ضربت فيضانات وُصفت بأنها الأسوأ منذ 10 سنوات، مناطق عدة جنوب مقاطعة بريتش كولومبيا بكندا؛ وذلك بعد هطول أمطار غزيرة نتجت عن تدفق «نهر جوي»، مما تسبب في حدوث انزلاقات طينية وانهيارات أرضية حاصرت بعض السكان في سياراتهم؛ حيث علقت أكثر من مئة سيّارة بين عدد من الانزلاقات.
وأصدرت السلطات أوامر بإجلاء السكان في عدة مناطق، ودعت كلّ الذين تمّ إجلاؤهم والذين لم يتمكّنوا من العودة إلى منازلهم للتوجّه إلى مراكز الإيواء.
وفي جنوب شرق بريتيش كولومبيا، أصدرت السلطات أوامر إجلاء فوريّ إلى السكّان بسبب فيضان نهر تولامين، وفي جزيرة فانكوفر، صدرت تحذيرات من فيضان نهر كُويشان ونهر كوكسيلاه، بينما يتم مراقبة مستوى الأنهار في بعض المناطق الواقعة جنوب المقاطعة، تحسباً لفيضانها.
وقال وزير السلامة في المقاطعة مايك فارنوورث «أنقذت طائرات الهليكوبتر العديد من الأشخاص من الانهيارات الطينية بالقرب من أغاسيز وهوب مع أطقم تعمل على إنقاذ الأشخاص المتبقين في الساعات القليلة المقبلة». وأصدرت المرافق المحلية تنبيهات فيضانات بسبب ارتفاع تدفق المياه إلى خزاناتها، وقالت: إنها تعمل على إعادة الكهرباء إلى الآلاف الذين تضرروا من الانقطاعات.
كذلك أخلت السلطات مدينة ميريت بمقاطعة بريتيش كولومبيا التي تبعد نحو 300 كلم عن الساحل، من السكان البالغ عددهم سبعة آلاف بعد أن أضرّت الفيضانات بمحطة معالجة مياه الصرف الصحي وجرفت جسرين. وشهدت مدينة أبوتسفورد إخلاء أكثر من 100 منزل في أحياء عدة مهددة بالفيضانات والانهيارات الطينية.
وقام السكّان في وادي فريزر بوضع أكياس من الرمل بعد أن غمرت المياه أقبية منازلهم، وأمضى عدد من السائقين الليل في سيّاراتهم على جانب الطرقات. وقالت أليسا شاربونو عالمة الأرصاد الجويّة لدى وزارة البيئة الكنديّة، إن ما حدث هو بلا شك أحد ظواهر الطقس المتطرف، ومن غير الطبيعي حسب قولها أن تهطل بهذه السرعة هذه الأمطار الغزيرة التي تسبّبت بحدوث انزلاقات وفيضانات على العديد من الطرقات، كما أفاد أحد الخبراء أنّ هذه المنطقة لم تعاني منذ عقود طويلة هذه الانهيارات الطينيّة.
وبحسب الخبراء فقد لعبت عدة عوامل دوراً في كثافة «النهر الجوي» وتأثيره على الأرض، مثل الآثار التي خلفها موسم حرائق الغابات، وذوبان الثلوج على الجبال التي لم تكن كثيفة بما يكفي لتحمل المطر، وزيادة سرعة الرياح، مما أثار مخاوف إضافية بشأن انقطاع التيار الكهربائي، وسقوط الأشجار، وتجمد المياه على الطرق السريعة الجبلية في ساعات الصباح الباكر. والنهر الجوي هو مصطلح يعبر عن ممرات طويلة وضيقة في الغلاف الجوي لنقل بخار الماء المكثف، وهي تتواجد في طبقة التروبوسفير؛ حيث يتجمع بخار الماء ويستمر لعدة أيام. الأنهار الجوية مسؤولة عن معظم الهطولات الغزيرة للأمطار في غربي الولايات المتحدة، وتتشكل عادة معظم الأنهار الجوية في ذات المناطق، مثل المنطقة بين هاواي والساحل الغربي للولايات المتحدة.
وأكدت صحيفة «واشنطن بوست»، أن ولاية واشنطن تشهد كارثة مناخية جديدة، بسبب الأمطار والفيضانات. (وكالات)
