عادي
تقدم تنازلات كبيرة للحد من الضغوط على متجرها

«أبل» تسمح لمطوري التطبيقات وسائل دفع من خارج «آب ستور»

17:59 مساء
قراءة 3 دقائق
Video Url

ستسمح «أبل» لمطوري التطبيقات المحمولة، بأن يعرضوا على زبائنهم وسائل دفع من خارج متجرها «آب ستور»، في تغيّـر جذري اعتمدته شركة التكنولوجيا الأمريكية العملاقة التي تواجه ضغوطاً متزايدة من السلطات وشركات متعددة على خلفية مقاربتها للمنافسة.
وأعلنت المجموعة التي تتخذ من كاليفورنيا مقراً لها في بيان سلسلة تعديلات للقواعد المعتمدة في متجرها الأساسي للتطبيقات.
ولا يزال ينبغي أن توافق محكمة على هذه التغييرات بغية إنهاء ملاحقات أطلقتها شركات صغيرة مطورة للتطبيقات ضد عملاق التكنولوجيا.
وأوضحت «أبل»، أن هذا الاتفاق يتيح للمطورين تقديم عروض للمستخدمين من خارج تطبيقاتهم على نظام «آي أو اس»، وهو نظام التشغيل المعتمد من «أبل».
وبموجب هذه الإجراءات الجديدة، يمكن للتطبيقات أن توجّه رسالة إلكترونية للمستخدمين لإعلامهم مثلاً بأن في وسعهم الحصول على اشتراك عبر موقعها الإلكتروني. وفي هذه الحالة لا يدفع المُعد رسوماً إلى «أبل».
وكانت خدمات بث تدفقي مثل «سبوتيفاي» و«نتفليكس» تتفادى تسديد رسوم إلى «أبل» مع الإحجام عن إتاحة الاشتراك عبر التطبيق. لكن كان يتعذر عليها توجيه المستخدمين إلى موقعها الإلكتروني.
وكانت رسالة تظهر على تطبيق «سبوتيفاي» إلى جانب العروض المدفوعة الأجر مفادها «لا يمكنكم الاشتراك في خدمة بريميوم عبر التطبيق. ولا يخفى علينا أن الوضع ليس مثالياً».
ولم يكن المستخدمون يتوانون عن قصد المنصات الإلكترونية للاشتراك في خدمات رائجة مثل «سبوتيفاي» و«نتفليكس»، لكن الحال لم تكن كذلك بالضرورة بالنسبة إلى تطبيقات أضيق نطاقاً.
وينص الاتفاق أيضاً على إعطاء هامش أوسع للمطورين لتحديد أسعار برمجياتهم واشتراكاتهم والمشتريات في سياق تطبيقاتهم.
وتنوي «أبل» إنشاء صندوق لمساعدة صغار منتجي التطبيقات الأمريكيين الذين يجنون أقل من مليون دولار في السنة لكل تطبيقاتها في الولايات المتحدة.
«بازار كبير»
وتأمل المجموعة المصنعة لهواتف «آي فون»، الحد من الضغوط التي تواجهها على أصعدة عدة من خلال هذه التنازلات.
وتنتظر «أبل» الحكم المزمع صدوره قريباً في الدعوى التي رفعتها ضدها مجموعة «إيبيك غيمز».
فالمجموعة المطورة للعبة «فورتنايت» وغيرها من المطورين الكبار والصغار، تتهم «أبل»، باستغلال هيمنتها على السوق لاقتطاع إتاوات مرتفعة جداً من مدفوعات المستخدمين وبإلزامها بمتجر «آب ستور» كوسيط أوحد للتوجّه إلى المستخدمين.
ولطالما تذرعت «أبل» بدواع أمنية وواجب حماية خصوصية البيانات لتبرير ممارساتها.
وقال مدير المجموعة تيم كوك أمام المحكمة في مايو: إن متجر «آب ستور» سيصبح «بازارا كبيراً» في حال اعتمد «(آي أو اس) نظاماً أكثر انفتاحاً».
ومتجر «آب ستور» هو المحل الوحيد الذي يمكن فيه لمستخدمي أجهزة «أبل» تحميل تطبيقات أطراف ثالثة.
وبما أن «آي أو اس» هو ثاني أكبر نظام تشغيل للأجهزة المحمولة في العالم بعد «أندرويد» من «جوجل»، يمثّل مستخدموه سوقاً مربحة. وهم أنفقوا 643 مليار دولار على تطبيقات سنة 2020، بحسب «أبل».
العمولات
وكانت المجموعة الأمريكية، قدمت في السابق تنازلات على العمولات التي توازي 30% من المبيعات في «آب ستور» ومشتريات السلع والخدمات الرقمية ضمن التطبيقات، وهي نسبة معيارية سائدة في القطاع.
ومنذ الأول من يناير 2021، باتت «أبل» تقتطع 15% من الوافدين الجدد إلى المتجر والمطورين الذين لم تتخط عائداتهم مليون دولار (بعد احتساب العمولات) العام الماضي.
لكن قد لا تكون كل هذه اللفتات الكريمة كافية لخطب ود منتقدي المجموعة الأمريكية التي تتخذ من كوبرتينو مقراً لها.
وغرّد ريتش غرينفليد المحلل لدى «لايتشيد»، أنه «من المستبعد أن يرضي الاتفاق (المقدم الخميس) المطورين».
وأردف بينيديكت إيفنز المحلل المستقل المتخصص في شؤون سيليكون فالي: «لا مجال لذلك بتاتاً». أما السلطات، فيبدو أنها غير مستعدة لتغيير موقفها.
وكانت المفوضية الأوروبية التي رفعت إليها «سبوتيفاي»، شكوى في هذا الصدد قد اعتبرت في إبريل/نيسان، أن «أبل» أخلّت فعلاً بمبادئ المنافسة للإطاحة بمنافسيها.
وفي أغسطس/آب، عرض مشرّعون أمريكيون قانوناً لإلزام الشركتين المهيمنتين على القطاع «جوجل» و«أبل» مزيداً من الانفتاح.
(أ ف ب)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"