عادي

8 عراقيل تحول دون تحقيق النجاح

22:06 مساء
قراءة 4 دقائق
1
1

هنالك عراقيل عدة تعترض الإنسان أثناء سعيه نحو تحقيق الأهداف تقوده للفشل، لهذا عمل الخبراء على تحديد تلك العوامل المؤدية إلى الفشل وكذلك طرق التغلب عليها لضمان النجاح. 

إن تحقيق الأهداف هو الغاية التي ينشدها كل إنسان ويسعى إليها، فما من شخص يحيا فوق كوكب الأرض إلا ويحمل بداخله آمالاً وأحلاماً، وأن دافعه للاستمرار في الحياة هو الأمل في رؤية هذه الأحلام تتحقق، لكن للأسف كثيراً ما ينتهي المطاف بهذه الأحلام محطمة على صخور الفشل، ولذلك كان السؤال دائم التكرار هو كيف يمكن للإنسان تحقيق الأهداف؟ 

ربما هذه ليست الصورة الصحيحة التي يجب أن يكون عليها السؤال، وربما الأفضل والأصح هو السؤال عن الأسباب التي تؤدي إلى الفشل، وذلك لاتقاء العوامل السلبية التي قد تعرقل مسيرة التقدم نحو تحقيق الأهداف، وهذه العوامل قد تم تحديدها من قبل المتخصصين في علم النفس والتنمية البشرية، وكذلك وضعوا قواعد التعامل معها والتغلب عليها. 

انعدام الرؤية: 

قد يبدو غريباً قولنا إن أغلب حالات الفشل في تحقيق الأهداف يكون سببها عدم تحديد الأهداف، فهناك من تكون رؤيتهم متسمة بالضبابية والتشويش، ولا يعرفون حقاً ما هم يسعون إليه وما يبغون تحقيقه، والفشل بالنسبة لهؤلاء هو النتيجة الحتمية والمنطقية في ذات الوقت، فبداية تحقيق الأهداف يعتمد بشكل أساسي على تحديد الهدف، كبداية للبحث عن الطريق الذي سيسلكه الإنسان للوصول إليه، وتحديد الأهداف يعني تسميتها بأسماء واضحة وعدم تركها على إطلاقها.

إعداد النفس:

قبل أن يشرع المرء في العمل على تحقيق الأهداف المرجوة، عليه أولاً التأكد من أنه يمتلك من القدرات ما يؤهله للقيام بذلك، فكل شيء في الحياة يتم وفقاً لقواعد ضابطة وقوانين حاكمة، وأنه لا يمكن تمني نيل بطولة برياضة ما قبل الحصول على التدريبات المؤهلة لذلك، ومن ثم تعد الخطوة الثانية بعد تحديد الأهداف المراد تحقيقها، هي التوقف وسؤال النفس عن مدى قدرتها على تحقيق ذلك، ذلك السؤال سيفتح مدارك الإنسان على نقاط قوته وكذلك مواطن ضعفه.

الاستماع للمحبطين: 

 من أخطر العراقيل التي توجه الإنسان أثناء سعيه نحو تحقيق الأهداف، هو الآراء الهدامة وتحطيم عزيمته من قبل الأشخاص المحيطين به، حين يُسمعون المرء عبارات هدامة على شاكلة أن أحلامه مجرد شطحات، أو أنه لا يملك الأدوات التي تكفل له تحقيق ما يطمح إليه، والإصغاء لمثل هؤلاء الناس وتلك الأقوال من أخطر الأمور، ولهذا ينصح خبراء التنمية البشرية بعدم فتح منافذ عقولنا لمثل هذا الحديث الهدام، وعدم تصديقه أو التسليم به مهما كان قائله من المقربين.

عدم الثقة بالنفس: 

الثقة بالنفس هي الأساس الذي يقام عليه النجاح، ومن ثم فإنها الخطوة الأولى نحو تحقيق الأهداف المرغوبة أياً كانت، فبدون هذه الثقة لن يحقق الإنسان في حياته سوى الفشل مع كل محاولة، ومن ثم لا يكفي الإنسان اكتشاف القدرات الكامنة به أو المواهب التي يتمتع بها، إنما لا يستقيم الأمر إلا بإيمانه بهذه القدرات والمواهب والعمل على تحويل هذه الأفكار إلى أفعال أي نقلها من عالم الخيال إلى أرض الواقع. 

إهمال الخطة: 

تحقيق الأهداف والوصول إلى النجاح لا يمكن أن يتم تأسيساً على الفوضى والعشوائية، فإذا كان الإنسان بصدد تدشين مشروعه التجاري الخاص، فأول ما يقوم به هو عمل دراسة الجدوى اللازمة لهذا المشروع، ليحدد الخطوات التي سيتخذها نحو تحقيق الأهداف المرجوة من مشروعه هذا، وهكذا هو الأمر بالنسبة لكافة الأهداف التي يضعها الإنسان لنفسه، فلابد من وضع الخطة الكاملة التي ستمكّنه من الوصول إليها، وينصح هنا خبراء التنمية البشرية وعلم النفس بضرورة تدوين هذه الأفكار كتابياً، وذلك كي ترسخ بالعقل وفي ذات الوقت تجنب الوقوع في شِرك النسيان. 

انعدام الخبرة: 

إن ماضينا هو ما يدفعنا إلى التقدم نحو المستقبل، ولذلك الخبرة المحدودة أو انعدامها من العوامل الأساسية المؤدية إلى الفشل؛ حيث إن تحقيق الأهداف المرجوة في المستقبل لا يكون إلا استناداً على خبرات الماضي، ومن ثم فإن الهدف الذي سيتم تحديده لابد أن يكون متسقاً مع ما يملكه المرء من خبرات، أو أن يعمل على تنمية خبراته في المجال المُقدم عليه، ويمكن صقل المواهب وتنمية الخبرات من خلال الدراسة أو الحصول على دورات تدريبية، ويظل النزول إلى سوق العمل وخوض التجربة فعلياً خير وسيلة للحصول على الخبرات. 

المكابرة: 

قد يكون الإنسان هو الخطر الأكبر على نفسه، وقد تكون سماته وخصاله هي أكبر المعوقات في طريقه نحو تحقيق الأهداف، فعلى الإنسان الراغب في النجاح أن يكون مرناً، وقادراً على التكيف مع واقعه وما يمكن أن يطرأ عليه من متغيرات، والأهم أن يتسم بالشجاعة الكافية للاعتراف باقتراف الأخطاء، ولذلك لابد للراغب في تحقيق النجاح التخلص من مكابرته أولاً، وأن عليه تعديل خططه إذا اكتشف قصورها وتطويعها وفقاً للواقع المحيط به، ليتمكّن بذلك من التعلم من الخطأ والتحايل على أي عقبات تواجهه، وذلك لا يتعارض مع الثقة بالنفس؛ بل إنه في الحقيقة جزء منها.

التفكير السلبي: 

هذا العامل المؤدي إلى الفشل في تحقيق الأهداف يمكن وصفه بالعامل الكارثي؛ حيث إذا توفر هذا العامل فهو يعني أن الإنسان قد صار العقبة الأولى في طريق نفسه، والنصيحة الدائمة والأساسية لخبراء التنمية البشرية هي ضرورة إيقاف التفكير السلبي، فإن ترديد الإنسان في نفسه عبارات على شاكلة «لن استطيع، الأمور معقدة»، هذه العبارة مع تكرارها تتحول إلى قناعة راسخة في نفس الإنسان، ويصبح تفكير الإنسان نابع من هذه الأفكار المُحبِطة ومتأسساً عليها، وينصح علماء النفس هنا بجعل الحديث الداخلي إيجابياً دائماً، وهذا كفيل بتفتيح المدارك ودفع الأفكار الخلاقة للتدفق إلى ذهن الإنسان.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"