تحديات صومالية

00:05 صباحا
قراءة دقيقتين

تواجه القيادة الصومالية الجديدة تحديات صعبة على صعيد الأوضاع الاقتصادية والغذائية والواقع الأمني، بينما يبدو وضع التقدم النسبي الذي حققته الحركة السياسية أزمة السياسة في هذا البلد على ذيل الأولويات والاهتمامات المثيرة للقلق على الصعد المحلية والإقليمية والدولية.
 والتحدي الأبرز على أجندة الرئيس الصومالي الجديد حسن شيخ محمود هو مشكلة الأزمة الغذائية التي تواجه دولاً عديدة بسبب تقلبات المناخ من جهة والحرب الروسية الأوكرانية من جهة أخرى. لكن هذه المشكلة تدق أجراس الخطر في الصومال بسبب موجة جفاف قياسية وتوقف هطول الأمطار لأربعة مواسم متتالية ما قد يؤدي إلى مجاعة وشيكة حسب تحذيرات وكالات الإغاثة الدولية.
 وتقول وكالات الإغاثة الدولية إن الصومال يقف في مواجهة مجاعة وشيكة مع تزايد حالات سوء التغذية الحاد بين الأطفال. وفي خطاب تنصيبه رئيساً جديداً للبلاد لم يتجاهل الرئيس محمود هذا الواقع المرير. وقال إنه جاء نتيجة لعوامل متراكمة بينها ظاهرة الاحترار والمناخ المتطرف والتدمير الذي طال موارد الصومال الاقتصادية وضعف المؤسسات الحكومية. ودعا مليوني صومالي يعيشون في الخارج إلى المساهمة في إنقاذ مواطنيهم المهددين بالجوع في الصومال.
 وإضافة إلى التصدي للمجاعة التي تلوح في الأفق، يواجه الرئيس محمود، نشاطاً إرهابياً متنامياً تقوده «حركة الشباب» المتطرفة، ويتسبب هذا النشاط في زعزعة الأمن والاستقرار ويعرقل وصول المساعدات الإنسانية للمتضررين، علاوة على كلفته الباهظة من أرواح الجنود والمدنيين.
 وفي أحدث مظاهر التحدي الأمني الذي تطرحه الأنشطة المسلحة للجماعة الإرهابية، أطلق مسلحون قذائف مدفعية على أحياء سكنية في مقديشو عشية يوم تسلم الرئيس مهام منصبه، كما تسببوا بمقتل 15 جندياً في انفجار عبوة ناسفة بمحافظة شبيلي الوسطى.
 وفي هذا الخصوص، أكد الرئيس الصومالي، استمرار التعاون مع المجتمع الدولي في الحرب ضد الإرهاب، وتعزيز العلاقات التجارية مع الدول المجاورة والعربية والعالم، مشيراً إلى أن فترته الرئاسية تهدف إلى تصفير مشكلات الصومال مع الدول الأخرى.
 وتلقي الأزمة السياسية المتمثلة في نزاعات الأطراف وخلافات العشائر، بظلالها على الولاية الجديدة للرئيس محمود الذي تولى منصب الرئاسة في السابق في عام 2012 وحتى 2017. وعلى الرغم من أن التطور السياسي الذي تحقق وضع نقاشات انتقال السلطة في موضع متأخر بالنسبة للتحديات الوشيكة الأخرى، فإن هذه النقطة تظل قنبلة قابلة للانفجار على الدوام ما لم تتم معالجتها باهتمام وحذر شديدين.
 وتعهد الرئيس الجديد الالتزام بشعارات حملته الانتخابية الرامية إلى تحقيق التوافق الداخلي بين الصوماليين، وتحقيق مبادئ التعاون مع دول العالم الأخرى. وقال إنه سيعمل على تعزيز المصالحة الوطنية الداخلية والاستقرار السياسي ومواصلة المفاوضات مع «أرض الصومال» التي أعلنت استقلالها من جانب واحد.
 كما أكد التزامه بالمحافظة على الديمقراطية وتعزيز نظام الحكم الفيدرالي واستكمال دستور البلاد وتحويله إلى دستور دائم، وبمحاربة الفساد الحكومي وإصلاح القضاء وإجراء انتخابات مباشرة يشارك فيها كل الشعب، بدلاً من نظام الانتخابات الحالي الذي تشارك فيه قطاعات محددة.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"