غرباء هامشيون

00:07 صباحا
قراءة دقيقتين

ليست بالظاهرة الجديدة ولكن ظهور هذه الأعداد الكبيرة من «العمالة الهامشية» ومن جنسيات محددة في الأحياء السكنية والمناطق الصناعية خلال الأشهر القليلة الماضية وبشكل يلفت الأنظار يدعو إلى دق ناقوس الخطر وإيجاد حل يسهم في الحد من انتشارها.
غرباء الوجه واليد واللسان، بعضهم متواجد بإقامات يتم دفع مبالغ مالية مقابلها للكفلاء دون توفير فرصة عمل لهم، وذلك باتفاق مسبق مع الكفيل، وآخرون قدموا بتأشيرات زيارة وبقوا داخل الدولة بصورة غير مشروعة، وغيرهم فقدوا عملهم وبقوا يبحثون عن فرص عمل يومية سواء من الأهالي أو بعض الشركات الخاصة التي تلجأ للعمالة الهامشية توفيراً للنفقات.
جملة من المخاطر قد تنجم عن استمرارية تواجدهم على هامش المجتمع خاصة أنهم يقومون بممارسات عديدة تندرج ضمن قائمة مخالفة القوانين، منها حمل أدوات حادة بعضها يعتبر من «الأسلحة البيضاء» مثل سكاكين كبيرة الحجم وفأس ومطرقة وغيرها، ويجوبون بها الأحياء السكنية طارقين أبواب المنازل الآمنة بحثاً عن فرصة عمل مؤقتة مثل تقطيع الأشجار أو تنظيف المركبات أو غيرها من الأعمال التي يمكن إنجازها خلال ساعات محدودة وبمبالغ مالية زهيدة.
إلى جانب ذلك يجلس هؤلاء على أرصفة شوارع الأحياء السكنية وأزقتها وبين المنازل وأحياناً أمام المراكز التجارية يمارسون التسول العلني وأحياناً «المبطن»، ويرصدون المارة دون الأخذ في الاعتبار عادات وتقاليد المجتمع المحلي وأخلاقيات الشوارع العامة إلى جانب ما يشكله تكدسهم من تشويه للمظهر الحضاري.
عوامل عديدة ساهمت في تفشي هذه الظاهرة أبرزها تعاطف بعض أفراد المجتمع معهم من خلال تقديم المال لهم، والاعتماد على هذه الفئة من قبل الأفراد لإنجاز بعض المهام نظراً لرخص أجرتها مقارنة بطلب الخدمة نفسها من منشآت مرخصة وتعمل بطرق قانونية، وأيضاً بعض الجهات الخاصة التي تلجأ لهذه العمالة لا تتكبد دفع رواتب شهرية لها مقابل تنفيذ بعض الأعمال.
تزداد خطورة التعامل مع هؤلاء عند التعامل مع فئة قدمت حديثاً للدولة، غير ملمة بطبيعة المجتمع الحضاري وعاداته وتقاليده وقيمه إلى جانب عدم إدراكهم للتطور الذي يشهده المجتمع.
قد تسهم التوعية المكثفة لأفراد المجتمع بمعرفة المخاطر التي قد تنجم عن التعامل مع العمالة الهامشية، وما يمكن أن تتسبب به من تهديد لأمنهم الاجتماعي وصحتهم وسلامتهم.
عندما يصل الأمر إلى أمن وسلامة المجتمع واستقراره، لا بد أن يتكاتف المجتمع من أفراد ومؤسسات أو شركات أو محلات بحيث يكونون عاملاً أساسياً في الحد من انتشار هذه الظاهرة حتى لا يثير هؤلاء القلق.
 [email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"