فرصة أمل

00:06 صباحا
قراءة دقيقتين

فرصة لا تُقدر بثمن أشارت لها شرطة أبوظبي من خلال الإصدار الثالث للحملة التوعوية الشاملة لمكافحة المخدرات التي تنظمها بالتعاون مع الشركاء، والتي يتضح من شعارها «فرصة أمل» حجم الاهتمام الذي توليه الجهات الشرطية بالتوعية والتثقيف بأهمية مكافحة المخدرات والتصدي لها، وهو ما برز جلياً في أهدافها الرامية إلى التوعية بأهمية التكاتف المجتمعي للحد من انتشار المخدرات وحماية الأبناء من خطرها، والحرص على انتشال المدمن من الوحل الذي وقع فيه بتوضيح خريطة العودة للحياة الطبيعية دون التعرض للعقوبة.
في ظل سهولة توصيل رسائل المروّجين لأفراد المجتمع بمختلف فئاتهم نتيجة التقنيات الحديثة التي تتيح نشرها بدقائق معدودة، وابتكار ضعاف النفوس لأساليب مختلفة للترويج وتسليم المواد المخدرة، باتت التوعية المجتمعية وإدراكهم لأهمية دورهم على الصعيد الشخصي والأسري والاجتماعي، من أهم أدوات مكافحة المخدرات، وهو ما يجب أن يدركه جميع أفراد المجتمع حتى يتمكنوا من العيش في بيئة آمنة مستقرة وسعيدة. يتضح من خلال الأهداف العديدة التي ترمي «فرصة أمل» إلى تحقيقها، حجم الجهود التي تبذلها الجهات الشرطية في مكافحة المخدرات، وهو ما يتطلب منا كأفراد أن ندعم أمن واستقرار المجتمع، وأن نسعى للتعاون مع الجهات المعنية بمكافحتها والتصدي لها، وهو ما تمّ تسليط الضوء عليه من خلال الحملة التي أوضحت أن المدمن نفسه تمّ له تيسير طرق التخلص من شبح التعاطي والإدمان بحماية وأمان، والعودة لممارسة الحياة بشكل طبيعي.
جميعنا يعلم بأن آثار تعاطي المخدرات لا تنعكس فقط على المدمن نفسه، وإنما يؤثر خطر انتشارها على المجتمع ككل، وهو ما لمسناه في المعاناة الكبيرة التي عاشتها بعض الأسر التي تضم تحت جناحها متعاطياً للمخدرات، وهو ما يجعلنا أكثر اهتماماً برفع مستوى الوعي لدينا بضرورة الإبلاغ عن المروجين لهذه السموم من خلال القنوات المشرعة، وعدم الاستهتار في متابعة الأبناء ومراقبتهم، والتعرف إلى أصدقائهم، وفتح قنوات تواصل معهم لتلمس احتياجاتهم النفسية والمعنوية، والتعرف إلى مشكلاتهم وإرشادهم لطرق التعامل الصحيحة معها.
يجب أن يعي الفرد الذي غرق في وحل تعاطي المخدرات أوالمؤثرات العقلية، أنه عند التقدم من تلقاء نفسه أو من خلال أقاربه من الدرجة الأولى أو الثانية، فإن القانون يضمن له عدم التعرض للعقوبة القانونية، وذلك وفقاً للمادة 43 من القانون الاتحادي رقم 8 لعام 2016، وهو ما يعتبر فرصة لطيّ صفحة في حياته بكل مخاوفها وآلامها التي تسبّب بها المدمن لنفسه وأسرته ومجتمعه.فرصة الأمل في العيش ببيئة خالية من التلوث بالمخدرات وانعكاساتها المدمرة للفرد والأسرة والمجتمع، تتوفر لنا جميعاً، سواء كان فرداً مدمناً أو أسرةً تضم بين أفرادها متعاطياً أو ولي أمر أو غيرهم من فئات المجتمع بمختلف الأعمار، وذلك من خلال التكاتف مع الجهات المعنية في مواجهة خطر المخدرات والتصدي لها.
 [email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2npc9rbu

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"