الحوار المباشر أفضل

00:47 صباحا
قراءة دقيقتين

تجرفنا المظاهر أحياناً، وننساق خلف الأحكام المسبقة و«الجاهزة»، فيطلقها الناس عموماً على الشباب، ويصدقونها فقط لأنهم «جيل التكنولوجيا» و«جيل السوشيال ميديا» كما يسمونهم، يصدق الناس مثلاً أنهم جيل لا يقرأ، لا يحب الكتاب، متلهف على ملء الفراغ بفراغ أكبر، ومشغول بالسيلفي والنميمة والتيك توك، وأقصى حركة ممكن أن يقوم بها هي الانتقال من «تويتر» إلى «إنستجرام» والتجول بين الصفحات.. أما الحقيقة، فهي التي تقدم الوجه الآخر والواقعي للشباب، والذي يبين كل ما يملكونه من قدرات وطموحات وأحلام تستطيع مفاجأتنا في كل وقت.
من الحقائق الواقعية والمفاجئة، النتائج التي أظهرتها دراسة استطلاعية حديثة شملت 200 شاب إماراتي، من المنتسبين إلى مبادرات المؤسسة الاتحادية للشباب وبرامجها، أنهم يفضّلون التعلم من خلال الحوار المباشر على أي وسيلة أخرى، بما في ذلك وسائل التواصل الاجتماعي أو القراءة! هؤلاء الذين يقال بأنهم لا يسمعون لأحد، ولا يتعلمون من خبرات الكبار، وأنهم أبناء التكنولوجيا، يفضلون استقاء المعلومة والتأكد منها من خلال التحدث مع الآخرين من أفراد أُسَرهم أو المعارف الأكبر سناً أو حتى الموجِّهين. 
هذه النقطة تستوقفنا لأنها مهمة، ونحتاج إلى تعزيزها لتشمل كافة شبابنا، علماً أن أغلبية من شملتهم الدراسة تتراوح أعمارهم بين 15 و35 عاماً. 
مهم أن ندعم فكرة الحوار المباشر بين الشباب ومن هم أكبر سناً، سواء كانوا من الأهل أو الأقرباء أو المدرسين والمرشدين الاجتماعيين.. مهم أن يجدوا لدينا الصدر الرحب المستعد للاحتضان، والأذن التي تسمع وتصغي، والعقل الذي يحلل ويجيب، والصبر الذي يستوعب الجدل مهما كان ومن أي نوع وفي أي موضوع. ومهم أن يجدوا لدينا الإجابة الواضحة المجبولة بعرق السنين وامتداد الخبرات ورحلات الفشل والنجاح التي مررنا بها. 
السؤال الذي لا يقل أهمية عن نتائج الدراسة هو: «هل كل الآباء والأمهات والكبار من الأهل والمسؤولين الذين قد يلجأ إليهم الشاب لاستقاء المعلومة أو التأكد منها أو مناقشتها كي يرضي فضوله ويغذي عقله ومعرفته، على استعداد للحوار؟ هل يجيدون فن الإصغاء؟ هل يملكون الصبر الكافي لفتح الأبواب والأخذ والعطاء ومنح الشباب الفرصة للتحدث بكل ما لديهم من حماس وعنفوان وفضول ودهشة وتساؤلات تبدو بلا نهاية؟» 
الشباب يفضلون العمل الجماعي، والتواصل الحي مع المحيطين بهم، وهي ميزة إيجابية علينا أن نعمل على تعزيزها؛ كي نصل إلى استقطاب كل الشباب، فتكبر أعداد المفضلين للحوار الشخصي بين البشر على التواصل الاجتماعي والبحث الإلكتروني والعالم الافتراضي.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتبة وناقدة سينمائية. حاصلة على إجازة في الإعلام من كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية. ساهمت في إصدار ملحق "دنيا" لجريدة الاتحاد ومن ثم توليت مسؤولية إصدار ملحق "فضائيات وفنون" لصحيفة الخليج عام 2002 فضلا عن كتابتها النقدية الاجتماعية والثقافية والفنية. وشاركت كعضو لجنة تحكيم في مهرجان العين السينمائي في دورته الأولى عام ٢٠١٩

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"