الأحلام تتسع والإنجازات تتمدد

00:24 صباحا
قراءة دقيقتين

الخطوة الناجحة تمهد الطريق لخطوات متتالية ومشاريع كبرى وإنجازات منها المتوقع ومنها ما يفوق المعهود والمتوقع، منها ما يؤسس للمستقبل المنظور، ومنها ما يذهب بعيداً فيحلق ليبني أسساً متينة حتى في الفضاء، هكذا سارت الإمارات في مشاريعها المستقبلية وتطلعاتها العمرانية والاقتصادية والعلمية خطوة خطوة، حتى تجاوزت حدود الوصول إلى الفضاء، وبدأت في تأسيس برنامج وطني متكامل للأقمار الاصطناعية الرادارية. 
يكتسب المشروع أهميته من عدة نقاط، لعل أكثرها تميزاً هو «صندوق الفضاء» الذي يهدف إلى تطوير القدرات بشكل مستمر، وتأهيل كوادر إماراتية لتكون قادرة على قيادة قطاع الفضاء، بجانب زيادة مساهمة هذا القطاع في «تنويع الاقتصاد الوطني، وتشجيع القطاع الخاص، واستقطاب الشركات المتخصصة عالمياً لتطوير مشاريعها وأنشطتها في الإمارات، وجعلها مركزاً رئيسياً للعمل والاستثمار في الفضاء».
«سرب» هو اسم المشروع الذي تسعى من خلاله الإمارات لتطوير سرب من الأقمار الرّادارية، ما يوفر تصويراً رادارياً على مدار الساعة وفي جميع الأحوال الجوية، وبتقنيات متطورة جداً تتيح فرصة التصوير ليل نهار، وعن بعد مسافة قد لا تتجاوز المتر الواحد!. 
لم تتوقف الإمارات عن مد يد المساعدة للعالم بأسره، بل سعت إلى ما هو أهم من ذلك؛ حيث تشارك في كل مشروع تبتكره في إيجاد حلول للتحديات المرتبطة بالتغير المناخي، واستدامة البيئة، ومواجهة الكوارث، وإيجاد حلول لتحديات الأمن الغذائي، والمشاركة في التطوير العمراني، ولعل الميزة الأكبر أن عين الإمارات لا تغيب عن أبنائها فتحيطهم برعايتها وتجعلهم شركاء للوطن في أهم مشاريعه.. دولة تعتمد على الكوادر المواطنة المؤهلة والشركات الإماراتية، كما تؤهل كوادر جديدة، وتطور قدرات كوادرها الهندسية في تكنولوجيا الفضاء، فترتقي مع أبنائها إلى المستوى الذي يليق باسمها وبمكانتها بين دول العالم اليوم، وهي بالتالي تسعى إلى ترسيخ مكانتها كمركز عالمي للمواهب والابتكار والاستثمار.
الصندوق- البالغة قيمته ثلاثة مليارات درهم- سيشجع رجال الأعمال والشركات على الاستثمار، ويفتح الباب أمام تمويل وتسهيل تطوير الأنشطة والمشاريع الفضائية المستقبلية، علماً أن المشاريع المستقبلية تدعو للتفاؤل، كما تدعو الشباب للتفكير في توسيع أطر تخصصاتهم ودراستهم؛ إذ يشمل الصندوق في خططه وتطلعاته إنشاء أكاديمية لتعزيز قدرات المهندسين، بهدف تطوير الأقمار الاصطناعية، بجانب إيجاد مجمع للبيانات الفضائية، وإنشاء حاضنة أعمال تدعم الشركات الصغيرة بالخبرة والعقود، وتضمن عملهم في المشاريع التي يتم تطويرها.
الأحلام تتسع والإنجازات تتمدد لتصل إلى الفضاء، حاملة معها أبناء الإمارات، ليكتبوا سطوراً من النجاح جديدة تضاف إلى رصيد الوطن.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتبة وناقدة سينمائية. حاصلة على إجازة في الإعلام من كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية. ساهمت في إصدار ملحق "دنيا" لجريدة الاتحاد ومن ثم توليت مسؤولية إصدار ملحق "فضائيات وفنون" لصحيفة الخليج عام 2002 فضلا عن كتابتها النقدية الاجتماعية والثقافية والفنية. وشاركت كعضو لجنة تحكيم في مهرجان العين السينمائي في دورته الأولى عام ٢٠١٩

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"