عادي

الدنمارك تنضم للدفاع الأوروبي وروسيا تحذر من نشر صواريخ أمريكية

14:40 مساء
قراءة 3 دقائق
رحب الاتحاد الأوروبي بانضمام الدنماركيين للسياسة الدفاعية الأوروبية، إثر استفتاء عام أجري الأربعاء، وأيد فيه الدنماركيون بأغلبية ساحقة ناهزت 67% انضمام بلادهم إلى السياسة الدفاعية للاتّحاد الأوروبي، في خطوة «تاريخية» أتت بعد ثلاثة أشهر من بدء العملية العسكرية الروسية لأوكرانيا والمخاوف الأمنية المتعاظمة التي سبّبها في المملكة، في حين حذرت روسيا من أن أي محاولة من قبل الولايات المتحدة لنشر صواريخ في جزيرة بورنهولم الدنماركية يمكن أن تصيب أهدافاً روسية في منطقة كالينينغراد، يُشكل تصعيداً غير مقبول للصراع.
أوروبا قبل وبعد
وأظهرت نتائج فرز 97% من الأصوات أنّ 67% من الناخبين صوّتوا بـ«نعم» في هذا الاستفتاء الذي جرى في غمرة تقديم فنلندا والسويد طلبين رسميين للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي. واختار البلدان المحايدان تاريخياً الانضمام إلى الحلف العسكري الغربي بسبب المخاوف التي ولّدها فيهما غزو روسيا لجارتها. وقالت رئيسة الوزراء الوزراء ميتي فريدريكسن مخاطبة أنصارها إنّه «هذا المساء، بعثت الدنمارك برسالة قوية. إلى حلفائنا في أوروبا وفي حلف شمال الأطلسي وإلى (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين. وأضافت «كانت هناك أوروبا قبل 24 شباط/فبراير، قبل العملية العسكرية الروسية، وهناك أوروبا أخرى بعدها». وقال سورين بابي، زعيم حزب المعارضة المحافظ، خلال تجمّع في البرلمان بعيد صدور أولى نتائج استطلاعات الرأي، إنّ «كلّ شيء يشير إلى أنّه بعد ثلاثين عاماً، قرّر الدنماركيون اليوم أنّه يتعيّن علينا إلغاء (خيارات الرفض) التي كانت لدينا والعمل بشكل وثيق مع أوروبا». والدنمارك، الدولة العضو في الاتحاد الأوروبي منذ 1973، سجّلت أول تشكيك بالوحدة الأوروبية في 1992 حين رفضت معاهدة ماستريخت بأغلبية 50.7% من الأصوات، وهو أمر لم يكن قد حصل سابقاً. ومن أجل رفع هذه العقبة التي كانت تهدد دخول المعاهدة التأسيسية حيز التنفيذ في كل دول الاتحاد الأوروبي، حصلت كوبنهاغن على سلسلة من الاستثناءات أطلق عليها اسم «أوبت آوت» (خيارات رفض) بحسب المصطلحات الأوروبية. وعادت الدولة لتوافق على المعاهدة في استفتاء آخر نظم في العام التالي. ومنذ ذلك الحين، بقيت الدنمارك خارج منطقة اليورو، وهو ما رفضته عبر استفتاء في 2000، لكن أيضاً خارج السياسة الأوروبية المعنية بالشؤون الداخلية والعدل بعدما رفضتها في استفتاء عام 2015، وكذلك الدفاع. وبموجب هذا الاستثناء الأخير، لم تتمكن الدولة الاسكندنافية، العضو المؤسس لحلف شمال الأطلسي، من المشاركة في أي مهمة عسكرية للاتحاد الأوروبي. والدنمارك هي الدولة الوحيدة في الاتحاد الأوروبي التي لديها «خيارات رفض»، مع أن مالطا هي بحكم الواقع خارج التعاون الدفاعي. وقد لجأت إلى هذه الاستثناءات 235 مرة منذ 29 عاماً بحسب إحصاء لمركز الأبحاث «يوروبا».
التاريخ يتغيّر
أما الأحزاب الثلاثة الباقية وهي حزبان من اليمين المتطرف يشكّكان في الوحدة الأوروبية (حزب الشعب الدنماركي والمحافظون الجدد) وتنظيم يساري راديكالي (لائحة الوحدة)، فدعت من جهتها للتصويت بـ«كلا». وفي بلدية كوبنهاغن، توافد الناخبون منذ ساعات الصباح الأولى للإدلاء بأصواتهم. وقال مادس آدم (24 عاماً) الطالب في العلوم السياسية، إنّ «التاريخ يتغيّر وهذا يؤثر فينا هنا في الدنمارك، ويجب أن نردّ على ذلك طبعاً». ولم يشمل الاستفتاء المناطق الدنماركية التي تتمتّع بحكم ذاتي، وهي جزيرة غرينلاند (ليست جزءاً من الاتّحاد الأوروبي) وجزر فارو.
ورحّبت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال بنتيجة التصويت «التاريخية» في الاستفتاء الذي أجرته الدنمارك. وكتبت فون دير لايين في تغريدة على تويتر «أرحّب برسالة الالتزام القوية التي أرسلها الشعب الدنماركي إزاء أمننا المشترك. واثقة بأنّ الدنمارك والاتحاد الأوروبي سيستفيدان من هذا الخيار». كما رحّب ميشال بنتيجة الاستفتاء، وقال في تغريدة «لقد اتّخذ شعب الدنمارك خياراً تاريخياً».
روسيا تحذر
وقال رئيس الوفد الروسي خلال مباحثات فيينا حول قضايا الأمن العسكري وضبط التسلح، كونستانتين غافريلوف: إنه في 24 مايو، كجزء من التدريبات العسكرية Defender Europe 2022 في جزيرة بورنهولم، تم نشر منظومات الصواريخ والمدفعية الأمريكية M142 HIMARS مع صواريخ عملياتية تكتيكية بمدى 500 كيلومتر، للقيام بمهمة محتملة وهي ضرب أهداف في مناطق كالينينغراد في أقصى غرب روسيا. وقال في منتدى منظمة الأمن والتعاون في أوروبا: ​​«نحذر بشدة الولايات المتحدة وتابعيها من أن أي خطوة من هذا القبيل ستعتبر هجوماً عسكرياً على بلدنا وستؤدي حتماً إلى تصعيد غير مقبول للصراع». وفق ما ذكره موقع وزارة الخارجية الروسية. وفي حديثه خلال المنتدى، تطرق غافريلوف أيضاً إلى الموضوع الأوكراني. وأشار إلى أن روسيا تنظر بسلبية شديدة إلى حزمة المساعدة العسكرية الأمريكية الحادية عشرة الجديدة لأوكرانيا، والتي تشمل أنظمة صواريخ هيمارس.
(وكالات)
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"