«نسيج» الشمول: ازدهار المرأة في العمل (2 - 2)

21:12 مساء
قراءة دقيقتين

توم دي وايلي *

نعي أن الشمول في مكان العمل مجرد عامل واحد من بين العديد من العوامل التي تؤثر في المساواة بين الجنسين في مكان العمل، وتشمل عوامل خارج مكان العمل تماماً. لكن نتائج بحثنا في أهمية الشمول في تعيين الموظفات وإشراكهن واستبقائهن، تشير إلى أنه عامل مهم. لكن قد يكون تعزيز الشمول صعباً وشائكاً. فلا يوجد دواء واحد لكل الأمراض، ولكل مجموعة تجربتها واحتياجاتها الفريدة في ما يتعلق بالشمول.

ثمة مسار واضح للمنظمات الراغبة في حل هذا التعقيد.

أولًا: مبادرة القيادة. تبدأ أنجح جهود التغيير بالتزام الرئيس التنفيذي بتحسين الشمول وتعزيز المساواة بين الجنسين. ويشمل هذا قيادته لقضية التغيير، بالتأكد من أن فريق القيادة، ومن خلفه المنظمة بأكملها، يفهم القيمة التي ستكتسب المنظمة بتعزيز المساواة بين الجنسين. وفي النهاية، يجب أن يستخرج الرئيس التنفيذي التزاماً من جميع أعضاء المنظمة، لا النساء وحدهن.

ثانياً: فهم التقاطع واستخدام النظرة المتقاطعة لفهم البيانات المتعلقة بمنظمتك لتحديد الإجراءات التي ستزيد شمول المجموعات المختلفة بفاعلية أكبر، وألا يقتصر ذلك على النساء إجمالًا؛ بل على مجموعات محددة من النساء باستخدام نظرة متقاطعة إضافية. تُظهر بياناتنا أيضاً أن ما يظنه الأفراد خادماً لشعورهم بمزيد من الشمول لا يتطابق بالضرورة مع ما يجعل تجاربهم أفضل في الواقع؛ لذلك من المهم أن تجمع المنظمات البيانات وتنصت للقصص وتأخذ الفروق الدقيقة في عين الاعتبار لتتأكد من أن لديها فهماً عميقاً لنساء المنظمة ونسيج الشمول الخاص بهن.

أخيراً: التركيز على السلوكيات التي تزيد شمول الموظفات عموماً مثل: التفاعلات اليومية للموظفات مع مشرفيهن خلال الفترة التي تتبلور فيها تطلعاتهم المهنية، وهي التفاعلات (ما نسميه «لحظات الاحتكاك بالحقيقة اليومية») التي إما أن تبني ثقتهم أو تقوّضها. كذلك تقدير قيمة فرص النمو والحصول على الآراء وردود الفعل للجميع: تأكد من خوض المحادثات المناسبة، وتدريب نفسك والآخرين على التعرّف إلى تحيزات التفكير، ورعاية النساء في منظمتك، وإتاحة مسارات وظيفية واضحة لهن. يعد الاختبار والتعلم أيضاً من العوامل المهمة عند التعامل مع السلوكيات التي يستغرق تغييرها وقتاً طويلاً.

يمكن للمنظمات وينبغي أن تشعر بالتمكين لتتمكن من استغلال لحظة الزخم الحالية، حيث تتزايد جهود المساواة بين الجنسين، لكنها لا تزال أقل من المرغوب. ويمكن للمنظمات العمل لفهم ما سيُحدث فرقاً، وتغيير نفسها ببطء وبثبات من خلال إنشاء «حلقة فاضلة» من خلال توظيف مزيد من النساء واستبقائهن، وبالتالي تحفيز غيرهن من النساء على الانضمام إليهن. وباستغلال التقدم المحرز حتى الآن، باعتباره قوة دافعة للجهود اللازمة، يمكن زيادة شمول الموظفات، وهو ما سيساعد في إرساء المساواة بين الجنسين على نطاق أوسع في المجتمع.
* الشريك الإداري في بين آند كومباني الشرق الأوسط (شارك في المقال بيانكا باكس، شريكة في بين آند كامبني)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"