ويراوح متوسط عدد المراجعين في اليوم الواحد ما بين 30 و35 منذ افتتاح المركز الطبي حتى اليوم، فيما سميت أول مولودة فيه باسم حمدة.

ولأجل مواصلة طريق الخير الذي لن أحيد عنه، أفكر مستقبلاً إن شاء الله، في أن تكون لديّ مؤسسة خيرية أديرها لعمل الخير بأنواعه.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"