دعوا الطفولة تنمو وتتفتح براعمها على الدنيا بنقاء وبشكل طبيعي بلا افتعال، اتركوا لنا البراءة لينعم بها الأطفال، بتنا نشعر بأن في العالم من يريد للأجيال الجديدة أن تكبر في قوالب محددة يتنشقون فيها هواء «الشذوذ» الاصطناعي، ويتعلمون منذ أن تتفتح عيونهم على الدنيا أن الشذوذ طبيعي ومعترف به، لا خطأ ولا عيب ولا ريبة في أي شيء.
قبل سنوات قريبة، كنا نخاف على أطفالنا من ساعات المشاهدة الطويلة أمام شاشات التلفزيون لأنها تؤثر في الصحة البدنية والعقلية، تعلّم الطفل الخمول والكسل فتتسبب في البدانة وتشغله عن الدراسة، ثم خفنا على الطفل من شدة تعلقه بالموبايل وألعاب الفيديو، لكننا طول الوقت كنا نطمئن لما يشاهده من أفلام كرتون وراعية الطفولة والبراءة «ديزني» تحيطه بعالمها السحري المبهر، وكل ما نخشاه ـ كعرب ـ أن يكتسب من مسلسلاتها الخاصة بالمراهقين والشباب التي تعرضها على قناتها الخاصة، بعض العادات الغريبة على مجتمعاتنا، خصوصاً بالنسبة للعلاقات بين البنات والشباب ومفهوم الحرية.. لكن حتى هذه كانت تحت السيطرة، وعرفنا كيف نستدرك الأمور مسبقاً، وننمي الوعي في عقول صغارنا فيتحصنون به، ونغربل ويغربلون معنا ما لا يناسب قيمنا.
ماذا تغير الآن؟ فجأة صار للشذوذ صوت صارخ في كل مكان، وصار الشغل الشاغل للغرب؛ بل صارت قضيته الاجتماعية الأولى التي يفرضها بالقوة على الجميع، ويفرضها القائمون على المهرجانات السينمائية الكبرى على صناع الأفلام الراغبين في تقديم أعمال يشاركون بها في مهرجاناتهم، حيث من شروط القبول وجود على الأقل شخصية شاذة (ويسمونها مثلية) في العمل حتى ولو مرت بربع مشهد، المهم أن تكون موجودة و«إيجابية قريبة من القلب» كي تكسب ود الجمهور فوراً، فضلاً عن الشروط السياسية في نوعية أخرى من الأفلام سنتحدث عنها في وقت لاحق.
صرنا نخشى من المسلسلات والأفلام الجديدة؛ لأن «الشذوذ» ومن ينتمون إليه لا يتم إدراجهم ضمن قائمة تحديد سن المشاهدة والتي مازالت محصورة في المشاهد الإباحية والألفاظ الخارجة والعنف فقط!. وما زاد الطين بلة خروج إحدى المسؤولات في قناة «ديزني»، تتحدث ـ بفخر ـ عن شذوذ ولديها، وحقهما وأمثالهما في أن تخصص لهم ديزني شخصيات تشبههم في كل أعمالها، وكأن كل البراءة التي عرفتها ديزني وشخصياتها المحببة عبر تاريخها، عار وقد آن أوان «التصحيح».
«ديزني» أصبحت في ديارنا، في 15 دولة في الشرق الأوسط وإفريقيا، نرحب بها ونعتبرها إضافة، شرط أن تكون إضافة إيجابية لمجتمعاتنا، فهل لدينا رقابة على ما يعرض وما لا يناسبنا فنمنع عرضه؟ يحق لنا؛ بل من واجبنا أن نحمي أطفالنا وشبابنا وأحفادنا وكل الأجيال القادمة، مما حذر منه الله ورفضه وحرّمه على الإنسان، كل خروج على الطبيعة التي خُلقنا عليها هو شذوذ، فلماذا نقبل باقتحامه عقول الأجيال الجديدة ليخدعهم تحت شعار «الحرية» فيعتقدون أنه طبيعي ومقبول ومشروع؟.
[email protected]
مقالات أخرى للكاتب
![الخليج](/sites/default/files/2024-07/Untitled-1_1.jpg)
![الخليج](/sites/default/files/2024-07/Untitled-1_1.jpg)
![الخليج](/sites/default/files/2024-07/Untitled-1_1.jpg)
![الخليج](/sites/default/files/2024-07/Untitled-1_1.jpg)
قد يعجبك ايضا
![فرشاة أسنان داخل معدة طالبة مصرية طوال 3 أشهر](/sites/default/files/2024-07/6186971.jpeg)
![منطقة-الانهيار](/sites/default/files/2024-07/6186969.jpeg)
![نهر السين سيكون على موعد مع حفل افتتاح رائع](/sites/default/files/2024-07/6186967.jpeg)
![](/sites/default/files/2024-07/6186963.jpeg)
![](/sites/default/files/2024-07/6186961.jpeg)
![البقايا المتفحمة في مقر التلفزيون البنغلادشي في دكا والذي أحرقه المحتجون (أ.ف.ب)](/sites/default/files/2024-07/6186959.jpeg)
![بايدن يعانق ابنه هانتر أمام السيدة الأمريكية الأولى بعد مخاطبة الأمة من المكتب البيضاوي (أ ف ب)](/sites/default/files/2024-07/6186957.jpeg)
![1](/sites/default/files/2024-07/2441664_6186759_0.jpg)