عادي

«فوكلاند» تثير مشاعر متضاربة في الأرجنتين بعد وفاة الملكة إليزابيث

18:19 مساء
قراءة 3 دقائق
بوينوس آيرس - أ ف ب
بين الإعجاب وذكريات النزاع، يعبر الأرجنتينيون عن آراء متناقضة في تقييم إرث إليزابيث الثانية ملكة بريطانيا البلد الذي يتشاركون معه تاريخاً معقداً من بين فصوله حرب طاحنة.
وعلقت الحكومة في بوينس آيرس، بسرعة على نبأ وفاة الملكة، وقالت للشعب البريطاني إنها ترافقهم في «لحظة الحزن هذه».
وتناولت صحف الأرجنتين النبأ باحترام واعتبرت الملكة «رمزاً للقرن العشرين»، وبأنها شخصية «عرفناها أكثر مما عرفنا عماتنا».
لكن في الشارع طغت على الإشادة بإرث الملكة الذكريات المؤلمة لحرب 1982 في جزر فوكلاند، والتي تطالب كل من الدولتين بالسيادة عليها.
وقالت ماريا لوهان رودريغيز (51 عاما) في بوينوس آيرس: «كنت أود لو أعادت الملكة الجزر إلينا قبل وفاتها».
وكانت سيليا كارلن (88 عاماً) من بين آخرين وضعوا باقات الزهور في السفارة البريطانية في العاصمة تكريماً لملكة «حساسة ورصينة جداً»، وبالنسبة للجزر، قالت كارلن: «أعتقد بأن عليهم إعادتها لنا. لكنني أفصل بين المسألتين».
خلال الحرب التي استمرت 74 يوماً، وأسفرت عن أكثر من 900 قتيل، هم 649 جندياً أرجنتينياً و255 جندياً بريطانيا، إضافة إلى ثلاثة من سكان الجزر، كانت إليزابيث هدفاً للكثير من الانتقادات اللاذعة التي رأى كثيرون أنها لم تكن في محلها.
آنذاك، كان هواة كرة القدم، التي استوحيت من بريطانيا، لتصبح أكثر من مجرد رياضة في الأرجنتين، ينشدون أغانٍ تشير إليها بعبارة «أغبى الملكات».
ويشدد المحلل السياسي روزيندو فراغا على أن الحرب كانت قراراً سياسياً اتخذته حكومة مارغريت ثاتشر.
ولا يتمتع التاج البريطاني بصلاحيات تنفيذية أو سلطة صنع القرار، لكن صورة الملكة كشخصية عامة جعلتها هدفاً سهلاً للانتقاد.
وتختصر ميرثا لوغران، مقدمة البرامج التلفزيونية المعروفة البالغة 95 عاماً، والتي تصغر الملكة بعشرة أشهر فقط، المشاعر المتناقضة للأرجنتينيين.
وقالت: «المسألة مؤلمة جداً، فقد كنت أتابعها منذ تتويجها بعمر الخامسة والعشرين. كانت ملكة عظيمة، لكن لا أستطيع أن أنسى أنها حكمت خلال حرب فوكلاند. لا أستطيع أن أنسى. كانت لحظة حزينة جداً للجميع».
ويتشارك البلدان تاريخاً طويلاً من العلاقات المتقلبة.
وبعد عمليتي غزو بريطانيتين داميتين لبوينوس آيرس في 1806 و1807، جاءت فترة استثمارات اقتصادية تدفقت خلالها الأموال البريطانية إلى قطاعات الزراعة والطاقة وأكبر شبكة للسكك الحديد في أمريكا اللاتينية.
لكن الحرب عادت لتضرب من جديد، فقد أرسلت الأرجنتين جنودها لبسط سيادتها على جزر فوكلاند الواقعة قبالة سواحل باتاغونيا، ما أثار غضب ثاتشر.
بموافقة الملكة أرسلت ثاتشر نحو 30 ألف جندي لاستعادة الجزر التي تطالب الأرجنتين بالسيادة عليها منذ 1833 وتطلق عليها اسم «المالوين».
وكان نجل الملكة الأمير أندرو البالغ آنذاك 22 عاماً، ضمن القوة التي أرسلت وكان طيار مروحية.
خرجت بريطانيا منتصرة، لكن الحرب تركت ندوباً عميقة على الرغم من استعادة العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية عقبها.
وإبريل هذا العام، وخلال مراسم بمناسبة مرور 40 عاماً على الحرب شدد الرئيس ألبرتو فرنانديز، على أن «فوكلاند كانت وستظل الأرجنتين».
وأظهر استطلاع العام الماضي أن أكثر من 81 في المئة من الأرجنتينيين يؤيدون المطالبة بالسيادة على الجزر.
لكن في استفتاء أجري عام 2013 بين سكان فوكلاند، اختار 97 في المئة منهم البقاء تحت التاج البريطاني، ما دفع بالملكة لإعلان الجزر أحد أقاليم ما وراء البحار.
وأثارت غضباً في بوينوس آيرس بقولها للبرلمان آنذاك إن بريطانيا «ستضمن الأمن والحكومة الرشيدة والتنمية في مناطق ما وراء البحار، بما في ذلك حماية حق سكان جزر فوكلاند، في تقرير مستقبلهم السياسي».
وسارعت الحكومة الأرجنتينية إلى الرد بأن «هذا يكشف الطبيعة الاستعمارية للاحتلال غير القانوني وغير الشرعي لجزرنا».
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5cmyv4w4

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"