عادي

فوائد العمل عن بعد

17:15 مساء
قراءة 4 دقائق
إعداد: أحمد البشير

هل تعلم أنّ العمل عن بعد يساهم في تخفيض انبعاثات الغازات الدفيئة، واستهلاك الوقود الأحفوري، وتلوث الهواء، والنفايات الورقية والبلاستيكية؟

إن التنقل اليومي إلى مقار العمل يساهم بنسبة كبيرة في تلويث البيئة، وأحد الحلول لذلك هو العمل من المنزل، لأنّ الموظفين لن يكونوا مضطرين للقيادة إلى مقار عملهم، وسيستهلكون طاقة أقل، ولن يستهلكوا وجبات مُعلّبة.

وسنلقي الضوء في هذا المقال على فوائد التوظيف عن بعد على البيئة، وكيف يمكن أن يجعل حياتنا وحياة من يعيشون حولنا أفضل.

  1. استخدام وقود أقل

إن الموظفين عن بعد ليسوا مضطرين للذهاب إلى مقار العمل كل يوم، فيمكنهم أن يعملوا من منازلهم، لذلك لن يقودوا سياراتهم ويحرقوا الوقود يومياً، وهذا سيؤدي إلى تقليل انبعاثات الكربون.

إن الكثير من الوظائف يمكن إنجازها عن بعد، كما أنّ الكثير من الموظفين يحبون أن يعملوا من منازلهم، لذلك فإن خيار التوظيف عن بعد هو خيار عملي ومناسب لمعظم الشركات، ففوائده ليست اقتصادية وحسب، بل بيئية كذلك.

ووفقاً لوكالة حماية البيئة الأمريكية، تطلق السيارة الواحدة في المتوسط حوالي 4.7 طن من ثاني أكسيد الكربون كل عام (على افتراض أنّ كل سيارة تقطع 11400 ميل في المتوسط سنوياً). وإذا افترضنا أنّ الموظف العادي يتنقل لمسافة 30 ميلاً يومياً إلى مقر العمل (ما يوافق 7839 ميلاً سنوياً)، فيمكن لكل موظف عن بُعد أن يقلل انبعاثات الكربون المرتبطة بالتنقل بنسبة 69% تقريباً، أو ما يعادل 3.2 طن من ثاني أكسيد الكربون كل عام.

إنّ عدم القيادة إلى مقر العمل يمكن أن يخفف بلا شك من انبعاثات الكربون. وفي الولايات المتحدة مثلًا، فإنّ الموظفين عن بعد يخفضون انبعاثات الغازات الدفيئة بحوالي 3.6 مليون طن سنوياً. وهو ما يكافئ غرس 91 مليون شجرة وفقاً لبيانات تحليلات مكان العمل العالمية.

  1. التخفيف من تلوث الهواء

بالإضافة إلى انبعاثات الكربون، تنتج السيارات أكسيد النيتروس والجسيمات المعلقة، والمركبات العضوية المتطايرة، وكلها ملوثات لها آثار سلبية في البيئة، وفي صحة الإنسان. وعلى سبيل المثال، يمكن أن يسبب التعرض لثاني أكسيد النيتروجين مشاكل في الجهاز التنفسي، مثل الربو أو الالتهابات. وعندما تتفاعل أكاسيد النيتروجين الأخرى مع المركبات العضوية المتطايرة، أو الأمونيا، أو المركبات الأخرى، فإنها تؤدي إلى تغيير تركيز الأوزون، وحموضة التربة والمياه، كما تؤثر سلباً في تنوع النظام البيئي.

  1. توفير الطاقة

الموظفون يستهلكون الطاقة سواء كانوا يعملون من المنزل، أو من المكتب. بيْد أنّ هناك فرقاً، فالموظفون يكونون أكثر اقتصاداً للطاقة عندما يعملون من منازلهم، مقارنة بالعمل من مقر الشركة لأنهم سيدفعون فاتورة الطاقة.

وكشفت دراسة سابقة أجرتها شركة «صن مايكروسيتيمز» الشهيرة، أنّ استخدام الطاقة في المنزل أقل بحوالي النصف من استخدام الطاقة في المكتب. وذكرت الشركة أنّ كل موظف عن بعد يخفض استهلاك الطاقة بما لا يقل عن 5400 كيلو واط في الساعة سنوياً. كما تفيد جمعية الإلكترونيات الاستهلاكية أنّ العمل عن بُعد هو أحد الحلول الممكنة لمعضلة تغير المناخ، لأنّ استخدام الأجهزة الإلكترونية للعمل عن بعد يمكن أن يوفر من 9 إلى 14 مليار كيلو واط في الساعة من الطاقة كل عام. وهو ما يكفي لتزويد 90 ألف منزل بحاجياتها من الطاقة الكهربائية.

الصورة
  1. تقليل استخدام الورق

يستخدم الموظفون عن بُعد البريد الإلكتروني، والبرامج، والتطبيقات السحابية لإرسال الرسائل، وتدوين الملاحظات، وإنشاء المستندات، وإرسال الملفات. وهذا يؤدي إلى تقليل الحاجة إلى الورق. وبحسب بعض الإحصاءات، يستهلك الموظف العامل من المكتب حوالي 10 آلاف ورقة سنوياً، وهو عدد كبير جداً. كما تقدر نفس الإحصاءات أنّ الوظائف الرقمية يمكن أن تقتصد على حوالي 247 تريليون ورقة.

ومن الشائع أن ترى في مكاتب العمل بعض الموظفين يطبعون مئات الصفحات من جانب واحد. أما في المنزل، يفكر معظم الناس مرتين قبل فعل أمر كهذا وإهدار الموارد. وعبر تقليلهم لاستخدام الورق، سيحتاج الموظفون عن بعد والشركات التي توظفهم إلى مساحة تخزين أصغر، مما يوفر الكثير من تكاليف صيانة مباني المكاتب أو التخزين. ونتيجة لذلك، يتم إنفاق طاقة أقل على التدفئة والتبريد، وعلى معدات الصيانة من الحرائق، وهذا كله سيوفر على الشركة الكثير من الأموال.

  1. خفض استخدام المواد البلاستيكية

في كل عام، يتم إنتاج 260 مليون طن من النفايات البلاستيكية حول العالم، وهذا أمر غير مستغرب بالنظر إلى عدد الأشخاص الذين يشترون القهوة، والوجبات الغذائية يومياً خلال أيام العمل. وتساهم كؤوس القهوة، وزجاجات المشروبات، والأواني ذات الاستخدام الواحد، وتغليف المواد الغذائية، والأكياس البلاستيكية التي يستهلكها الموظفون في زيادة كمية النفايات البلاستيكية.

وعلى الرغم من أنّ الموظفين عن بعد يمكنهم بالتأكيد الذهاب إلى المقاهي والمطاعم المحلية، إلا أنّ معظمهم يبقون في منازلهم. لذلك فهم يتناولون وجباتهم في المنزل، ولا يحتاجون إلى تعبئتها في أكياس وآوان بلاستيكية. إذ تشير الإحصاءات إلى أنّ 3% فقط من الموظفين عن بعد يطلبون الوجبات من الخارج.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/42c87aw4

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"