وقفة قبل العودة

00:06 صباحا
قراءة دقيقتين

المجتمع بفئاته، على موعد مع انطلاق إشارة بدء العام الدراسي الجديد يوم الاثنين المقبل، والجميع يرفع درجة الاستعداد، والاستنفار حالة تسود الميدان، لاستقبال الطلبة في محطة معرفية جديدة للأجيال، وغالباً ما يرافق كل عام دراسي؛ تطورات ومتغيرات تحاكي جوانب متنوعة في المنظومة، فماذا يحمل لنا العام الجديد من مستجدات وتحديثات؟
قبل أن نخوض في تفاصيل المستجدات، علينا أولاً إلقاء نظرة على التعديلات الهيكلية الأخيرة التي أعادت تشكيل المشهد التعليمي، إذ يمثل مجلس التعليم والموارد البشرية الآن، قمة الهرم التعليمي في الدولة، ويعمل تحت مظلته وزارة التربية والتعليم، للتخطيط وإعداد الاستراتيجيات؛ ومؤسسة الإمارات للتعليم المدرسي، لتشغيل المدارس الحكومية، وتطويرها والإشراف عليها.
أما التعليم الخاص، فهناك هيئتان «المعرفة والتنمية البشرية، والشارقة للتعليم الخاص»، إذ تدير الأولى المدارس الخاصة في دبي، والأخيرة في الشارقة، وتأتي دائرة التعليم والمعرفة في أبوظبي، لتشرف على مدارسها، وتبقى المدارس الخاصة في عجمان وأم القيوين والفجيرة ورأس الخيمة، تعمل حتى الآن تحت إشراف ومتابعة وزارة التربية والتعليم التي تدير أيضاً التعليم العالي.
القيادة الجديدة التي تقود ركب التعليم حالياً، تعد أبرز مستجدات العام الدراسي؛ إذ حملت على عاتقها مسؤولية التطوير، ومواصلة الارتقاء بالمخرجات التعليمية؛ مع استقلالية التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة، تركيزاً على العلوم والمهارات المتقدمة، لصناعة جيل جديد بمقومات ومواصفات خاصة تواكب تطلعات المستقبل.
مدارس الأجيال باكورة حركة التطوير هذا العام؛ إذ تشكل نموذجاً تعليمياً بنكهة معرفية جديدة؛ يعيد هيكلة الشراكة بين القطاعين الحكومي والخاص؛ ويسهم في تعزيز فاعليتها لصالح الأجيال.
استقطاب كوادر الميدان، يستند إلى منهجية الاستدامة، التي تركز على استمرارية رصد الشواغر على مدار العام، والتعيين الفوري وفق الاحتياجات، والتسكين بدقة لتفادي النواقص، كما أن إعادة النظر في حقائب تدريب وتأهيل الكوادر بأنواعها؛ تأخذنا إلى اتجاهات جديدة مؤثرة في المخرج التعليمي.
إخضاع الميدان بالكامل، أفراداً ومؤسسات، لمجهر التقييم؛ يعد أهم ما نراه جديداً، إذ يبلور فكر القيادة وأجندتها التطويرية القادمة، التي ترتكز على تشخيص الواقع وتفنيد مساراته؛ لتأخذنا التوقعات إلى معالجات وحلول وخطط جديدة، ترسم ملامح الحقبة القادمة في تاريخ التعليم الوطني؛ وفق معطيات مدروسة ونتائج دقيقة.
العام الدراسي 2022-2023.. مهمة وطنية جديدة لا تقتصر على قيادة أو فئة بعينها؛ ولكنها مسؤولية تقع على عاتق المجتمع بمختلف فئاته، فالجميع لاعب أساسي في صناعة الجيل؛ فمن أجله تتضافر الجهود، وتُستنهض الطاقات، للارتقاء بالمنظومة ونواتجها... عام دراسي سعيد، ووفق الله الجميع.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/j89rxpa5

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"