شهادة البراءة وعـودة البهجـة

00:03 صباحا
قراءة دقيقتين

أمس الأول كان مبهجاً؛ بل شعر كل منا وكأنه احتفال يعيد للإنسان جزءاً مهماً من طبيعة الحياة التي نشأ عليها. لم يكن اليوم الأول للعودة إلى المدارس تقليدياً، لم يتشارك أولياء الأمور وأبناؤهم الفرحة ببدء عام دراسي جديد فقط؛ بل الفرحة الكبرى كانت بالخروج من المنزل والذهاب إلى لقاء المدرسين والزملاء والتحرر من قيود التواصل عن بعد وبرودة «الأونلاين»، الذي لن يحل محل التفاعل المباشر وحرارة الوجود في مكان واحد ووجهاً لوجه بين البشر. 
لا شك في أن الإقبال على مراكز اختبار «بي سي آر» استعداداً لليوم المنشود، يعكس استجابة الطلاب وأهاليهم والتزامهم بالإجراءات الجديدة، فسارعوا إلى المراكز للحصول على «شهادة براءة» من كوفيد19، والتي لا يجوز أن يجريها المرء قبل أسبوع من موعد العودة إلى المدرسة، تماماً كإجراءات السفر، ولا شك في أن العودة التدريجية للمدارس على دفعتين، جاءت إيجابية وأسهمت في الحد من كثافة الضغط على المراكز المخصصة لإجراء «بي سي آر».
من المهم إيجاد حلول عملية لتسهيل إجراء الطلبة الاختبار بشكل دوري، كما هو مطلوب وفق الإجراءات الاحترازية الجديدة، فأولياء الأمور لا يتوانون عن الالتزام بتطبيق كل التدابير والقوانين، ولكنهم يتمنون في المقابل الحصول على تسهيلات تيسر عليهم وعلى أبنائهم تلك الإجراءات، لاسيما أنها ستتكرر كثيراً خلال العام الدراسي الحالي، ولن يستنجدوا بالتعليم عن بُعد هرباً منها؛ لأنهم يدركون أهمية التواصل المباشر بين الطالب والمدرّس والزملاء، وأهمية الحضور اليومي إلى المدرسة الذي يساعد كثيراً في تعليم الأبناء الانضباط والالتزام والمواجهة والتعامل مع الآخرين، والتحاور وتقديم الأفكار وإثبات الذات والابتكار والعمل الجماعي.
مبهج أن تعود الحركة إلى المدارس، وأن تستعيد المدارس حيويتها، وأن تزدحم الشوارع باللون الأصفر، والحافلات تنقل الأطفال وتحمل معها حكايات اليوميات التي تترسخ في أذهان الأولاد والبنات وترافقهم مدى العمر. 
ليتنا نصحو غداً على عالم بلا كورونا، نعلم أنها مجرد أمنية تضاف إلى أمنياتنا لكل الطلاب، وخصوصاً للصغار الذين يخوضون تجربة «سنة أولى مدرسة»، بأن تتكلل بالنجاح والصحة، بلا تعقيدات ولا عراقيل ولا حاجة إلى التباعد أكثر أو الدراسة أونلاين بشكل دائم. تيسير الأمور يساعد على اكتمال البهجة واستعادة الحيوية وفرحة العودة بكل تفاؤل.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتبة وناقدة سينمائية. حاصلة على إجازة في الإعلام من كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية. ساهمت في إصدار ملحق "دنيا" لجريدة الاتحاد ومن ثم توليت مسؤولية إصدار ملحق "فضائيات وفنون" لصحيفة الخليج عام 2002 فضلا عن كتابتها النقدية الاجتماعية والثقافية والفنية. وشاركت كعضو لجنة تحكيم في مهرجان العين السينمائي في دورته الأولى عام ٢٠١٩

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"