الأسر المواطنة

دعم وتشجيع الأسر المواطنة مسؤولية الجميع بلا استثناء، سواء على مستوى الجهات الحكومية أوشبه الحكومية أو على مستوى المؤسسات والشركات وصولاً إلى الأفراد أنفسهم، خاصة وأن ما تنتجه الأسر المواطنة يحظى بمتابعة جهات الاختصاص، الأمر الذي يضمن الوصول إلى منتج ذات جودة عالية ومضمونة، والأهم إيجاد مصادر دخل جديدة تعزز من مكانة الأسرة ودورها الحيوي في النسيج المجتمعي.
إحدى المبادرات الرائعة والتي أعلنت عنها مؤسسة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، بالتعاون مع مركز أبوظبي للصحة العامة، إعداد وبيع وجبات غذائية صحية من قبل الأسر المواطنة في العيادات التابعة لشركة صحة، وبالتأكيد ستكون هذه الوجبات متوافقة مع متطلبات ومعايير شركة صحة وبالتالي تمتاز بفوائد صحية، وأفضل بكثير من غيرها من الوجبات التي تفتقر إلى أبسط المعايير الصحية ومسؤولة عن مشاكل الأمراض المزمنة ذات العلاقة بالأغذية غير الصحية.
مثل هذه المبادرات يجب تبنيها من قبل جميع الجهات من خلال فتح منافذ لديها لتسويق منتجات الأسر المواطنة وعدم الاكتفاء فقط بإقامة معارض لمنتجات الأسر المواطنة، فالجهات التي يوجد في مقارها، والمؤسسات التابعة لها منافذ لبيع الوجبات الخفيفة عليها أن تسوق منتجات الأسر المواطنة من الوجبات الصحية في هذه المنافذ، بدلاً من تسويق الوجبات السريعة بأسعار مبالغ فيها وتفتقر إلى القيمة الغذائية الصحية.
الأمر ينطبق على الجامعات والمدارس سواء الحكومية أو الخاصة والتي يجب أن تكون متعاونة في هذا الجانب لجهة إيجاد منافذ بيع للأسر المواطنة، من وجبات ومنتجات غذائية، وهنا يأتي دور الجهات المسؤولة عن هذه الجامعات والمدارس في اتخاذ خطوات عملية نحو إلزامية تسويق منتجات الأسر المواطنة في هذه المرافق بحيث تتم مراعاة توافق المنتجات مع متطلبات واحتياجات الطلبة.
في المقابل يجب التوسع في إعداد الأسر المواطنة المنتجة وفتح المجال أمام الأسر الراغبة في المشاركة واعتمادها كأسر منتجة لمختلف أنواع السلع، مع مراعاة تشجيع الشابات والشباب المواطنين الراغبين في المشاركة في برامج الأسر المنتجة، بدلاً من انتظار الوظيفة والذي قد يطول ويمتد لسنوات بعد التخرج، والعمل والمشاركة الإيجابية في هذه المشاريع والمبادرات يفتح آفاقاً أوسع لدخول القطاع الخاص، والانطلاق نحو التميز والريادة في الإنتاجية وإيجاد مصدر دخل يفوق أضعاف دخل الوظيفة.

[email protected]