عادي

أدوات «العمل عن بعد» تفاقم الهوة الرقمية بين الأغنياء والفقراء

19:26 مساء
قراءة 3 دقائق

من خوذات للواقع الافتراضي وأنظمة صوتية متكاملة وكاميرات ذكية، يقدم عمالقة التكنولوجيا مزيداً من المنتجات العالية المستوى للمواءمة بين العمل من المنزل وفي المكتب، غير أن هذه الخدمات الجديدة قد تفاقم أكثر الهوة الرقمية بين الأغنياء والفقراء.

في أواخر أغسطس/آب، أطلقت «فيسبوك» منصة «هورايزن ووركرومز» التي تحدث قاعة اجتماع على الإنترنت ينضم إليها المشاركون على شكل شخصيات افتراضية، مع استخدام خوذات «أوكولوس» التي تكلف القطعة الواحدة منها 300 دولار.

أما «جوجل» فقد طرحت من جهتها «سيريز وان»، وهي رزم أدوات متطورة جداً لتنظيم اجتماعات تتيح التوفيق بين لقاءات حضورية (بحضور عدة أشخاص فعلياً في القاعة)، وأخرى عن بعد. وقد يصل سعر الرزم الأكثر تطوراً إلى 7 آلاف دولار، وهي تشمل أنظمة صوتية وكاميرات ذكية أو اتجاهية.

وبغض النظر عن انتشار الوباء في العالم، باتت المرونة هي الهدف المنشود في العمل، وتحتدم المنافسة في أوساط عمالقة التكنولوجيا لتطبيق هذا المفهوم على أرض الواقع قدر المستطاع.

وترى ريانون باين المتخصصة في أساليب العمل عن بعد والتي لها منشورات في هذا الصدد، أن الواقع الافتراضي سينصهر في نظام العمل، كما كانت الحال سابقاً مع الحاسوب المحمول أو الهاتف الخلوي.

وتسعى شركات التجهيزات المعلوماتية بواسطة هذه المنتجات الجديدة، إلى «استنباط سبل تيسر العمل عن بعد وتحسين التواصل مع الزملاء»، بحسب باين.

ولا شك في أن الحواسيب المحمولة والهواتف الخلوية أثرت في مقاربتنا لمفهوم العمل، لكن نهج العمل الجديد يتطلب التحكم في أدوات حديثة واعتماد نسق هجين.

وقد أضاف بعض أصحاب العمل الإلمام ببرمجيات العروض الافتراضية أو إدارة العروض عن بعد، كأحد الشروط للانتساب إلى شركاتهم.

وقالت مونيكا ساندرز الأستاذة المحاضرة في جامعة جورجتاون، إنه «أمر يبدو عملياً وغير مؤذٍ للوهلة الأولى، لكنه قد يفاقم انعدام المساواة إذا لم نتنبه إليه».

فبالنسبة إلى كثيرين، «يبقى العمل من المنزل ترفاً ليس بمقدورهم»، على حد قول ميشيل بوريس الباحثة في مركز الفكر «ذي سنتشري فاوندايشن».

وقدرت منظمة «برود باند ناو» التي تنشط من أجل توسيع النفاذ إلى الإنترنت، عدد الأمريكيين الذين لا يتمتعون بشبكة عالية السرعة بنحو 42 مليوناً؛ أي 13% من إجمالي السكان، وفق دراسة نشرت في مايو/أيار.

وفي بعض المناطق الأكثر حرماناً، قد تكون هذه النسبة أعلى بكثير وهي تشمل مثلاً، ربع السكان في لويزيانا، ونحو 40% منهم في ميسيسيبي.

وإضافة إلى شبكة الإنترنت، يشكل اقتناء تجهيزات معلوماتية عائقاً آخر. قبل 18 شهراً، انتقلت باتريسيا ماكجي من عملها في مركز لوجستي تابع ل«أمازون» إلى منصب تتولى فيه التعامل مع الزبائن عن بعد في ظل انتشار وباء كوفيد 19.

واضطرت الأم لأربعة أطفال البالغة 39 عاماً، إلى إنفاق نحو ألفي دولار لاقتناء حاسوب شخصي، فضلاً عن مدفوعات خاصة ببرمجيات التشغيل والربط بالإنترنت.

وهي تقول: «ليس بمقدور الجميع تكبد هذه التكاليف. فيحرم البعض من وظائف معينة لأنهم لا يمتلكون الموارد المالية أو المهارات اللازمة» لاستخدام أدوات معلوماتية أصبحت شائعة في ظل الوباء.

وقبل بضعة أيام تعطل حاسوب باتريسيا ولم يعد يحق لها أخذ إجازة، وهي مضطرة الآن إلى انتظار إصلاح الآلة كي تكسب رزقها.

(أ ف ب)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"