صالون زهرة

00:12 صباحا
قراءة دقيقتين

حاول أن تسأل أي مشاهد عربي عن اسم مصمم ديكور أو أزياء لأي عمل سينمائي أو تلفزيوني، لن يعطيك اسماً وسيكتفي بذكر أسماء الأبطال وبأقصى حد يعرف اسمي المؤلف والمخرج؛ حتى الأعمال التي يعتبر الشكل والديكور والملابس مؤثرة ولافتة ومن عناصر النجاح فيها، تسقط عنها الأسماء ويضيع حق هؤلاء الفنانين المبتكرين.
في «صالون زهرة»، المسلسل الجديد الذي تعرضه منصة «شاهد»، يعتبر جمال الصورة بما فيها من ألوان وملابس وشعر وماكياج وكافة الاكسسوارات وصولاً إلى شكل الحي والبيوت، عنصراً مهماً من عناصر نجاح هذا العمل، لا بد من الإشادة به تماماً كإشادتنا بالمخرج جو بوعيد والمؤلفة نادين جابر وبفريق الممثلين الذين يتألقون جميعاً ويتناغمون في الأداء.
مسلسل مختلف، كوميديا سوداء، مبهج، خفيف كالنسمة الدرامية الحاضرة لإنعاش الجمهور في هذا الزمن الصعب، لكنه أعمق من أن تطفو قصصه على سطح القضايا الاجتماعية الإنسانية، يغوص حتى يصل إلى حيث الندوب والجراح العائلية وأحياناً الأنثوية ليقدمها بقالب فني جميل وواقعي.
يشبه أيام الزمن الجميل، تشم فيه روائح أفلام زمان والحارة المصرية وأهلها، فيه شيء من أفلام عبد الحليم وسعاد حسني وهند رستم.. من بداية «التتر» الذي يعتمد على الرسم والصور والأغنية الظريفة، إلى الحي البسيط المتواضع والشخصيات التي تجسد مجموعة قضايا حساسة ومهمة بجانب الرومانسية المحببة.
نادين نسيب نجيم مختلفة بشخصية زهرة، أكثر عفوية وتلقائية من أي دور جسدته على الشاشة حتى الآن، أداء مميز، يليق بها الانتقال إلى الشخصية الكوميدية القوية، والكوميديا في «صالون زهرة» ليست محصورة بشخصية ولا بتهريج وضحك متواصل، بل هي خفة ظل في الكتابة والحوار، فرضت كوميديا الموقف.
مسلسل ظاهرُه مشرق وباطنُه موجع، زهرة الحيوية القوية صاحبة الصالون النسائي التي تواجه كل المشاكل بجرأة ولا ترضخ لتهديد، تقابلها شقيقتها الضعيفة الشخصية المغلوب على أمرها الخائفة من زوجها لأنه يضربها ويعنّف بناتها الصغيرات. وبجانب زهرة 3 نساء لكل منهن حكاية وخلف أبوابهن هموم.
معتصم النهار، طوني عيسى، فادي أبي سمرا، جنيد زين الدين، نهلة داوود، كارول عبود، زينة مكي، لين غرة، رشا بلال، أنجو ريحان، حسين مقدّم، علي سكر، ومن الكبار نقولا دانيال، عمر ميقاتي، نوال كامل، مجدي مشموشي، ناظم عيسى، سمارة نهرا، جورج دياب، هشام أبو سليمان، وغيرهم.. كلهم أبطال وكلهم يتألقون في هذا العمل القصير والناجح، والذي لم يكن ليشكل عبئاً على الجمهور لو أنه استمر لأكثر من 15 حلقة.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتبة وناقدة سينمائية. حاصلة على إجازة في الإعلام من كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية. ساهمت في إصدار ملحق "دنيا" لجريدة الاتحاد ومن ثم توليت مسؤولية إصدار ملحق "فضائيات وفنون" لصحيفة الخليج عام 2002 فضلا عن كتابتها النقدية الاجتماعية والثقافية والفنية. وشاركت كعضو لجنة تحكيم في مهرجان العين السينمائي في دورته الأولى عام ٢٠١٩

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"