رهان الإمارات

00:19 صباحا
قراءة دقيقتين

من أين تولد ثقة المرء بوطنه وكيف تكبر وتترسخ؟ أولاً من حب الدولة وقادتها لأهل هذا الوطن والبحث باستمرار عن تأمين أفضل سبل العيش والسعي نحو التطوير والإصلاح والمصارحة والتنمية الاقتصادية والتفاعل مع الناس وهمومهم.. كثيرة هي الأبواب التي تستطيع فتحها كل دولة من أجل الوصول إلى تحقيق السعادة الحقيقية لمواطنيها وللساكنين على أرضها إذا شاءت ذلك، والإمارات لم تشأ يوماً سوى الارتقاء باسمها وشعبها وجعل الإنسان في مقدمة اهتماماتها، وبينها وبين كل ساكني أرضها عهد على المحبة والوفاء ووعد بالالتزام بكل المبادئ والقيم.
هكذا تولد الثقة بين المواطن ودولته، والإمارات التي عاهدت شعبها طوال السنوات الماضية وأوفت بل أكثر، تطلق اليوم وثيقة «مبادئ الخمسين» لترسم المسار الاستراتيجي للدولة خلال دورتها الجديدة في مختلف المجالات، الاقتصادية والسياسية والتنموية والداخلية وهي تبقي الإنسان والإنسانية أمامها في كل قرار وخطوة.
نهج جديد، بل هو نهج يتجدد لأن الإمارات في «مبادئ الخمسين» تكمل الخط الذي انطلقت منه يوم تأسيسها وترسم طريقها لتستمر في الصعود والتطور وتحقيق القفزات التي أبهرت العالم في السنوات الأخيرة وستبهره بما هو آت. لم تترك مجالاً إلا وشملته في قائمة المبادئ التي تتماشى مع رؤية الدولة المستقبلية وتطلعاتها لدورها في الداخل والخارج، في المنطقة وفي العالم. 
كيفما التفت تجد باباً جديداً تطل من خلاله على هذا المستقبل المشرق، نهضة شاملة في الاقتصاد والمشاريع التجارية والصناعية ودعماً لمشاريع الشباب واستقطاب العقول والمواهب حيث ينص أحد بنود مبادئ الخمسين: «التفوق الرقمي والتقني والعلمي لدولة الإمارات سيرسم حدودها التنموية والاقتصادية، وترسيخها كعاصمة للمواهب والشركات والاستثمارات في هذه المجالات وسيجعلها العاصمة القادمة للمستقبل»، أمل يتجسد أمام عيون كل الشباب والمبتكرين والطامحين الساعين نحو تحقيق أحلامهم في دولة تضمن لهم الاستقرار والأمان، وهي كما تضمن لأبنائها من المواطنين توفير كل التسهيلات والثقة بقدراتهم ودعمهم باستمرار، تيسر على الوافدين شروط الإقامة فيها ما بين إقامة ذهبية وإقامة خضراء وإقامة حرّة. 
رهان الإمارات اليوم كبير، تستقطب المواهب وأصحاب الخبرات ولا تتخلى عن شبابها بل تحرص على رعايتهم وتنمية مهاراتهم في مختلف المجالات؛ وحين نتكلم عن الشباب والمهارات لا بد أن يكون الرهان أيضاً على التعليم وإيجاد الطرق الصحيحة لتطويره بما يتلاءم مع إمارات الخمسين وعزيمة الدولة على تحقيق نهضة جديدة لا مكان فيها للفشل. مهم جداً التركيز على نهضة تعليمية تربوية تحقق تميزاً وتلغي عيوباً تعرقل أو تحول دون تحقيق التعليم قفزات بالمستوى الذي يليق بهذه الدولة.
 من القيم التي لا تحيد عنها دولة الإمارات، ترسيخ «الأخوّة الإنسانية»، والمساعدات الإنسانية الخارجية والتي تعد جزءاً لا يتجزأ من مسيرتها والتزاماتها الأخلاقية «تجاه الشعوب الأقل حظاً»، وما أجمل هذا التعبير الذي ورد في قائمة المبادئ الخمسين، والذي يدل على سمو المشاعر ونبل الأخلاق.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتبة وناقدة سينمائية. حاصلة على إجازة في الإعلام من كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية. ساهمت في إصدار ملحق "دنيا" لجريدة الاتحاد ومن ثم توليت مسؤولية إصدار ملحق "فضائيات وفنون" لصحيفة الخليج عام 2002 فضلا عن كتابتها النقدية الاجتماعية والثقافية والفنية. وشاركت كعضو لجنة تحكيم في مهرجان العين السينمائي في دورته الأولى عام ٢٠١٩

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"