عادي
الحالة الغريبة شائعة بين الأطفال

«مستشفى الجليلة التخصصي» يستقبل 13 حالة ابتلاع بطاريات

01:00 صباحا
قراءة 6 دقائق

متابعة: إيمان عبدالله آل علي

كشف «مستشفى الجليلة التخصصي» أن ابتلاع الأجسام الغريبة من الأحداث الشائعة بين المرضى من الأطفال، كما يعد ابتلاع البطارية المستديرة، أمراً خطراً بشكل خاص، ويجري الإبلاغ عن أكثر من 3500 حالة ابتلاع للبطاريات الرزية من كل الأحجام والأنواع إلى مراكز مكافحة السموم في الولايات المتحدة سنوياً، وبلغ الرقم الرسمي للمرضى المطلوب دخولهم إلى مستشفى الجليلة التخصصي للأطفال بسبب ابتلاع البطاريات سبع حالات عام 2020، ومن عام 2021 حتى الآن 13 حالة، لكن توجد المزيد من الحالات التي لا تتطلب دخول المستشفى.

وقال الدكتور كريستوس، استشاري أمراض الجهاز الهضمي للأطفال في مستشفى الجليلة خلال اجابته على عدد من أسئلة «الخليج»: إنه في حالة ابتلاع بطارية، يوجد أمام طفلكم نحو ساعتين أو أكثر قليلاً قبل بدء حدوث ضرر محتمل في المريء يهدد حياته، ويمكن عادة للأطفال التنفس بوجود بطارية في الحلق أو المريء، وأحياناً تتسبب تلك الحالات بالوفاة، لأن الحروق داخل المريء قد تنتشر إلى الأوعية الدموية المجاورة، ما يعرّض حياة الطفل لخطر النزيف. وقدم نصيحة أنه إذا فُقدت بطارية ما وهناك شكّ في أن الطفل ابتلعها، يجب التوجه فوراً إلى أقرب مستشفى.

* هل هي ظاهرة واسعة الانتشار؟

تنتشر حالات ابتلاع الأطفال للبطاريات منذ عقود، لكن لا تُناقش في معظم الأحيان أو لا تجتذب الاهتمام الذي تستحقه، ويجري الإبلاغ عن أكثر من 3500 حالة ابتلاع للبطاريات الرزية من كل الأحجام والأنواع إلى مراكز مكافحة السموم في الولايات المتحدة سنوياً، يوضح ذلك الرقم المرتفع ضرورة زيادة الوعي عن ذلك الموضوع المهم، وعبر الشراكة مع دوراسيل في الشرق الأوسط، يمكننا تهيئة الأهالي ومقدمي الرعاية، لإنقاذ حياة أطفالهم.

* ما تبعات تلك الحوادث على الأطفال؟

في حال ابتلاع بطارية، يوجد أمام طفلكم نحو ساعتين أو أكثر قليلاً قبل بدء حدوث ضرر محتمل في المريء يهدد حياته. إذا علقت بطارية زرية من الليثيوم في حلق الطفل، يطلق اللعاب تياراً كهربائياً. يتسبب ذلك بتفاعل كيميائي يمكنه حرق المريء بشدة في أقل من ساعتين، قد يستمر الضرر حتى بعد إزالة البطارية، مع استمرار نخر جدار المريء، الذي قد ينتشر إلى الأوعية الدموية المجاورة ويسبب نزيفاً كارثياً، وقد يكون ترميم الضرر مؤلماً، وقد يتطلب أنبوب تغذية وأنابيب تنفس وعمليات جراحية متعددة. كما يصعب اكتشاف المشكلة.

يمكن عادة للأطفال التنفس بوجود بطارية في الحلق أو المريء، ويمكن العثور على بطاريات الليثيوم الزرية في كثير من الأجهزة المنزلية مثل المفاتيح الإلكترونية للسيارات، وأجهزة الريموت الصغيرة التي تتحكم بمكبرات الصوت، والآلات الحاسبة، والموازين المنزلية، ومصابيح القراءة، والشموع الإلكترونية، والكتب الغنائية والصوتية، وبطاقات المعايدة الغنائية، والساعات، ومقاييس الحرارة، وأجهزة السمع، والحلي والمجوهرات والألعاب الوامضة.

خطر النزف

* هل تتسبب تلك الحالات بوفاة الطفل؟

نعم، لأن الحروق داخل المريء قد تنتشر إلى الأوعية الدموية المجاورة، مما يعرض حياة الطفل لخطر النزف.

كم تبلغ عدد حالات تلك الحوادث في دولة الإمارات سنوياً؟

بلغ الرقم الرسمي للمرضى المطلوب دخولهم إلى مستشفى الجليلة التخصصي للأطفال بسبب ابتلاع البطاريات سبع حالات عام 2020؛ ومن عام 2021 حتى الآن 13 حالة.

لكن توجد المزيد من الحالات التي لا تتطلب دخول المستشفى، لأن البطاريات الزرية كانت صغيرة الحجم ووصلت إلى المعدة من دون انحشار في المريء.

أفضل الطرق

* ما أفضل طرق تقليص خطر ابتلاع الأطفال لبطاريات الليثيوم الصغيرة؟

نعتقد أن الأطفال الحديثي المشي هم الأكثر عرضة للخطر، بسبب طبيعتهم الفضولية وعدم إدراكهم للمخاطر. قد تكون بعض البطاريات الزرية التي توازي حجم العملة المعدنية «خفية» بالنسبة للأهالي، بسبب وجودها في الأجهزة بشكل مسبق. يُنصح بالبحث في المنزل عن أي أجهزة قد تحتوي على بطاريات زرية بحجم العملة المعدنية، ووضع الأجهزة بعيداً من أنظار ومتناول الأطفال.

كما يجب وضع البطاريات المنفصلة أو الاحتياطية في مكان مزود بقفل، ومواصلة مشاركة المعلومات التي يمكنها إنقاذ حياة الأطفال مع مقدمي الرعاية والأصدقاء وأفراد الأسرة والحاضنين.

وضع البطاريات الزرية بعيداً من الأنظار ومتناول اليد على رفّ مرتفع داخل خزانة وتثبيت حجرة البطارية في كل الألعاب والأجهزة. والتخلص من البطاريات المستعملة بشكل آمن.

في حال عدم وجود مناطق مخصصة للتخلص من البطاريات، ووجوب وضعها في سلة المهملات، يجب تثبيت البطاريات بين شريحتين من الشريط اللاصق الشفاف للوقاية من حالة رؤية الطفل لها، ويجعل ذلك بلعها أقل سهولة بكثير، وعند شراء منتجات تستخدم البطاريات الزرية، يجب تثبيت حجرة البطارية، يتم تثبيت بعضها ببرغي.

ويجب بذل أقصى الجهود للتعرف إلى الأجهزة التي تعمل بالبطاريات الزرية ومكان وجودها في المنزل، ثم تخزين تلك الأجهزة بعيداً من متناول الأطفال.

* ما الطريقة الصحيحة للتعامل مع الطفل في حال كان هناك شك أنه ابتلع البطارية؟

إذا فُقدت بطارية ما وهناك شك في أن الطفل ابتلعها، يجب التوجه فوراً إلى أقرب مستشفى. ويجب اتباع الخطوات الآتية: التوجه إلى قسم الطوارئ فوراً، إخبار الأطباء والممرضات باحتمال وجود بطارية بحجم العملة المعدنية، وتزويد الفريق الطبي، إن أمكن، برقم التعريف الموجود على علبة البطارية، ويجب منع الطفل من الأكل أو الشرب قبل تحديد وجود البطارية من عدمه عبر فحص الأشعة السينية. ويجب عدم حثّ الطفل على التقيّؤ أو التسبب به عمداً. ونشر فريق عمل ابتلاع البطاريات الزرية التابع للجمعية الأوروبية لأمراض الجهاز الهضمي والكبد والتغذية عند الأطفال (الذي يشغل الدكتور كريستوس تزيفينيكوس عضويته) إرشادات مفيدة للأطباء والأهالي ضمن مبادرة اليوم العالمي للتوعية بالبطاريات الزرية.

الأكثر مرارة

وتعدّ مادة Bitrex الأكثر مرارة في العالم. وفقاً لموسوعة «غينيس للأرقام القياسية»، وتوضع كطبقة رقيقة على الجزء الخلفي من البطارية، ما يساعد على منع الابتلاع العرضي عن طريق خلق رد فعل غريزي عند الأطفال لبصق البطارية.

ونريد مساعدة الآباء في جميع أنحاء الإمارات، والسعودية على حماية أطفالهم من الأذى الجسيم. وعبر حملتنا مع مستشفى الجليلة في الإمارات والآن في السعودية، نهدف إلى خلق الوعي حول المخاطر المحتملة لابتلاع البطارية عبر سلسلة من المبادرات، مثل الورش التثقيفية والأنشطة الميدانية وأحاديث المتخصصين الطبيين، لتعلم المزيد عن الأساليب العملية والمبتكرة للحدّ من مخاطر ابتلاع بطاريات الليثيوم الدائرية.

تقنية حماية الطفل من المخاطر

تعاون مستشفى الجليلة التخصصي للأطفال ودوراسيل لمواصلة الشراكة الطويلة الأمد التي تجمعهما لتوعية أولياء الأمور والجهات المعنية بتقديم الرعاية للأطفال حول أفضل السبل للحد من مخاطر ابتلاع الأطفال لبطاريات الليثيوم صغيرة الحجم وتقديم النصائح عن العلاج الأمثل والفوري في مثل هذه الحالات.

وضمنت دوراسيل في عام 2021، تقنية «حماية الطفل» في بطاريات الليثيوم الصغيرة الحجم. التي تتألف من مادة «البايتركس – Bitrex»، المادة الآمنة والأكثر مرارة في العالم، والتي وضعت كطبقة رقيقة أسفل الخلية؛ حيث تسهم المرارة الشديدة لهذه المادة في نفور الأطفال منها ومن ثم عدم ابتلاع البطاريات.

وفي خطوة إضافية لتعزيز سلامة الأطفال، عززت دوراسيل حماية الأطفال بتضمين تقنية التغليف المزدوج للبطاريات، والتي تصعّب عملية فتح أغلفة البطاريات، وبالتالي الحد من ظاهرة ابتلاعها.

وعن التقنية قال عامر عفيفي، المدير العام لدوراسيل الشرق الأوسط والهند: إنه مع تزايد بطاريات الليثيوم الدائرية في منازلنا، بسبب تصغير الأجهزة ونمو الأجهزة المتصلة، تؤمن «دوراسيل» أنه من المهم أكثر من أي وقت مضى تذكير الوالدين «بعدم نسيان البطاريات» عندما يتعلق الأمر بسلامة الطفل.

ونواصل بلا كلل تعزيز سلامة الأطفال من مخاطر البطاريات الدائرية؛ حيث لا تزال تقع المئات من حالات ابتلاع البطاريات كل عام في العالم، و52% منها تؤثر في الأطفال دون سن 6 سنوات، التي يمكن أن تكون لها عواقب وخيمة إذا تُركت من دون علاج.

وتأتي بطاريات «دوراسيل» الدائرية المصنوعة من الليثيوم مقاس 20 مم في عبوة مزدوجة الإحكام ومقاومة للأطفال، ما يجعل من المستحيل تقريباً على الأطفال الصغار فتح العبوة بأيديهم. ولكن نظراً لحدوث أكثر من 90% من الحوادث، بسبب بطاريات الليثيوم المفكوكة أو الموضوعة داخل الجهاز، فقد أدخلنا طلاءً مريراً في بطاريات الليثيوم الدائرية مقاس 20 مم، لتحسين ميزات الأمان.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/37nf8998

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"