دبي: هشام مدخنة
في رسالته السنوية إلى المساهمين يوم السبت، قال أسطورة الاستثمار البالغ من العمر 91 عاماً وارن بافيت، إن شركة «أبل» هي إحدى الركائز العملاقة الأربع وثاني أهم الأعمال التجارية التي تقود إيرادات وقيمة «بيركشاير هاثاواي» بعد شركات التأمين التابعة للتكتل، إضافة إلى قطاعي الطاقة والسكك الحديدية، وذلك بفضل رئيسها التنفيذي اللامع تيم كوك ولمسته الإدارية.
وأوضح عرّاب أوماها أنه معجب باستراتيجية كوك في إعادة شراء الأسهم، وكيف أنها تزيد ملكية التكتل لكل دولار من أرباح صانع آيفون دون أن يضطر المستثمر إلى رفع إصبعه.
وأشار بافيت إلى أن ملكية بيركشاير في أبل لا تتعدى 5.55%، ارتفاعاً من 5.39% قبل عام، لكن ومع ذلك، فإن كل 0.1% من أرباح أبل لعام 2021 بلغت 100 مليون دولار.
يذكر أن بيركشاير بدأت في شراء أسهم الصانع الأمريكي للهواتف في عام 2016، وبحلول منتصف عام 2018، تراكمت ملكية المجموعة العملاقة بنسبة 5% من شركة أبل، وهي حصة كلفتها 36 مليار دولار. واليوم، تبلغ قيمة الاستثمار أكثر من 160 مليار دولار، وهو ما يمثل 40% من محفظة أسهم شركة بيكشاير.
السكك الحديدية والطاقة
ونسب بافيت الفضل أيضاً إلى شركة السكك الحديدية «BNSF»، وقطاع الطاقة «BHE» بوصفهما عملاقين آخرين من ركائز المجموعة، وكلاهما سجّلا أرباحاً قياسية في عام 2021، قائلاً: «لا تزال السكك الحديدية الشريان الأول للتجارة الأمريكية، مما يجعلها أصلاً لا غنى عنه للبلاد وكذلك لبيركشاير. كما أصبحت شركة BHE مرفقاً ضارباً وقوة رائدة في مجال طاقة الرياح والطاقة الشمسية ونقلها في معظم أنحاء الولايات المتحدة.»
وأعاد بافيت شراء 27 مليار دولار من أسهم بيركشاير في عام 2021، وبلغت الكومة النقدية للتكتل ما يقرب من 146.7 مليار دولار في نهاية العام الماضي.
ارتفاع صافي الأرباح
وقالت «بيركشاير هاثاواي» إن صافي الأرباح للربع الرابع قفز بنسبة 11% بفضل مكاسب الاستثمار إلى 39.65 مليار دولار، أو نحو 26700 دولار لكل سهم من الفئة «أ» المكافئ، من 35.84 مليار دولار، أو 23015 دولار للسهم في نفس الفترة من العام السابق. ليحقق التكتل الذي يديره العقل المدبر الملياردير وارن بافيت صافي أرباح بقيمة 90 مليار دولار لعام 2021.
وحلّقت الأرباح التشغيلية للربع، والتي لا تشمل بعض نتائج الاستثمار، إلى 7.29 مليار دولار من 5 مليارات قبل عام. وبلغت المكاسب المعلنة على الاستثمارات والمشتقات 32.36 مليار دولار، ارتفاعاً من 30.83 مليار دولار العام الفائت.
وسجلت العديد من شركات بيركشاير إيرادات أعلى العام الماضي، مما يعكس التعافي الواسع للاقتصاد من الاضطرابات الناجمة عن جائحة فيروس كورونا الذي اجتاح العالم في أوائل عام 2020. كما واجهت أجزاء إضافية نفس قضايا سلسلة التوريد والأسعار المتصاعدة التي عصفت بشركات أخرى حول العالم.
وتفوق سهم بيركشاير في عام 2021 على مؤشر «إس أند بي» على أساس إجمالي العائد السنوي الذي يتضمن توزيعات الأرباح، محققاً عائداً قدره 29% مقابل 27% لستاندرد أند بورز.
وأغلقت أسهم بيركشاير من الفئة «أ» يوم الجمعة عند نحو 480 دولار، بزيادة 5.5% عن العام. في حين أغلقت أسهم الفئة «ب»، التي ارتفعت 6.1% في عام 2022، عند نحو 319 دولاراً.
وكان العام الماضي هادئاً نسبياً بالنسبة لبيركشاير في سعيها لتحقيق أهداف استحواذ كبيرة، لكن مع ذلك، تظل الشركة مشترياً نشطاً لأسهمها، إذ أنفقت 51.7 مليار دولار على عمليات إعادة الشراء في العامين الماضيين، بحسب الرسالة السنوية لبافيت إلى المساهمين، وقال: «شهيتنا لا تزال كبيرة ولكنها ستظل دائماً معتمدة على السعر». مؤكداً إنفاق الشركة 1.2 مليار دولار أخرى على عمليات إعادة الشراء في عام 2022.
