تمكين الأطفال المحرومين

00:08 صباحا
قراءة دقيقتين

لماذا يحتفل العالم كل عام وتحديداً في السادس عشر من أكتوبر/ تشرين الأول بيوم الأغذية العالمي؟ لماذا تعود المناسبة والغذاء يزداد سوءاً والأزمات الاقتصادية تتفاقم ومازال هناك من يموت جوعاً وفي العالم أطفال يتسولون لقمة العيش؟. 
العالم يتطور لكن بعض أزماته ما زالت ترافقه منذ سنين، وكأنها لا تخطر على بال أهل السياسة ومخططاتهم كي يضعوها على رأس الأولويات ويجدوا لها حداً وحلاً يحمي شعوب الدول التي تعاني فقراً وتكدساً سكانياً وقلة فرص العمل، حلاً يوفر لهم الأمن الغذائي ويقضي على الجوع أولاً ومن بعده تأتي باقي القضايا الإنسانية. 
لو فعلت الدول القادرة اقتصادياً والدول الكبرى كما تفعل الإمارات باستمرار، هل سيبقى في العالم من يتسول اللقمة كي لا يموت جوعاً؟ مبادرات لا تتوقف ولا تنحصر بمناسبة معينة، فقوافل المساعدات الغذائية التي تنطلق من الإمارات لا تترك بلداً محتاجاً لدعم إلا ووصلت إليه، منها مبادرة «مليار وجبة» التي تنظمها «مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية»، في الدعم الغذائي للأفراد والأسر المتعففة وقامت بأكبر حملة بالمنطقة لتوفير الدعم الغذائي في 50 دولة، ومن خلالها تولت توزيع أكثر من 2.5 مليون وجبة في 7 دول آسيوية؛ تضاف إليها مبادرة «وجبة. تغذية. تعليم» التي أطلقتها حديثاً «دبي العطاء»، وهي أيضاً من مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، من أجل جمع التبرعات لدعم تعليم الأطفال المحرومين حول العالم. 
المبادرة التي تستمر حتى 31 ديسمبر/ كانون الأول من المبادرات الذكية التي تجمع بندين أساسيين في حياة كل طفل، وهما الغذاء والتعليم، خصوصاً في هذا الوقت الذي يعاني فيه العالم أزمات كبرى تنعكس سلباً على الأطفال ونموهم وغذائهم الصحي، فأزمة التغير المناخي تتسبب بجفاف الأرض ما يعني تراجعاً في الزراعة والمحاصيل، بينما النمو السكاني في تزايد مستمر، ناهيك عن أزمة المياه، وارتفاع الأسعار والأزمة الاقتصادية التي تشمل غالبية دول العالم وتقلل من فرص العمل والتعليم، وتدفع إلى زيادة عمالة الأطفال في الدول الفقيرة.. 
هذه المبادرة هي مناسبة «لتمكين الأطفال المحرومين، من خلال منحهم الفرصة للحصول على التعليم السليم»، وقد تمكنت «دبي العطاء» من توفير وجبات غذائية ل 509.295 طفلاً في المدارس، وميزة المبادرة الجديدة «وجبة. تغذية. تعليم» أنها تمنح الفرص لكثير من الأطفال للحصول على غذاء صحي وتعليم سليم، وهي تعتمد على 7 أطباق يعدها طهاة في 7 مطاعم محددة، ويأتي دعم المبادرة من خلال زيارة المطاعم وشراء هذه الوجبات تحديداً فتذهب العائدات مباشرة إلى دعم برامج التغذية المدرسية لدبي العطاء.
تقول منظمة الأغذية والزراعة في الأمم المتحدة «فاو» إن 40% من سكان العالم عاجزون عن تحمل تكلفة غذاء صحي، وإن كل الأزمات المناخية والاقتصادية تؤثر في الأمن الغذائي العالمي، فمن أين يأتي الحل إن لم يكن هناك من يبادر لفعل الصواب ومد يد العون؟.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yckuvaad

عن الكاتب

كاتبة وناقدة سينمائية. حاصلة على إجازة في الإعلام من كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية. ساهمت في إصدار ملحق "دنيا" لجريدة الاتحاد ومن ثم توليت مسؤولية إصدار ملحق "فضائيات وفنون" لصحيفة الخليج عام 2002 فضلا عن كتابتها النقدية الاجتماعية والثقافية والفنية. وشاركت كعضو لجنة تحكيم في مهرجان العين السينمائي في دورته الأولى عام ٢٠١٩

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"