عادي

مِصر والإمارات.. قلبٌ واحد

00:07 صباحا
قراءة دقيقتين
1

د. عارف الشيخ
يا رفَاقي قِفُوا لِنَحْكِ رفاقِي

عن بلادٍ كثيرةِ العُشّاقِ

وَاسْألوني فإنني عِشتُ فيها

وعلى العَهْدِ لم أزل أنا باقِ

إنْ حَواريَّهَا تذكَّرتُ مِن فَر

حِيْ فدَمعِي يَسيلُ مِن آماقي

أو تفكَّرتُها فَإنّ يَراعي

ينهَلُ الفِكرَ من نُهَى الإطراقِ

«مِصرُ» فِيَّ لواعِجٌ وشعورٌ

«مِصرُ» تجري الوفاءَ في أعْراقي

**

«مِصرُ» كانت مُذ عهدِ «ناصرَ» حتّى

عَهدِ «سِيسِيْ» بوّابةَ الانطلاقِ

نتصَافى حِيناً ونحتَدُّ حيناً

نتحَابى لكنْ بِدُون انزلاقِ

بالتَّنَائي نزداد حُبّاً كَعُودٍ

زاد طيباً إن زدتَ في الإحْراقِ

«مِصرُ» للفكرِ والسياسة والشِعْ

رِ وللفنِّ بِزَّةُ العِمْلاقِ

هل رأيتُم ك«باسِطٍ» وك«شَوقي»

حيث ذاعَا صِيتاً إلى الآفاق؟

أو كمَنشاويٍ و كالنَّقشبَندي

في اصطباح المَقام أو في اغتباقِ

أوُ ك«كُلثومَ» حين غنَّتْ لِحُبٍّ

قَد أذابَت فَوارقَ الأذواقِ

ولِ«عبدِ الوهّابِ» حِسٌّ فَريدٌ

حين غنّى لِمصرَ «سبعَ سَواقي»

هاتِ لي ثانياً ك«شَعْراويِ» الشَّر

حِ لِ«آيٍ» مُنَزَّلٍ رقْراقِ

**

هِي مِصرُ كِنانةُ اللهِ فِي الأر

ضِ وإبداعُ الخَالِق الخَلاّقِ

زادها اللهُ بسطةَ الحَلقِ والخلْ

قِ ومَن دُونها اغتَنى بِاستراقِ

**

«زايدٌ» شَاد في عُلاها فخاراً

كم نفىَ الفقرَ عن ذوي الإملاقِ

«زايدٌ» في مصرَ العُروبة فيضٌ

مِن عطاءٍ كالكوثر الدفَّاقِ

و«الإماراتُ» للحبيبَة عِشقٌ

مُذ عقودٍ خمسٍ مضَت كالبُراقِ

لِ«أبي خالدٍ» بمصرَ اعتبارٌ

هُو و«السِيسِيُّ» قطارُ الوفاقِ

مِصرُ «بوراشِدٍ» لقد قال عنها

هِي الاستِقْرارُ على الإطلاقِ

**

هِيْهِ يا قلبَ أمّةِ العُرب أنتِ

في مَضامير عالَمٍ في استباقِ

قَدَّر اللهُ أن تفُوزي فَأنتِ

لِبنِي عُربنا مَحلُّ اتّفاقِ

«مصرُ» إني أتيتُ أنضحُ حُبًّا

و لِ«نيلٍ» إلياذةَ الأشواق

سوف أُحْيي مُجَدّدًا ذِكرياتي

في مساءٍ وساعةِ الإشراقِ

وأزفُّ السَّلامَ في مَوسِم الوَر

دِ لعلّي أحظى بطِيب العِناقِ

سَكِرَتْ فيكِ مُقلتايَ فلن أرْ

جعَ منك إلاّ بكأسٍ دهاقِ

**

إنّ «أكتُوبراً» يُهيِّجُ ذِكْرى

فِيَّ من «سيناءَ» إلى«بُولاقِ»

فليُدِرْها الكؤوسَ لي مُترَعاتٍ

نَسقِها سَمعَ مَن أتى في اندفاقِ

مِصرُ غنّى بها كمالُ السَجَايا

فأتتهَا البِلادُ للانتطاقِ

وهَمَى العِلمُ في رُباها اخضِراراً

فتحدَّى خُطّابُها في الصَّداقِ

نحن كنّا الطلاّبَ في مِصرِ «سادا

تٍ» و«نصْرٌ» يُبَثُّ فِي الأبواقِ

فانتشينا بُطُولةً كضياءِ ال

فجرِ يهفُو إلى لُقا الإشراقِ

**

هِيهِ يا نيلَ مِصرَ من عهدِ «خُوفو»

هِبَةٌ أنتِ الدَّينُ في الأعناقِ

سوف يبقى غَلاكِ في كلِّ قلبٍ

في خليجٍ كالشَّهد عذبَ المَذاق

كم نهَلنا في مصرَ من جامعاتٍ

وقضينا عُمْراً لِفَهمِ المَساقِ

وارتمَينا في حِضن مِصرَ كما الأط

فالِ طَوراً، طَوراً كما العُشّاق

يا عرينَ الأسُود في كلّ عصرٍ

أنتِ في عين العُرب كالأحداقِ

«أزهر ٌ» فيكِ لا يزال مَناراً

حين تشتدُّ حُلكةُ الأنفاقِ

قَد أبى أن يكون إلاّ حصينَ ال

حِصن في وجه فِتنةِ المُرّاقِ

مِن أعالي «الأهْرام» أشتمُّ تاري

خاً وفي «فُسطاطٍ» أرى أخْلاقي

**

فيكِ يا «مصرُ» من جمال العَذارى

فيكِ من بابليّ سِحْر «العِراق»

كلّمَا رحتُ عنكِ قلتُ قريباً

ليَ عودٌ يا «مصرُ» يا تِرياقي

فامضِ يا «قيسُ» واطمئنَّ ف«ليلى»

لكِ تَفْديكِ آخرُ الأرماقِ

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yp9ecah2

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"