قبل اتخاذ القرار

00:06 صباحا
قراءة دقيقتين

مهمةٌ، المعارض والمواقع التي تفتح مجالات أمام الشباب الباحثين عن فرص عمل ووظائف في مختلف المجالات، لكنها ليست وحدها المهمة في حياة كل شاب وكل مجتهد وباحث عن بناء مستقبل سليم ومشرق، إذ بقدر أهميتها تأتي المعارض التي تسبق التوظيف بمرحلة، أي مرحلة اختيار التخصص المناسب قبل دخول الجامعة، وهي المرحلة الأصعب والتي تؤرق كل طالب وذويه، وعليها يبنى المستقبل ويبقى الخريج الجامعي رهينة هذا الاختيار الصائب أو الخاطئ، لأنه مرتبط بشكل مباشر بمتطلبات سوق العمل ومدى توفر فرص للوظائف وأي التخصصات تُفتح أمامها الأبواب أكثر في زمننا هذا. 
طبيعي أن يجد معرض نجاح التعليمي الذي أقيم في أبوظبي في نسخته ال١٦ والذي شاركت فيه ١٠٠ جامعة محلية وعالمية، إقبالاً واسعاً من طلبة المدارس وأولياء الأمور، ومثله نحتاج إلى الكثير من هذه المعارض التي تعتبر فرصاً ذهبية تفتح أمام الطلاب وأهاليهم مجال اكتشاف جميع التخصصات الأكاديمية القديمة والجديدة، والسؤال عن مستقبلها ومستقبلهم فيها، وأيها يتناسب مع مؤهلاتهم وظروفهم وطموحاتهم، مع الأخذ بعين الاعتبار ما يضمن لهم الوظائف في المستقبل، خصوصاً أن العالم يتجه أكثر فأكثر نحو التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والاعتماد عليهما في كافة المجالات.
كل معرض من هذا النوع يسهم في تعزيز وعي الطلبة وأولياء أمورهم بكل الفرص المتاحة اليوم، وما أحوج أولياء الأمور لفهم هذا العالم المليء بالتخصصات الحديثة والتي يجهلون تفاصيلها، ليطمئنوا على مستقبل أبنائهم وليكونوا على نفس مستوى الوعي بتفاصيل تلك التخصصات ومتطلباتهم مثل اختيار الكليات المناسبة ومتطلبات القبول وهل يحتاج الطالب إلى السفر للخارج، والتأشيرة والإقامة وظروف حياة الطلبة والمسكن والتكاليف..؟ كثيرة الأسئلة التي تشغل بال كل ولي أمر وتؤرق كل طالب وتحتاج إلى مرشد وناصح مسؤول وأمين. 
الخيارات الأكاديمية باتت كثيرة ومختلفة عن الخيارات التي كانت في زمن كل أم وأب، فنادراً ما كان يحلم أي شاب وفتاة بالوصول إلى الفضاء والتخصص في مجاله، بينما الفرص متاحة اليوم أمام كل من يرغب في ذلك وتتوفر لديه الشروط؛ كذلك الروبوتات وعلوم الحياة والصحة وعلوم الكمبيوتر والطاقة والاتصالات والأمن الإلكتروني والبيانات والإنترنت والعالم الافتراضي.. كل هذه المجالات لم تكن متداولة ومتوفرة يوم كنا نختار في توجهاتنا بين علمي وأدبي، وفي التخصصات بين طبيب ومهندس وصيدلي وصحفي ومحام.. عالمهم أوسع من عالمنا، كان القمر والمريخ مجرد حلم بعيد لا نملكه سوى في الشعر والكلام المغزول، ولا يناله فعلياً سوى قلة قليلة من العلماء والباحثين ورواد الفضاء، بينما الفضاء اليوم أقرب إلى أبنائنا من الخيال وكل ما نحتاجه ويحتاجه الأبناء هو معرفة البيئة الأكاديمية، والدليل إلى عالم التخصصات الجديدة الذي يجب أن يكون متوفراً ومتاحاً قبل اتخاذ القرار ودخول الجامعات.
[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5xk9ma2b

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"