قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمس الأربعاء إن المحادثات بين بلاده وروسيا تصادمية لكنها تمضي قدماً، وهو ما أكده مفاوض أوكراني يالقول إن المفاوضات «صعبة» وإن كييف لديها «مواقف مبدئية»، واتهمت موسكو الولايات المتحدة بعرقلة المحادثات بين روسيا وأوكرانيا.
صعبة لكنها تمضي قدماً
تمسك زيلينسكي، في كلمة في ساعات الصباح الأولى أمس الأربعاء، بالأمل في أن تحرز المفاوضات تقدماً على الرغم من عدم تحقيقها نتائج تذكر منذ بدئها في 28 فبراير/ شباط الماضي. وقال «نواصل العمل على مختلف المستويات لتشجيع روسيا على التحرك نحو السلام... يشارك الممثلون الأوكرانيون في المحادثات التي تنعقد كل يوم تقريباً. إنها صعبة للغاية وأحياناً تصادمية... لكننا نمضي قدماً خطوة خطوة».
من جانبه أعلن المفاوض الأوكراني ميخايلو بودولياك أمس الأربعاء أن المفاوضات بين بلاده وروسيا «صعبة» لأن «الجانب الأوكراني لديه مواقف واضحة ومبدئية».
عرقلة متعمدة للمباحثات
في المقابل اتّهم وزير خارجية روسيا سيرجي لافروف الولايات المتحدة بعرقلة المباحثات «الصعبة» مع كييف، والأوكرانيين «بتغيير موقفهم تكراراً». وقال لافروف في كلمة ألقاها أمس الأربعاء أمام معلمي وطلبة معهد موسكو الحكومي للعلاقات الدولية، «من الصعب أن نتخلّص من الانطباع بأن زملاءنا الأمريكيين يمسكون (الأوكرانيين) بأيديهم». وأضاف، بعد شهر تقريباً من بداية العملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا، «يفترض الأمريكيون ببساطة أن إنهاء هذه العملية بسرعة ليس مفيداً لهم». وتابع «تريد الدول الغربية لعب دور الوسطاء. نحن لا نعارض ذلك، لكنّ لدينا خطوطاً حُمراً». واعتبر أن «الكثيرين يريدون أن تكون هذه المفاوضات عبارة عن طريق مسدود»، مشيراً إلى أن من بين هؤلاء الأطراف بولندا.
وأعرب لافروف عن«صدمته» بمدى العقوبات التي فرضتها دول غربية على روسيا. ووضع الوزير هذه العقوبات في إطار مسعى غربي هدفه «إزالة روسيا كعائق من أمام عالم أحادي القطب»، معتبراً أن«كل هذا غير متعلق بأوكرانيا، بل بالرغبة بنظام عالمي تريد الولايات المتحدة الهيمنة عليه».
إعادة القطبية الأحادية
وقال لافروف:«ما يجري في العالم حالياً لا يخص أوكرانيا وحدها بطبيعة الحال، بل إنه محاولات لإنشاء نظام عالمي جديد». وتابع:« لم يعد لديّ أي شكوك في أن إحدى القواعد التي يحاول الغرب تطبيقها الآن، عندما نتابع ذروة النزاع الأوكراني، هي ردع أي منافس. الآن يدور الحديث عن روسيا، والصين ستأتي لاحقاً، ويكمن هدف نموذج النظام العالمي هذا في إحياء العالم أحادي القطب بالكامل».
إهانة لدول أخرى عريقة
وقال وزير الخارجية الروسي إن المطالب التي توجهها الولايات المتحدة إلى دول أخرى كي تفرض عقوبات على روسيا تمثل إهانة لهذه الدول. وحمّل لافروف، الغرب المسؤولية عن استخدام«وسائل رديئة» في محاولاتها إظهار روسيا على أنها دولة معزولة.
ولفت لافروف إلى كثرة الدول التي رفضت فرض عقوبات على روسيا، على خلفية عمليتها العسكرية في أوكرانيا، على الرغم من الضغوطات الأمريكية التي وصفها الوزير بأنها«هائلة وحتى غير لائقة بالنسبة لدولة كبرى». وتابع:«يقولون بلا تردد: «طلبنا من الصين، طلبنا من الهند، طلبنا من تركيا». ألا يفهمون أنهم بذلك يهينون هذه الدول والحضارات العظمى التي يعود تاريخها لآلاف السنين؟».
أسباب العملية الخاصة
ولفت لافروف إلى أن الجولة الأخيرة من النزاع في أوكرانيا لم تنطلق ببدء روسيا عمليتها العسكرية، بل برفض الغرب مطالب موسكو لوضع نظام ضمانات أمنية ملزمة قانونياً بغية تطبيق مبدأ الأمن المشترك غير القابل للتجزئة. (وكالات)
